يخوض ليون مواجهة في غاية الصعوبة، اليوم الأربعاء، أمام بايرن ميونخ، في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، على ملعب خوسيه ألفالادي بالبرتغال. وفجّر ليون مفاجأة كبرى حينما أطاح بمانشستر سيتي في ربع النهائي، فيما حقق بايرن ميونخ نتيجة تاريخية بسحق برشلونة، ليرسل إنذارا شديد اللهجة لكل خصومه. لشبونة - يتطلع بايرن ميونخ الألماني إلى مواصلة زحفه نحو لقب مسابقة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم عندما يلاقي الأربعاء في لشبونة ليون الفرنسي الطامح إلى تحقيق مفاجأة جديدة بعد إطاحته بيوفنتوس الإيطالي ومانشستر سيتي الإنجليزي. ويدخل الفريقان المباراة بمعنويات عالية جدا بعدما أقصى كل منهما فريقين كانا مرشحين بقوة للمنافسة على اللقب، فالنادي البافاري استأنف منافسات المسابقة القارية العريقة التي تقام حاليا في العاصمة البرتغالية لشبونة بفوز كبير على تشيلسي الإنجليزي 4 – 1 في إياب ثمن النهائي (فاز بثلاثية نظيفة ذهابا في لندن قبل التوقف بسبب فايروس كورونا المستجد)، قبل أن يلحق خسارة تاريخية مذلة ببرشلونة الإسباني 8 – 2 في ربع النهائي. أما ليون ففجر مفاجأتين من العيار الثقيل عندما أطاح بيوفنتوس من ثمن النهائي رغم خسارته أمامه 1 – 2 إيابا (فاز 1 – 0 ذهابا في ليون)، قبل أن يحقق فوزا غاليا على مانشستر سيتي 3 – 1 في ربع النهائي. وهي المرة الثانية التي يلتقي فيها الفريقان الألماني والفرنسي في دور الأربعة للمسابقة القارية العريقة بعد الأولى عام 2010 عندما خرج الفريق البافاري فائزا 1 – 0 ذهابا في ميونخ و3 – 0 إيابا في ليون، قبل أن يخسر المباراة النهائية أمام إنتر ميلان الإيطالي 0 – 2. وإذا كان بايرن ميونخ يطمح إلى بلوغ النهائي الحادي عشر في تاريخه في المسابقة والمرصع بخمسة ألقاب 1974 و1975 و1976 و2001 و2013، فإن ليون يتطلع إلى المباراة النهائية الأولى في تاريخه ليصبح خامس فريق فرنسي يصل إلى مباراة القمة بعد مرسيليا المتوج الوحيد باللقب في بلاده (1993) ورينس (1956 و1959) وسانت إتيان (1976) وموناكو (2004)، علما بأن باريس سان جرمان بإمكانه أن يسبق ليون لتحقيق هذا الإنجاز في حال فوزه على لايبزيغ الألماني في مباراة نصف النهائي الأولى مساء الثلاثاء. مهمة صعبة يدرك ليون جيدا صعوبة مهمته أمام العملاق البافاري وهو ما أكده مدربه رودي غارسيا عقب الفوز على رجال المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا حيث قال إن تجاوز بايرن ميونخ في المربع الذهبي سيتطلب “عملا بطوليا”. لكن المدرب السابق لمرسيليا وروما الإيطالي أكد أن لا حدود لفريقه “نحن نعرف من سنواجه تاليا. لقد أقصينا يوفنتوس الذي كان أحد المرشحين للفوز بدوري الأبطال ومانشستر سيتي الذي كان مرشحا أيضا”. وأضاف “سيكون الأمر مماثلا بالنسبة لبايرن، ولكن بناء على ما أظهره اللاعبون، فإنه بإمكاننا منطقيا أن نأمل في تجاوز دور آخر وهذا ما سنستعد من أجله”. ويمني ليون النفس بالظفر باللقب لضمان مشاركته في المسابقة القارية العريقة الموسم المقبل وتفادي الغياب عن المسابقات القارية للمرة الأولى بعد 23 موسما متتاليا، وذلك بعدما قرر الاتحاد الفرنسي إيقاف الدوري نهائيا بسبب فايروس كورونا واعتماد ترتيب كان فيه ليون سابعا وبالتالي خارج المنافسات. إذا كان بايرن ميونخ يطمح إلى بلوغ النهائي الحادي عشر في المسابقة، فإن ليون يتطلع إلى المباراة النهائية الأولى في تاريخه وقال غارسيا الذي عين مدربا لليون في أكتوبر الماضي “الثقة تكبر في الفريق ولكن لن نكون المرشحين للفوز ومرة أخرى سيتطلب الأمر منا عملا بطوليا للتأهل”. من جهته، قال المدير الرياضي لليون ونجمه البرازيلي السابق جونينيو “بإمكاننا الفوز على أي فريق. شعرت بأن اللاعبين أكثر نضجا ويملكون الرغبة في العمل واللعب من أجل بعضهم البعض”. بالتأكيد، سيحتاج ليون إلى عمل بطولي للإطاحة بالعملاق البافاري الذي قلب شؤون النادي الكتالوني رأسا على عقب ودفع إدارته إلى إقالة المدرب كيكي سيتين في “أول قرار يتم اتخاذه بخصوص إعادة الهيكلة الواسعة للفريق والتي ستتم باتفاق مع الإدارة الفنية الحالية والمدرب الجديد الذي سيتم الكشف عن اسمه في الأيام القليلة المقبلة” بانتظار “تغييرات عميقة”. وصانع الإنجاز البافاري مدربه هانزي فليك رفض الإفراط في الاحتفال بالفوز التاريخي على برشلونة مذكرا بأن الأمر يتعلق بخطوة إضافية نحو اللقب الذي خسره بايرن ميونخ خمس مرات أعوام 1982 و1987 و1999 و2010 و2012. وقال “كنا نعلم أننا إذا ضغطنا على برشلونة يمكن أن يرتكبوا خطأ يمكننا استغلاله ونجحنا في تسجيل الهدفين الأولين من أول فرصتين لنا في المباراة، لذلك كان الأمر مثاليا”، مضيفا “لكن برشلونة يتمتع بجودة هجومية هائلة، وقد تطلب الأمر منا الكثير من الجهد، وكان عملا شاقا لخط دفاعنا. إنها مجرد مباراة فقط، ولكن يمكننا القول إنها رسالة إلى المنافسين. ولكن الآن لدينا مباراة أخرى أمامنا وسنستهلها من الصفر”. جاهزية مطلقة من جهته، قال لاعب وسط بايرن ميونخ نجم ليون السابق الدولي الفرنسي كورنتان توليسو إن فريقه “لن يقلل من شأن ليون الذي بلغ نصف النهائي ولا أعتقد أن فريقا يبلغ هذا الدور بالصدفة. ربما من وجهة نظر ألمانية هذا هو الفريق الأقل شهرة. لكن الجميع شاهدوا المباراة (ضد سيتي) ورأوا ما كان بإمكان ليون القيام به. في المباريات الكبيرة، يكون ليون حاضرا دائما”. وعن مواجهة فريقه السابق قال “عندما غادرت ليون، كنت أتساءل دائما متى سأتمكن من اللعب ضده مرة أخرى، لكنني لم أتخيل أبدا أن ذلك سيكون في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. أنا سعيد حقا لأنني سأتمكن من لقاء الجميع مرة أخرى، زملائي السابقين في الفريق والجهاز الفني… ستكون مباراة كبيرة جدا جدا، لقد حققوا نجاحا رائعا بإقصائهم يوفنتوس ومانشستر سيتي”. ويملك بايرن ميونخ الكثير من الأسلحة الفتاكة ذات الخبرة على غرار المهاجمين توماس مولر والنمساوي دافيد ألابا وهما الوحيدان اللذان واجها ليون في نصف نهائي 2010، والبولندي روبرت ليفاندوفسكي وسيرج غنابري والكرواتي إيفان بيريسيتش والبرازيلي فيليبي كوتينيو، فيما يعول ليون على خط دفاعه وأمامه ثلاثي خط الوسط الواعد بقيادة الجزائري الأصل حسام عوار (22 عاما) وماكسينس كاكريه (20 عاما) والبرازيلي برونو غيمارايش (22 عاما) والمهاجم موسى ديمبيلي صاحب ثنائية في مرمى سيتي والهولندي ممفيس ديباي. وقال توليسو “خط وسط ليون هو نقطة القوة في الفريق، لأن الثلاثي: عوار وكاكريه وغيمارايش لا يخافون اللعب بالكرة ويركضون كثيرا”.
مشاركة :