أعلنت مدينتان فرنسيتان كبيرتان، هما ليون وتولوز، اليوم الأربعاء، إجراءات بشأن فرض ارتداء الكمامات في الخارج، وذلك للمرة الأولى منذ تفشي فيروس كورونا المستجد. كانت العاصمة باريس ومدينة نيس، على وجه الخصوص، قد اتخذتا إجراء مماثلا وفرضتا الكمامة في بعض المناطق والأحياء حسب الكثافة السكانية. في تولوز (جنوب غرب)، سيتوجب وضع الكمامة اعتبارًا من يوم الجمعة في جميع أنحاء المدينة - وهذه هي المرة الأولى في مدينة كبيرة - بسبب الانتشار النشط للفيروس، حسبما أعلن إتيان غايوت محافظ إقليم «هوت غارون». في بداية شهر أغسطس، انضمت رابع أكبر مدينة فرنسية إلى قائمة عشرات من البلديات التي تفرض وضع الكمامة في العديد من الأحياء التي تشهد ازدحاما، وحيث «لا يتم احترام تدابير التباعد جيدا»، وفقًا لقسم الشرطة. لكن الإجراء سيمدد الآن ليشمل مدينة تولوز بأكملها لمدة شهر واحد، من الساعة 07,00 وحتى 03,00 بالتوقيت المحلي، ليشمل «الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 11 عامًا وينتقلون في الهواء الطلق»، بمن فيهم سائقو الدراجات الهوائية أو البخارية الصغيرة، باستثناء من يستقل «سيارة مغلقة»، إلا في حال وجود عدة ركاب. وأوضح المحافظ أن هذا الإجراء تقرر، مع قرب نهاية العطلة الصيفية ومع «عودة الجميع إلى منازلهم» وكونه «سيكون لدينا مرة أخرى اختلاط كبير للغاية» بين السكان. ومن أجل تفادي المخاطر المرتبطة بعودة المصطافين، أصدرت مدينة ليون (وسط شرق) قرارًا يقضي بفرض وضع الكمامة في شوارع وسط المدينة التي تعتبر مزدحمة للغاية، اعتبارًا من السبت. واقترح مجلس المدينة «منطقة واسعة إلى حد ما» صادق عليها قسم الشرطة، الأمر الذي «يجعل من الممكن احتواء المرض والحد من انتشاره»، كما أعلن رئيس البلدية غريغوري دوسيه خلال مؤتمر صحفي. تم تحديد ثلاثة أنواع من الأماكن، وهي تلك المعروفة باسم التجمعات الليلية، والتي سيكون الالتزام فيها ساريًا من الساعة 18,00 حتى 02,00 بالتوقيت المحلي، وتلك التي عادةً ما تكون شديدة الازدحام مثل الشوارع التجارية (من 10,00 حتى 23,00 بالتوقيت المحلي)، وأخيرا جميع الأسواق المفتوحة (خلال ساعات العمل). وتشهد فرنسا حاليا تدهورا في الوضع الوبائي، إذ بدأت المؤشرات الإحصائية لعدد الإصابات اليومية في الارتفاع من جديد، ما يقلق السلطات الصحية والحكومة التي تخشى موجة ثانية من المحتمل أن تنوء بثقلها على نظام المستشفيات والاقتصاد مرة أخرى. لمواجهة الانتشار النشط للفيروس في باريس، أصبحت القاعدة هي الالتزام بوضع الكمامة في العديد من الأحياء وتم تمديد الإجراء السبت، ليشمل خاصة جزءًا من جادة «الشانزليزيه» الشهيرة. كما أن وضع الكمامة إلزامي أيضًا في الخارج في العديد من مناطق مدينة نيس (جنوب شرق) وليل (شمال) أو في مدن بياريتز السياحية أو سان مالو، على الساحل الغربي. كما أعلنت الحكومة، أمس الثلاثاء، أن وضع الكمامة سيصبح «منهجيا» بحلول نهاية أغسطس الجاري، في «جميع المساحات المغلقة والمشتركة» للشركات في فرنسا.
مشاركة :