كيف أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مرتعًا خصبًا للعنصرية؟ بواسطة فئة تشعر بالنقص والضعف، فتفيض منهم سموم الكراهية المميتة، ويشعلون نار عنصرية بغيضة تكاد لا تُبقي ولا تذر من مشاعر المساواة والإنسانية وكل المعايير الأخلاقية شيئًا مذكورًا. يسيئون لكل من ليس معهم أو يطبل لعنصريتهم، بعنصرية أيضاً. لنعترف بما قاله المناضل نيلسون مانديلا: «إنه لا يوجد إنسان وُلد يكره إنساناً آخر بسبب لون بشرته أو أصله أو دينه، وأن الناس تعلمت الكراهية، وإذا كان بالإمكان تعليمهم الكراهية إذًا بالإمكان تعليمهم الحب.. خاصة أن الحب أقرب لقلب الإنسان من الكراهية». إذن فلماذا انتشرت العنصرية وتكاثرت وبدت البغضاء في قلوبهم أكثر على صفحات التواصل الاجتماعي، وتحت ذرائع يحاولون من خلالها جلب المناوئين، كالمصالح العامة أو حتى برداء الوطنية؟ وبرغم أن العقوبات الرسمية للعنصريين على مواقع التواصل الاجتماعي مشددة إلا أنها يجب أن تُدعم بتضامن مجتمعي كامل ضدهم بمقاطعتهم وعدم التفاعل معهم، فهم عدة أصناف مريضة على رأسهم ضعاف النفوس، وتُمثلهم سنبلة القمح الفارغة التي تكاد رأسها تطاول السماء وهي عديمة النفع فتحاول النيل من السنابل الممتلئة بالخير المنحنية تواضعًا وما أنبلها، ويمثلهم مكافحو العنصرية حول العالم وهم كثر. وصنف آخر يُفعّل العنصرية في تويتر وهم من يرتدون عباءة السعوديين في حساباتهم برغم أنها من خارج المملكة، تهدف لشيطنة العنصرية والإساءة للآخرين، وتذكي نار القبيلة والطائفية، برغم أن النظام الأساسي للحكم تحت ظل قيادتنا الحكيمة ينص على أنه: «نحظر وتجرّم جميع أشكال التمييز العنصري والكراهية والتعصب».. ما يدل أن من يقوم بهذه السلوكيات تحت رداء (الوطنية) بعيد تماماً عنها، لأن الوطنية ليست كلمات أو شعارات إنما ممارسات تُترجم على أرض الواقع! ما أراه اليوم يدعوني إلى الأسف، فالاحتقان العنصري يتزايد مع التقدم التقني التكنولوجي، برغم أن -بعضهم- قاومه بالسلاح نفسه كنشر المستخدمين ومن بينهم مشاهير لحملة الأيدي المتشابكة بيضاء أو سوداء وغيرها من التغريدات والفيديوهات، إلا أن التكنولوجيا لا يمكن أن تغير العقول حتى يغيروا ما بأنفسهم بنبذ العنصرية، التي تنخر في تقدم المجتمع وتطوره!
مشاركة :