يبدو أن خزينة نادي مانشستر يونايتد الانكليزي لكرة القدم، لن تتوقف عن ضخ المزيد من الأموال بحثا عن المجد المفقود، فإنفاق ما يعادل 129 مليون دولار مقابل 4 صفقات أبرمها «الشياطين الحمر» لم يكن كافياً. فقد تصدر هذا العنوان «we must spend more» على لسان مدرب الفريق الهولندي لويس فان غال إحدى الصحف الإنكليزية، وسط قبول تام من إدارة النادي لطلبات المدرب الذي يعد الجميع بمفاجأة قادمة تنضم الى الفريق في الموسم الجديد. حقيقة يعلمها تماما جميع متتبعي كرة القدم فضلا عن أنصار مانشستر يونايتد أن المجد المفقود الذي يسعى فان غال لإسترجاعه لا يتم بتدفق الأموال فقط إنما يكون بإحلال استراتيجية متكاملة يستعيض بها النادي عن رحيل «السير» الأسكتلندي اليكس فيرغسون الذي لم يكن مدربا فحسب ورحل إنما منظومة غابت، وشيئاً فشيئاً انهار كل شيء حتى أن الجميع بدأ يخشى أن تندثر الأهزوجة الشهيرة في مدرجات «أولد ترافورد»... «المجد المجد ليونايتد». ثقافة الانتصار لعل انتقال الألماني باستيان شفاينشتايغر من بايرن ميونيخ إلى النادي الإنكليزي هو أبرز صفقات «الشياطين الحمر» من الناحية الفنية لأ سباب عدة أهمها هو معرفة فان غال باللاعب عندما كان مدرباً للنادي «البافاري»، أضف إلى ذلك قدرته على اتقان أدواره التكتيكية في أكثر من مركز فضلا عن مهارته الفنية ولم يكن استقطاب شفاينشتايغر عبثاً تكتيكياً فالمدرب الهولندي يريد أن يتكئ على عصا ثقافة الإنتصار التي يتمتع بها هذا النجم الألماني، لاسيما وأنه ترعرع في دائرة يمتلئ محيطها بالإنجازات على الصعيد المحلي مع بايرن ميونيخ أو مع المنتخب الألماني، فثقافة الفوز من أهم العوامل التي افتقدها لاعبو مانشستر يونايتد بعد رحيل فيرغسون، كما أن فان غال معروف بانتقاله بين أكثر من رسم تكتيكي وبأكثر من فكرة تكتيكية يتم توظيفها في الخطة. عادة ما يلعب الهولندي بخطة 3-5-2 وينتقل عند عدم قدرة اللاعبين على تطبيق الأفكار التكتيكية إلى 4-4-2، كما حدث في الموسم الماضي. وهنا تكمن الإستفادة من قدرات «شفايني»، في حال طبقت الخطة الاولى من الممكن جدا أن يقوم بدور لاعب الإرتكاز الذي يستلم الكرة من قلب الدفاع لضمان بناء هجمة منظمة، وهو من أفضل اللاعبين إجادة لهذا المتطلب التكتيكي كذلك من الممكن أن يقوم بدور لاعب الجناح عند تطبيق الخطة الثانية في رباعي خط الوسط أو حتى أنه من الممكن يلعب ارتكاز هجومي يقوم بالزيادة العددية في حال بناء الهجمة. أن انتقال شفاينشتايغر يعتبر صفقة ممتازة على الصعيد الفني غير أن السلبية الوحيدة التي تعتري الصفقة هو أن اللاعب يبلغ من العمر 31 عاما ما يعني أن فان غال سيستخدم المسكنات في تشخيصه لحالة اعتلال «الشياطين الحمر»، مستغنيا في هذة المرحلة عن العلاج إلا إذا كان هذا الألماني جزءا منه، وفق استراتيجية تكمن في ذهن هذا المدرب ينتهجها على مراحل متعددة. القادمون والمغادرون تستثير تصريحات فان غال أذهان النقاد والمحللين، فقد صرح أخيراً بأنه لا يهتم بعدم وجود عدد كبير من المهاجمين مع الفريق، مشيراً الى أن القائد واين روني من الممكن أن يلعب بمركز رأس الحربة والغريب في ان المدرب الهولندي قال إن الإعلاميين طلبوا مني في السابق أن أضع روني في هذا المركز وأنا استمع للإعلام، وما يثير الدهشة ويسترعي الإنتباه هو الجزء الأخير من التصريح. يبدو أن فان غال صرح بذلك تهكماً على الإعلام الإنكليزي وليس استئناساً بأرائه فليس من المقبول والمعقول أن يرضخ فان غال لصوت الإعلام في مسألة فنية وفي مرحلة مفصلية كالتي يمر بها مانشستر يونايتد. أغلب التوقعات تشير إلى أن الفريق يبحث عن مهاجم ذي قيمة فنية عالية إذا ما أراد الفريق المنافسة على الإستحقاقات المقبلة، كما تجدر الإشارة الى أن المفاجأة التي صرح بها فان غال من الممكن أن تتمثل بقدوم الويلزي غاريث بايل من ريال مدريد الاسباني، وفق ما يتم تداوله أخيراً. وقدوم بايل إلى «اولد ترافورد» يقتضي مغادرة الأرجنتيني انخيل دي ماريا، لأسباب فنية واقتصادية معاً. لقد امضى بايل أعواماً ناجحة مع توتنهام الأنكليزي الأمر الذي يسهل عليه الإندماج فنياً وتكتيكياً مع مانشستر يونايتد على عكس دي ماريا الذي وجه قدومه الى «الشياطين الحمر» صفعة وليس صفقة كما كان متوقعاً. عدم انسجام أداء دي ماريا مع طريقة الدوري الإنكليزي، جعلته عبئاً على الفريق فهو لا يجيد اللعب إلا بالشق الهجومي البحت معتمداً على المواجهة الفردية، كما كان في ريال مدريد أو مع المنتخب الأرجنتيني. ميزات «البريمير ليغ» الفنية، تستدعي تواجد لاعباً مثل بايل أكثر من دي ماريا الذي من الممكن جداً أن يغادر إلى نادي باريس سان جرمان الفرنسي في حال اتمام «مفاجأة» فان غال وعودة الويلزي للدوري الإنكليزي. وبخلاف قدوم شفاينشتايغر واحتمال رحيل دي ماريا، فإن القادمون والمغادرون من بوابة «اولد ترافورد» لا يعدو كونها انتقالات عادية. والواصلون الثلاثة الآخرون هم الفرنسي مورغان شنادرلان من ساوثمبتون، والايطالي ماتيو دارميان من تورينو، والهولندي ممفيس ديباي من ايندهوفن. وأعرب فان غال عن امله في ان ينجح الوافدون الجدد في قيادة مانشستر يونايتد الى تقليص الفارق بينه وبين تشلسي بطل الدوري. لكنه بدا حذرا ايضاً وطالب الجماهير بالصبر بعد فشل صفقتي الموسم الماضي دي ماريا والكولومبي راداميل فالكاو (انتقل الى تشلسي) في فرض نفسيهما داخل صفوف الفريق ومساعدته على احراز اللقب. ... وحقق فوزاً في «الأبطال» باسادينا-أ ف ب- حقق مانشستر يونايتد فوزه الثاني في بطولة كأس الأبطال الدولية لكرة القدم الودية الموزعة مبارياتها بين استراليا والصين واميركا الشمالية واوروبا، وجاء على حساب صاحب الارض سان خوسيه ارثكوايكس بثلاثة اهداف للاسباني خوان ماتا (37) والوافد الجديد الهولندي ممفيس ديباي (37) والبرازيلي الشاب اندريا بيريرا (61) مقابل هدف لفاتاي الاشي (42) في مباراة شهدت 10 تغييرات لفريق «الشياطين الحمر» في الشوط الثاني حيث شارك الوافد الجديد الآخر الالماني باستيان شفاينشتايغر. وكان فريق المدرب الهولندي لويس فان غال بدأ جولته بالفوز على اميركا المكسيكي بهدف للوافد الجديد الآخر الفرنسي مورغان شنايدرلان.