أبدت وكالات الأنباء والصحف ووسائل الإعلام الغربية اهتماما كبيرا بقرار الإمارات تحرير أسعار الوقود وأشادت به، وقالت غالبيتها انها خطوة طال انتظارها، وكان يجب اتخاذها منذ فترة طويلة لتخفيض استهلاك الوقود وحماية البيئة وتخفيف الضغط على ميزانيات الدول المستمرة في تكبد دعم الوقود بمليارات الدولارات. وقالت صحيفة نيويورك تايمز ان قرار الإمارات بربط سعر الوقود بالسعر العالمي لا بد انه يخدم اقتصاد البلاد، خاصة بعد تأثرها بتراجع سعر النفط العالمي الى النصف تقريبا في السنوات الأخيرة. واشارت الصحيفة الى ان صندوق النقد الدولي كان قد أوصى حكومات دول الخليج بأن تراجع الدعم على المحروقات الذي بلغ 5.3 تريليونات دولار في الاقتصاديات الصاعدة عموما العام الجاري. ونقلت الصحيفة عن روبين ميلز خبير الطاقة في مركز بروكينزجز في الدوحة ان توقيت هذا القرار مناسب جدا لتخفيض الدعم . واضاف انه سوف يخفف الضغط على الميزانية الاتحادية في الإمارات التي تأثرت لامحالة من انخفاض سعر النفط العالمي، فضلا عن ان هذه الخطوة لن يكون لها تأثير كبير على السائقين. وقدر أن تكاليف الوقود تمثل 3 ـ 4% فقط من إجمالي مصروفات السائقين في الإمارات. وول ستريت جورنال ومن جانبها أشادت صحيفة وول ستريت جورنال بالقرار الذي اتخذته الإمارات وقالت إنه جاء في الوقت المناسب، وبعد اتخاذ قرارات مماثلة في دول مثل مصر وانغولا واندونيسيا بخفض الدعم المحلي على المحروقات، تحت ضغوط تراجع اسعار النفط العالمية. واشارت الصحيفة الى تأثر ميزانية الإمارات بتراجع الأسعار العالمية للنفط الى 56 دولارا للبرميل العام الماضي، مقابل أكثر من 114 دولارا للبرميل العام السابق له. وقالت الصحيفة ان الإمارات تنتج نحو 3 ملايين برميل من النفط يوميا من اجل توفير النفط للدول المستوردة له، برغم تراجع الأسعار وتكافح من اجل الحفاظ على حصتها في السوق العالمية. وقالت ان دعم المحروقات كان يشجع على ارتفاع الاستهلاك بشكل جنوني، ويمكن ان يخفض صادرات البلاد من المحروقات والنفط الخام ذاته. فاينانشال تايمز وقالت صحيفة فاينانشال تايمز بعد اشادتها بالقرار إنها أول مرة تتخذ فيها دولة خليجية هذا القرار الشجاع بتخفيض الدعم على المحروقات، بعد مناقشات استغرقت وقتا طويلا. وقالت الصحيفة ان الإمارات سوف ترفع مليارات الدولارات من الدعم كانت تخسرها سنويا، مما ساهم في ارتفاع الاستهلاك وعدم الاهتمام بما تعانيه ميزانية الدولة الاتحادية. وأشارت الصحيفة الى ان الإمارات لديها احد اعلى المعدلات العالمية في استهلاك الوقود وانبعاثات غازات العوادم المضرة بالبيئة، وتوقعت الصحيفة أن يساهم هذا القرار في تخفيض استهلاك الوقود وحماية البيئة وتوفير مليارات الدولارات لميزانية الدولة. وقالت الصحيفة الاقتصادية ان خطوة الإمارات هي الاحدث تجاه تخفيض دعم المحروقات الذي بلغ 548 مليار دولارعام 2013 في الدول ذات الاقتصاد الصاعد وحدها. وقالت ان تلك الخطوة جاءت عقب خطوات مماثلة في مصر والهند واندونيسيا والمكسيك. ونقلت الصحيفة عن ناصر السعيدي الخبير الاقتصادي الذي طالب بخفض هذا الدعم من فترة طويلة، انها خطوة ممتازة وسوف تكون مثالا يحتذى في دول الخليج الأخرى. واشنطن بوست وأشادت صحيفة واشنطن بوست بخطوة الإمارات ربط اسعار المحروقات بأسعار الوقود العالمية، وقالت ان السائقين الذين يحبون التنقل بالسيارات اساسا بين الإمارات السبع، لن يستطيعوا التعويل بعد الآن على انخفاض نفقات الوقود، بل سيراجعون انفسهم و يقللوا من استهلاكهم للوقود. واشارت الصحيفة الى ان قرار حكومة الإمارات الحكيم بربط اسعار المحروقات بأسعار النفط العالمية سوف يخفف العبء عن ميزانية الدولة، ويخفض من استهلاك الوقود، وبالتالي يحافظ على البيئة، ويوفر مليارات الدولارات كانت تذهب هباء. ولكنها اشارت الى ان الأسعار سوف تظل تحت السيطرة، حيث تم تعيين لجنة تحدد سعر الوقود شهريا بناء على الأسعار العالمية للنفط. وبرغم ذلك فإن تلك الخطوة الجريئة هي الأولى من نوعها التي تقوم بها دولة خليجية، حسب تعبير الصحيفة.