قال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- شاهد الهجرة النبوية في رؤيا منامية قبل أن يفرضها الله عليه وعلى المسلمين. وأضاف «هاشم» خلال خطبة الجمعة الماضية من الجامع الأزهر، أن الله تعالى جعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- يرى الهجرة من قبل أن تتم في رؤيا منامية، وأخبره بالدعاء الذي سيقوله عند دخول المدينة، كما ورد في قول الله تعالى: «وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا» (سورة الإسراء: 80).واستدل على الرؤيا المنامية للهجرة النبوية، بما روي عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أُهَاجِرُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَرْضٍ بِهَا نَخْلٌ فَذَهَبَ وَهَلِي [أي ظني] إِلَى أَنَّهَا الْيَمَامَةُ أَوْ هَجَرُ فَإِذَا هِيَ الْمَدِينَةُ يَثْرِبُ ..» رواه البخاري (3352) ومسلم (4217).من جانبه قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إننا تعلمنا الهجرة النبوية الإيثار؛ حيث ضرب الأنصار أروعَ المثل في الإيثار وحب الخير للغير حين آخى النبيُّ صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار.وأضاف الأزهر عير صفحته بـ«فيسبوك»، أن الله تعالى أنزل في شأنهم قرآنًا يُتلى إلى يوم القيامة شاهدًا على فضلِهم، ومبيِّنًا لمكانتهم لدى رب العالمين سبحانه وتعالى فقال عز شأنه: «وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» [الحشر:8-9]، وهكذا فليكن المؤمنون.وأشار إلى أن حدَثَ الهجرةِ النبوية يعلمنا أسمى معاني الحُبِّ، الحبُّ الذي تجسَّد في موقف سيَّدِنا أبي بكرٍ الصدِّيقِ رضي الله عنه حينما أرخص عنده كلَّ ماله ليؤثر به الحبيبَ صلى الله عليه وسلم على أهله ونفسه، الحبُّ الذي تجسَّد في موقفه –أيضًا- رضي الله عنه حينما أبكاه فرحًا بصحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
مشاركة :