تهدف مسرحية "هيا تعال" التي عرضت على مسرح النادي الأدبي بجدة، إلى ترويض المتعصبين الرياضيين وتخفيف حدة الاحتقان الذي شهدته الساحة الرياضية مؤخراً، ورغم العنوان المثير للمسرحية والذي قد يوحي بعمل يحمل مستوى معيناً من الطرح المتعصب إلا أن مؤلف العمل ومخرجه والممثلين نجحوا في نصب فخ للمتلقي المتعصب لاستدراجه وإحضاره للمسرح وتقديم جرعة وعي ضد التعصب. وفي هذا قال مؤلف المسرحية فاروق الشعيبي ل"الرياض" إن نص "هيا تعال" حاول أن يوائم بين الانتماء للأندية والمواطنة "وحتى نخرج من النفق المظلم الذي يقودنا له التعصب"، وعن اختياره الإعلام الرياضي ممثلاً في أحد البرامج الجماهيرية مسؤولية التعصب أوضح أن المتابعة الجماهيرية الكبيرة للبرامج الرياضية تكشف عن مدى تأثيرها، مشيراً إلى أن اختياره اسم "أكشن يا فؤاد" محاولة للمقاربة ليس إلا، ولا يعني في النهاية أن هذا البرنامج تحديداً هو من يتحمل مسؤولية تأجيج التعصب. ولم يخف الشعيبي تأثره من ضعف الدعاية للمسرحية التي انعكست على الحضور الجماهيري رغم العنوان المثير لها، وقال إن ثقافة المسرح لدينا ضعيفة، مطالباً بالاهتمام بالمسرح المدرسي الذي يشكل النواة الحقيقية للمسرح، مؤكداً أن "لدينا الكثير من المواهب والمبدعين كممثلين وكتاب وفنيين يحتاجون لصقل مواهبهم واكتشافهم". أما الإعلامي خالد قاضي الذي حضر المسرحية فقد أبدى إعجابه بها وأثنى على فريق العمل، ولم ينكر دور الإعلام الرياضي في زيادة مساحة التعصب التي بدأت تؤثر على السلم الاجتماعي، لكنه استدرك قائلاً إن ما يقوم به بعض رؤساء الأندية أشد تأثيراً مما يصدر عن بعض الإعلاميين، وشدد على أن الجميع مطالب بالتصدي لكافة أنواع التعصب، مطالباً باستثمار المسرح في طرح أعمال فنية تؤسس للوعي وتنشر ثقافة التسامح والتعايش التي هي فطرة هذا المجتمع. إلى ذلك فإن المسرحية التي تأتي ضمن فعاليات العيد التي تنفذها أمانة محافظة جدة، تناقش الأحداث الرياضية الأخيرة في المملكة ومنها التعصب الرياضي وتركز على نبذ التعصب والتحيز لفريق معين بطريقة كوميدي والمطالبة بالالتفاف حول المنتخب، وهي من تأليف فاروق الشعيبي وإخراج فيصل اليماني، وشارك فيها فهد غزولي، جميل علي، محمد البكر، عبدالله اليامي، عادل صالح، أحمد الحازمي، أحمد باقحوم، وستنتقل عروض المسرحية إلى معرض الغرفة التجارية في الأيام الأربعة المقبلة.
مشاركة :