نقاد موسيقيون: متحف طارق عبدالحكيم نافذة ثقافية تطل على بدايات الموسيقى

  • 8/19/2020
  • 20:31
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن إنشاء متحف باسم الموسيقار الراحل طارق عبدالحكيم، حدثا عاديا عند النظر لدوافع إنشائه وأهميته، وليس مستغربا لمكانة الراحل وأحقيته. والأسمى من ذلك رسالة العرفان والتقدير التي تضمنها قرار وزارة الثقافة بإنشاء المتحف الدائم في «جدة البلد» عام 2022م؛ والتي تحمل في طياتها رسالة شكر لكل من خدم الوطن في مجالات الثقافة المختلفة، وتحفيزا لمن يسير على درب هؤلاء الرواد من الأجيال الحالية والمستقبلية.وأكد نقاد فنيون أن الاحتفاء بأحد رموز الثقافة السعودية وروادها المؤثرين في بناء الهوية الموسيقية، يأتي تقديرا لمسيرته الفنية وتعريفا بإسهاماته الإبداعية كعميد للموسيقيين السعوديين وباحث وملحن ومغن قدم الكثير للأغنية السعودية، ليتولى المتحف الذي ينقسم إلى قسمين؛ أولهما معرض التاريخ الشخصي للفنان، والثاني مركز للأبحاث الموسيقية، مهمة المحافظة على الإرث الذي صنعه الراحل والتراث الموسيقي بشكل عام.نافذة فنيةأكد الناقد الفني يحيى مفرح أن تأسيس متحف للفنان طارق عبدالحكيم يمثل فتحا للمزيد من النوافذ للثقافة الفنية، وحقن المجتمع بهذه العلوم المعرفية؛ لضرورتها في الارتقاء بالذوق والحس الفني، وتعزيز الناحية الجمالية لدى المواطن السعودي، واعتزازا وعرفانا بدور هذا الفنان في تأسيس اللبنات الأولى في التنمية الفنية للوطن في وقت مبكر، وكذلك تقديرا لكل الجهود التي ساهمت في أن يواصل القطاع الموسيقي والغنائي في المملكة نشاطه وفعاليته.وأضاف»إن إنشاء متحف طارق عبدالحكيم يمثل قيمة كبيرة جدا، وقفزة كبيرة للغاية في وقتنا الحاضر من أجل فتح نافذة جديدة على ثقافة المتاحف، وبالذات المتاحف الفنية لما تملكه من أثر بين الأمم والشعوب، وأهمية عالية للعمل الموسيقي والغنائي السعودي في الوقت الراهن تحت مظلته التي أطلقتها وزارة الثقافة وهيئة الموسيقى، إذ سينعكس هذا الأمر بالإيجاب في المستقبل القريب، وعلى ما سيحققه من مخرجات عالية للغاية داخليا وخارجيا».مستقبل الفنمن جانبه قال الناقد والمؤرخ الفني عبدالرحمن الناصر إن مشروع الاهتمام بمتحف الموسيقار طارق عبدالحكيم يمثل بداية رحلة مختلفة لتنظيم وإبراز المتاحف الفنية في المملكة، وهذا المتحف الثري المتنوع نموذج نادر ستساهم وزارة الثقافة في إبرازه محليا ودوليا، مضيفا «هذه المبادرة تفتح المجال للمتاحف الأخرى، وتعطي فرصة للقطاع الخاص بأن يهتم بها ويساهم في دفع عجلتها للنهوض بهذا النوع من المواقع الثقافية كمشروع اقتصادي ربحي، وفتح مجال لتوظيف الشباب وتمكينهم من ممارسة هوايتهم، كما يحدث في دول العالم الناهضة ثقافيا وفنيا».وأكد أن مستقبل المتاحف في المملكة سيكون بارزا وثريا في الأعوام القادمة، نظرا للمخزون المتحفي الهائل الذي نمتلكه والذي يحمل قيمة ثقافية عالية في الفنون الأدائية أو العمارة والتراث الفني والثقافي غير المادي، مستشهدا بمقولة الفنان طارق عبدالحكيم -رحمه الله- «إن الفن والتراث من أجمل الأشياء التي صنعها الإنسان وقدمها لمجتمعه».

مشاركة :