فواتير رمضان والعيد تستنزف ميزانية الأسرة!

  • 7/23/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تواجه الكثير من الأسر في كل عام التزامات متعددة تتطلب توفّر سيولة نقدية كبيرة، لتغطية متطلبات المناسبات الاجتماعية المعتادة التي تنتظرهم في هذه الفترة من كل عام، الا ان فترة شهر رمضان وشهر شوال هي الاكثر استهلاكا لميزانية الاسرة بسبب قصر الفترة ووجود العديد من الالتزامات الاساسية التي تتطلب توفيرها كمصاريف شهر رمضان المعروفة ويأتي بعدها مباشرة مصاريف العيد ومناسبات العيد في شهر شوال وهو ما يستنزف مدخرات الاسرة بما يعادل احيانا نصف مصاريفها على مدى نصف السنة تقريبا. وفي شهر رمضان تكتظ المتاجر بالعائلات لشراء المستلزمات الغذائية الرمضانية، ثمَّ يلي شهر الصيام الاستعداد لعيد الفطر المبارك، الذي يتطلب توفّر مبالغ مالية لشراء مستلزمات العيد للأسرة بحسب عدد أفرادها، حيث تزدحم الأسواق بحثا عن الجديد، ثمَّ تختتم الأسرة هذه المصاريف بالاستعداد للعام الدراسي الجديد وما يتطلبه من شراء مستلزمات المدارس، إذ تعج المكتبات بالمواطنين الذين يستعد أبناؤهم لعام دراسي جديد، وما تحمله القائمة من طلبات وملاحظات المدارس التي ترفقها مع الطالب في أول يوم دراسي، وبالتالي فإنَّ دخل العديد من الأسر يتأثر سلباً، خصوصاً الأسر التي تعتمد بشكل أساسي على الراتب الشهري لرب الأسرة. وأشارت إحصائية رسمية إلى أنَّ فاتورة الغذاء في المملكة ارتفعت لتصل إلى (50) مليار ريال في شهر رمضان فقط، وفقا لطلعت حافظ - أمين عام لجنة الإعلام والتوعية المصرفية للبنوك السعودية - حيث قال: "إنَّ المملكة تنفق سنويا (160) مليار ريال على الغذاء، وأنَّ (30%) منها خلال رمضان المبارك شهر العبادة والشعور بالفقراء والمحتاجين"، ووفقاً لهذه الإحصائية الرسمية، فإنَّ ميزانية الغذاء في المملكة خلال شهر رمضان توازي موازنات دول عربية بالكامل على مدار العام، ومنها الإمارات العربية المتحدة (13) مليار دولار، أيّ (49) مليار ريال، والأردن (11) مليار دولار دولار، والسودان (10) مليارات دولار، وسورية تسعة مليارات دولار. وتستبق المحال التجارية في المملكة دخول الشهر الكريم بالإعلان عن تخفيضات في سلع محدودة تدفع إلى الإقبال عليها من أجل الشراء بصورة غير عقلانية، فيزداد الاستهلاك بصورة كبيرة، وينجم عن ذلك التخلص من كميات كبيرة في سلال النفايات، وحمل كثير من المواطنين التجار وأصحاب المحال التجارية تعمُّد زيادة الأسعار في هذه المواسم، في ظل ضعف الرقابة عليها، مطالبين بوضع حد لهذا الاستغلال. وأكَّد عدد من المستشارين الاقتصاديين أنَّ المشكلة تتمحور حول مبدأ بسيط وهو العرض والطلب، حيث انَّ الطلب على المواد الغذائية يكون كبيرا جداً في شهر رمضان، كما أنَّ المناسبات الاجتماعية ما تزال قائمة، وبالتالي فإنَّها تستلزم الكثير من السيولة المادية، خاصةً مع ارتفاع الأسعار الذي أصبح سمة موجودة في كل النواحي التي يحتاجها المواطن، إذ تزامن ذلك – للأسف - مع دخل المواطن الذي لا يتماشى مع نسبة التضخم الموجودة، والتي ترتفع بشكل أكبر عما هي عليه في فترة المواسم، وتلك من أهم أسباب خلق الأزمة لدى المواطن. متوسط الدخل وبيَّنوا أنَّ متوسطي الدخل أصبح عليهم ضغوط كبيرة لا تحتمل، فرب الأسرة ملتزم بأبناء قد يدرسون في أماكن لا بد من دفع أقساط تعليمهم، تزامناً مع هذه المواسم المقبلة، وكذلك تزامنا مع العطلة الصيفية؛ والسبب في ذلك أنَّ الإيرادات غير متناسبة مع دخل المواطن، داعين الجهات المعنية لمراعاة نسبة التضخم والعمل على خلق التوازن فيها، حتى لا يعاني المواطن بشكل أكبر، مُشدِّدين على أهمية النظر بجدية إلى هذه المشكلات والنظر إلى المستوردين الأساسيين، وإعداد دراسة لمقدار تكلفتهم للمنتجات. حدد سعرك وبدأت وزارة التجارة منذ السادس من يوليو الحالي تنفيذ حملة بعنوان "حدد سعرك"، التي تهدف إلى ضبط التلاعب بالأسعار وتطبيق العقوبات على كل من يخالف هذه التعليمات، حيث أوضحت الوزارة من خلال حسابها على "تويتر"، أنَّه تمَّ تفتيش (2123) منشأة تجارية على مستوى المملكة، وتمَّ مخالفة (218) منها بعد ثلاثة أيام فقط من بدء هذه الحملة. التوازن مطلوب وأكد د. توفيق السويلم - مدير دار الخليج للبحوث والاستشارات الاقتصادية - أنَّه من المعروف عن المجتمعات العربية كرمها وجودها، إلاَّ أنَّه لا ينبغي أن يتجاوز بهذا الكرم إلى حد الإسراف والتبذير، مشيراً إلى أنَّ تقارير صادرة من مجلس الغرف التجارية أشارت إلى أنَّنا في المملكة نستهلك باستيرادنا من أكثر من (142) دولة من بين (196) دولة أعضاء بالأمم المتحدة، ممَّا يعني أنَّنا نستورد من معظم دول الكرة الأرضية. وأوضح أنَّ الصدقات والزكوات تكثر في فترة العيد، كما يكثر الصرف فيها على الأهالي، إلاَّ أنَّه يكون غالباً فوق طاقتنا، إلى جانب أنَّه قد لا يُراعى فيه التوازن بين الأولويات والكماليات، لافتاً إلى أنَّه من المؤسف - بحسب تقارير رسمية - أنَّ ثلاثة أرباع الفضلات في المدن الرئيسة هي فضلات طعام، وهذا يُعدُّ مؤشرا حقيقيا حول هذه الظاهرة السلبية. دور المرأة ورأى أحمد الزهراني أنَّ الأسرة المُنظَّمة هي التي تخطط بشكل جيد لمواجهة كل الظروف المالية والالتزامات في هذه المواسم، مؤكداً أن للمرأة دورا كبيرا في التعاون مع زوجها بما يتناسب مع الدخل المادي لتدبير شؤون الأسرة والبيت، مُشدِّداً على ضرورة تجنّب الغلاء المعتاد في موسم الأعياد والاستعداد للمدارس، لافتاً إلى أنَّ زوجته – مثلاً - تشتري الثياب المخصصة للعيد في موسم التخفيضات قبل دخول رمضان بشهر. وأضاف أنَّها لاحظت مع مرور الوقت أنَّها توفر الكثير من المال دون النظر إلى البضاعة الجديدة التي تملأ الأسواق في العشر الأواخر من شهر رمضان، حيث ترتفع أسعارها إلى الضعف أو اكثر من ذلك بكثير، موضحاً أنَّها تشتري أيضاً مستلزمات المدرسة من أقلام وكراسات وحقائب من أماكن التخفيض، التي تأتي بأشكال مدهشة للأطفال وبأسعار معقولة، فبدلاً من شراء الكراسة بقيمة (25) ريالاً من بعض المكتبات المعروفة، فإنَّها تشتري كراسة تؤدي الغرض بريالين فقط من محال التخفيضات. الالتزامات المالية ولفت إلى أنَّها أصبحت تشعر أنَّ الالتزامات المالية والضغوطات قلت كثيراً، ففي الوقت الذي يتسابق الناس فيه على الأسواق بحثاً عن مستلزمات العيد، تبقى هي في المنزل مرتاحة البال دون زحام أو استغلال. وأشار عبدالله الراجح إلى أنَّه ينبغي على الأسر أن تتعامل مع هذه المواسم بتوازن وحكمة، إلى جانب الابتعاد عن الإسراف، داعياً التجار للرفق بالمواطنين في الأسعار ومراعاة محدودية الدخل لدى الفرد والأسرة.

مشاركة :