هندي مسلم يحارب كورونا بتماثيل هندوسية | | صحيفة العرب

  • 8/19/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يركز حرفي مسلم في الهند، تضرّر عمله بسبب انتشار فايروس كورونا، جهده على محاربة الوباء بصنع تماثيل هندوسية من الجص القابل للتحلّل سريعا ليتحول إلى تراب بالنهاية، وسيشارك بها في أعرق المهرجانات الهندية كبدائل مراعية للبيئة. مومباي (الهند) – تحوّل حرفي هندي مسلم متخصص في الفخاريات منذ ضرب فايروس كورونا عمله في الصميم إلى صنع تماثيل الإله غانيشا الهندوسي استعدادا لمهرجان يقام قريبا، في محاولة للخروج من أزمته الراهنة وللترويج لبدائل مراعية للبيئة. ويعمل يوسف زكريا غلواني مع شقيقيه في دارافي، وهي مدينة الصفيح في مومباي بولاية ماهاراشترا، على صنع تماثيل صغيرة طولها حوالي 30 سنتمترا من الفخار، معوّلين على الإله الذي يزيل العوائق بحسب المعتقدات الهندوسية لينعشا نشاطهما قبيل انطلاق المهرجان. وينطلق مهرجان غانيش شاتورثي السبت المقبل، ويلقى رواجا كبيرا في عاصمة البلاد الاقتصادية. ويختتم المهرجان الهندوسي هذا تقليديا بمسيرات تشارك فيها أعداد كبيرة من الناس باتجاه بحر العرب، حيث تُرمى في المياه تماثيل الإله الذي يأخذ شكل فيل محبب جدا، ومزخرفة بعناية. لكن الاحتفالات هذه السنة لن تكون بالزخم نفسه إذ تطلب السلطات في المدينة التي ينتشر فيها كورونا بكثافة الاحتفال بأيام المهرجان العشرة من المنزل في محاولة لاحترام التباعد الاجتماعي. وأوضح غلواني “مع انهيار مبيعاتنا من الفخاريات قررت الانتقال لصناعة تماثيل غانيشا كوسيلة لاستمرار وللترويج لبدائل مراعية للبيئة”. ولطالما انتقد ناشطون بيئيون تقليد إنزال التماثيل في البحر، مشدّدين على أنه يساهم في تلويث المياه. ويوافقهم غلواني الرأي، مؤكدا “في كل سنة نرى تماثيل كثيرة لغانيشا مصنوعة من الجص على الشواطئ بعد رميها في المياه. هذا الوضع يؤثر على البيئة المحلية والحياة البحرية أيضا”. PreviousNext ويصنع غلواني تماثيله من الجص القابل للتحلل سريعا ليتحول إلى تراب في النهاية. وهي تحوي على بذور يمكنها أن تبرعم إذا ما رويت بالماء. وقد تلقّى غلواني حتى الآن 800 طلبية ويأمل أن ينتعش الحي الذي يقيم فيه على الصعيد الاقتصادي بعد الاقتصاص من الفايروس. واشتهرت دارافي العام 2008 بفضل فيلم “سلامدوغ مليونير” الحائز على جوائز أوسكار. وعادت للبروز في أبريل الماضي بسبب مخاوف من استحالة حصول تباعد اجتماعي بداخلها أو صعوبة اعتماد إجراءات النظافة الصحية فيها بسبب اكتظاظ شوارعها ما قد يسهل انتشار الفايروس مثل النار في الهشيم. إلا أن التركيز على إجراء فحوص كثيرة إلى جانب حجر صارم وإجراءات إغلاق تام هي عوامل ساهمت كلها في تراجع الإصابات في مدينة الصفيح هذه. ويقول غلواني “في السابق كان عملي يتأثر بسبب خوف الزبائن من دخول مدينة الصفيح. إلا أن الوضع تغير الآن وهم مستعدون للمجيء وتسلّم طلبياتهم”. وتمارس عائلة غلواني هذه الحرفة منذ ثلاثة أجيال، وهو يؤكد أنه لا يرى أي تناقض بين ممارسة دينه الإسلامي وتلبية حاجات المؤمنين الهندوس. ويصرّ “أين المشكلة إذا كنت مسلما وأصنع تماثيل لإله مثل غانيشا؟.. قد ترعرعنا في الهند وسط ثقافات متنوعة”. ويمنع المؤمنون من القيام بتقدمات علنية لإلهة. ShareWhatsAppTwitterFacebook

مشاركة :