يتابع شبان في مختلف المدن والمحافظات اليمنية باهتمام كبير التطورات الجارية في مدينة عدن الجنوبية بعد تحريرها من المسلحين الحوثيين والموالين لهم من أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح. وعبر بعض الشبان المنتمين لمحافظات في الشمال عن رغبتهم في الالتحاق بالمقاومة في عدن والمحافظات الجنوبية وأيضًا في محافظة تعز الواقعة وسط البلاد، وتمنوا أن تشهد الأخيرة عملية تحرير هي الأخرى من قبضة المتمردين. وبينما أظهر يمنيون، تضامنهم مع المقاومة في عدن وفرحتهم لطرد المسلحين الحوثيين من المحافظة، فقد أظهروا تعاطفهم مع المقاومة الشعبية في تعز، التي تبعد عن العاصمة صنعاء 256 كلم جنوبا وتعد المحافظة الأولى في البلاد من حيث تعداد السكان، لأنها تواجه صعوبات مقارنة بالمقاومة في محافظة عدن، الواقعة إلى جنوب البلاد وتطل على خليج عدن وبحر العرب. وتعزو مصادر من المقاومة ضعف المقاومة في تعز إلى عدم امتلاكها أسلحة نوعية وعدم حصولها على دعم من قبل عملية «السهم الذهبي» التي أطلقتها قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية لاستعادة عدن. وقال عبد العزيز الصبري، عضو المركز الإعلامي للمجلس العسكري في قطاع الضباب بشرق مدينة تعز، لـ«الشرق الأوسط» بأن «سبب نجاح مقاومة عدن في دحر المسلحين الحوثيين والموالين لهم هو أن المقاومة في عدن تمتلك أسلحة نوعية وساعدتها عملية السهم الذهبي التي أطلقتها قوات التحالف، أما مسلحو مقاومة تعز فهم يقاتلون بالإرادة والعزيمة ويقاتلون بالبندقية وعندهم نقص في الأسلحة النوعية، بينما ميليشيات الحوثي الذين يواجهونهم فإنهم يملكون كافة أنواع الأسلحة مثل الدبابات والرشاشات ومضادات الطيران، وهي شبيهة بأسلحة دولة». وأكد تطلع المقاومة في تعز لمدها بعتاد عسكري متطور لتكرار التجربة التحرير الأخيرة في عدن. لكن الصبري أضاف أنه «رغم التسليح الذي تملكه ميليشيات الحوثي وتواجه به المقاومة الشعبية في تعز، فإن هذه الأخيرة حققت انتصارات عدة خلال اليومين الأخيرين واستولت على مواقع كانت تسيطر عليها ميليشيات الحوثي خلف السجن المركزي. وأوضح أن المقاومة التفت على السجن المركزي من قرية رقاقة وتقدمت إلى شارع الـ30. وبات المتمردون متمركزين على تبة مرتفعة» و«ستعمل المقاومة جاهدة لدحرهم». وأكد الصبري أيضًا أن «القادة العسكريين في جبهة وادي الضباب يقولون: إنهم لو امتلكوا أربع مدرعات مثل المدرعات التي أدخلت إلى محافظة عدن لاستطاعوا الوصول بها إلى وسط مدينة تعز وتحرير المدينة من المسلحين الحوثيين». ورأى أن ما ساعد المقاومة في عدن هو الإنزال البري للأسلحة من أجل التخلص من المسلحين، واستعانتهم بالجنود اليمنيين المدربين. وقال: إن «المقاومة في تعز تمتلك الرجال لكنها لا تملك الأسلحة النوعية». وبينما تستمر المقاومة الشعبية في ملاحقة واستهداف المسلحين الحوثيين والموالين لهم من أنصار صالح في محافظة تعز، قال الصحافي في تعز، فؤاد المسلمي، إن «مسلحي المقاومة الشعبية استطاعوا السيطرة، أمس، على تبة الكشار في جبل صبر، الموقع الاستراتيجي التي كانت تسيطر عليه جماعة الحوثي المسلحة، ودمروا طقمين عسكريين خاصة فيهم واستطاعوا الاستيلاء على عربة كانت في الموقع، واستطاعوا السيطرة على تبة الخزان وجولة الثلاثين بالقرب من السجن المركزي». وأضاف: «قام المسلحون الحوثيون، أمس، بالقصف بمدافع هاون والدبابات على وسط المدينة على حي الروضة وحي المسبح وحي التحرير الأسفل، ومستشفى الثورة العام واستشهد أحد العاملين داخل المستشفى وإصابة عدد من المدنيين. كما يقوم المسلحين باستهداف الصحافيين في أماكن تواجدهم وآخرهم قبل يومين قنص أحد الصحافيين الذي تم قنصه من قبل المسلحين الحوثيين عندما كان في مقر المؤتمر الشعبي العام، وقبلها الشهر الماضي علم الحوثيون أن هناك تجمعا للصحافيين في فندق الشريف فقاموا بقصفهم وأنا من ضمنهم، وتقوم الجماعة من ثلاثة أيام بقطع الاتصالات والإنترنت، حتى من لديهم حوالات مالية بمحلات الصرافة لا يستطيعون تسلمها بسبب قطع الإنترنت، فبعد سيطرة المقاومة قبل ثلاثة أيام على مبنى الاتصالات ومبنى المالية ومقر المؤتمر الشعبي العام، قام المسلحون الحوثيون بضرب مبنى الاتصالات». وأضاف المسلمي لـ«الشرق الأوسط» أن ما يحتاجه شباب المقاومة في تعز هو سلاح نوعي وخاصة بعد انتصار المقاومة الشعبية في عدن، وأن «العشرات من الشباب هبوا للالتحاق بالمقاومة في تعز وطالبوا بتسليحهم ليتمكنوا من دحر المسلحين الحوثيين أنصار صالح». وكانت المقاومة الشعبية في بتعز قد استولت أمس على أحد المواقع الهامة من المتمردين في نقطة الربعي غرب المدينة، وذلك في إطار الزحف نحو مدينة تعز، بالإضافة سقوط عدد من القتلى والجرحى الحوثيين في كمين نصبته المقاومة لهم في مدينة الراهدة. وأوضحت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن «العشرات من المسلحين الحوثيين وقوات صالح قتلوا في مناطق متفرقة من مدينة تعز خلال مواجهتهم مع المقاومة الشعبية».
مشاركة :