غزة 18 أغسطس 2020 (شينخوا) تصاعدت التحذيرات من تداعيات خطيرة لأزمة تفاقم انقطاع الكهرباء في قطاع غزة بعد توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة عن العمل اليوم (الثلاثاء)، نتيجة نفاد الوقود اللازم . وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان، إنه مع تفاقم أزمة انقطاع الكهرباء وانخفاض معدل وصول الكهرباء للسكان من 8 ساعات يومياً إلى 3-4 ساعات فقط "تزداد الأعباء التي تثقل كاهل النظام الصحي الهش في غزة". وأشارت اللجنة الدولية كذلك إلى "صعوبة الحصول على المياه والتحديات البيئية المترتبة على ذلك، فضلا عن تفاقم سوء الأوضاع الاقتصادية بفعل أزمة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)". وتوقفت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة عن العمل صباح اليوم بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيلها، بحسب ما أعلنت شركة توزيع الكهرباء في القطاع. وقال مدير العلاقات العامة والإعلام في الشركة محمد ثابت للصحفيين في غزة إن المحطة توقفت بكامل قدرتها الإنتاجية عن العمل نتيجة إيقاف توريد الوقود اللازم لتشغيل المحطة من إسرائيل منذ يوم الأربعاء الماضي من معبر (كرم أبو سالم) التجاري. وأوضح ثابت أن توقف المحطة سيدفع الشركة إلى اعتماد جدول توزيع وصل للكهرباء من 3 إلى 4 ساعات فقط يوميا. من جهتها، قالت سلطة الطاقة إن توقف محطة توليد الكهرباء "سيترتب عليه زيادة العجز في إمدادات الطاقة الكهربائية للمواطنين لتصبح نسبة العجز أكثر من 75 في المائة". ونبه بيان صادر عن سلطة الطاقة إلى أن ذلك "يؤثر سلباً على كافة مناحي الحياة في قطاع غزة"، محملا إسرائيل كافة الآثار الكارثية المترتبة على ذلك. وأبرز الناطق باسم وزارة الصحة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة أشرف القدرة أن تفاقم انقطاع التيار الكهربائي عن مستشفيات القطاع سيكون له تداعيات خطيرة على حياة المرضى. وقال القدرة في بيان "نحذر من نتائج كارثية على المرضى بسبب انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة في أقسام مستشفيات القطاع". وأضاف أن الأزمة سيكون لها تأثيرا خطيرا على الأطفال في الحضانات، ومرضى غسيل الكلى والمرضى في العناية المركزة، عدا عن وقف العمليات الجراحية. وفي السياق ذاته، قال اتحاد بلديات قطاع غزة إن تفاقم أزمة الكهرباء سيؤثر على جودة الخدمات الأساسية خاصة أن مرافق البلديات وأعمالها مرتبطة بالتيار الكهربائي بالدرجة الأولى. وذكر اتحاد البلديات في بيان أن من ضمن تأثيرات الأزمة إرباك توصيل المياه إلى المنازل ووقف عمل محطات ضخ مياه الصرف الصحي إلى محطة المعالجة ما ينذر بكارثة صحية وبيئية. وأشار إلى أن البلديات قد تضطر إلى ضخ مياه الصرف الصحي باتجاه شاطئ البحر بشكل مباشر دون معالجة، فضلا عن تهديد تعطيل خدمة جمع وترحيل ومعالجة النفايات الصلبة. وحذر اتحاد البلديات من استمرار وإطالة أمد أزمة توقف محطة توليد كهرباء غزة "الأمر الذي ينذر بكوارث صحية وبيئية"، داعيا الجهات المسؤولة إلى ضرورة توفير الكهرباء اللازمة لتشغيل مرافق ومحطات البلديات. ويحتاج قطاع غزة إلى 500 ميغاواط، فيما ما يتوفر حاليا 210 ميغاواط يتم توريد 120 منها من إسرائيل، و30 ميغاواط من مصر، والبقية تنتجها محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة. وأغلقت إسرائيل منتصف الأسبوع الماضي معبر كرم أبو سالم التجاري مع قطاع غزة باستثناء إدخال المساعدات الإنسانية ردا على إطلاق بالونات حارقة من القطاع على جنوب أراضيها. من جهته، حذر رئيس جمعية رجال الأعمال في غزة علي الحايك، من "كارثة اقتصادية" جراء توقف عشرات المصانع في القطاع لاسيما الإنشائية والغذائية في ظل تفاقم انقطاع التيار الكهربائي. وطالب الحايك في بيان، الجهات الدولية والمنظمات الإنسانية بالضغط على إسرائيل لإدخال الوقود من أجل تحسين وضع للكهرباء وضمان استمرار تشغيل المصانع. كما حذر الحايك من "الكارثة المحدقة بالمجتمع الفلسطيني في قطاع غزة إنسانيا واقتصاديا واجتماعيا وصحيا بسبب ارتفاع معدلات البطالة وتداعيات تشديد الحصار". وفي السياق ذاته، حذر رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في غزة سامي العمصي، من أن أزمة توقف محطة كهرباء يهدد بتوقف 90 في المائة من المصانع، وتعطل قرابة 50 ألف عامل. وقال العمصي في بيان تلقت (شينخوا) نسخة منه، إن نحو 500 مصنع في مجالات صناعية وإنشائية مختلفة مهددة بالتوقف عن العمل، جراء توقف المحطة عن العمل. وأضاف أن الورش والمصانع الإنتاجية في غزة ستعمل بطاقة أقل من 20 في المائة نتيجة أزمة الكهرباء، من خلال الاعتماد على المولدات، وتسريح العمال وتخفيض ساعات العمل، الذي سيؤثر على عجلة الإنتاج في القطاع. وأشار إلى أن الحصار الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ منتصف العام 2007 أدى إلى ارتفاع نسبة الفقر في صفوف العمال وارتفاع نسبة البطالة. ودعا العمصي، المجتمع الدولي إلى الضغط علي إسرائيل لرفع الحصار المفروض والذي طال جميع مجالات الحياة وحل مشكلة الكهرباء التي يعاني منها القطاع منذ سنوات طويلة.