جاء تعيين رونالد كومان كمدرب جديد لبرشلونة وصيف بطل دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم ليحافظ على علاقة ود طويلة بين النادي الكاتالوني وأحد ورثة "الكرة الشاملة" وستأمل الجماهير في نجاحه مثل مواطنيه السابقين.وبات كومان خامس هولندي يتولى تدريب برشلونة ليسير على خطى رينوس ميشيلز في السبعينات ويوهان كرويف بين الثمانينات والتسعينات ولويس فان غال الذي درب الفريق مرتين في أواخر التسعينات ومطلع الألفية وفرانك ريكارد مدرب الفريق بين 2003 و2008.وكان ميشيلز أول من اتخذ هذا الطريق عندما تولى المسؤولية في 1971 وبانضمام كرويف له كلاعب أنهى الفريق فترة غياب طويلة عن الألقاب بفوزه بلقب الدوري عام 1974، .وسرعان ما تحول كرويف إلى بطل في برشلونة عقب قيادة الفريق لانتصار كبير 5-0 على ريال مدريد بعد بضعة شهور من وصوله ليقوده إلى أول لقب منذ عام 1960.وثم عزز مكانته بالفوز بأربعة ألقاب للدوري المحلي بعدما تولى تدريب الفريق في 1988 عبر بناء طريقة اللعب القائمة على الإبداع التي هي جوهر برشلونة الحديثة، وقال بيب غوارديولا أحد خلفائه : قام يوهان كرويف ببناء الفريق وكل مدربي برشلونة بعده حاولوا تطوير أو تحسين الأداء.وفاز برشلونة بأحد عشر لقبا تحت قيادة كرويف بينها أول بطولة أوروبية عام 1992 عندما سجل كومان هدفا من ركلة حرة في الوقت الإضافي في المباراة النهائية أمام سامبدوريا في استاد ويمبلي، ومن المفارقات أن برشلونة كان يرتدي قميصا برتقاليا في هذه الليلة وكان يشبه إلى حد كبير المنتخب الهولندي.وقضى فان غال فترتين في كامب نو وفاز بلقب الدوري الإسباني مرتين لكنه لم يحقق نجاحا أوروبيا، ومن ثم تولى ريكارد تدريب برشلونة في 2003، وبعدها بموسم توج بلقب لدوري الإسباني للمرة الأولى منذ 1999، وفاز بدوري أبطال أوروبا 2006، بعد تغلبه على أرسنال بهدفين مقابل هدف في باريس.وكومان أول مدرب هولندي للنادي الكاتالوني منذ ريكارد الذي رحل في صيف 2008، وتولى غوارديولا المسؤولية بعده، ومن ثم تيتو فيلانويفا وتاتا مارتينو ولويس إنريكي وإرنيستو فالفيردي وأخيراً كيكي سيتيين.ويجب على كومان التحرك سريعا لاستعادة الثقة بعد إنهاء الدوري في المركز الثاني خلف ريال مدريد وبعدها تعرض لخسارة قاسية 8-2 أمام بايرن ميونخ يوم الجمعة الماضي في دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا.لكن مثل هذه الأمور مألوفة لكومان، عقب لعبه في النادي ثم العمل كمساعد مدرب لفان غال، واليوم يعود متمعاً بخبرة كبيرة بعدما درب عدداً من الأندية في هولندا وإسبانيا وإنجلترا، وأخيراً استعادة مكانة المنتخب الهولندي بعد غيابه عن نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا.
مشاركة :