بيروت: «الخليج» تتكثف المشاورات بين القوى السياسية اللبنانية للتوافق على اسم الرئيس المكلف، وشكل الحكومة الجديدة، تمهيداً لتحديد موعد الاستشارات الملزمة لتكليف رئيس جديد للحكومة، فيما تواصلت عمليات رفع الأنقاض والركام من مرفأ بيروت المدمر، ومحيطه، وكذلك البحث عما تبقى من المفقودين، وجثثهم، بالتزامن مع تواصل التحقيقات واستمرار تدفق المساعدات الطبية والغذائية الخارجية.فقد تواصلت المشاورات المفتوحة بين الرئيس ميشال عون، والقوى السياسية، لاسيما مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، للتفاهم على اسم الرئيس المكلف، وشكل الحكومة ودورها في المرحلة المقبلة، تمهيداً لتحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة، وإن كان البعض يطالب بالإسراع في تحديد الموعد، وتالياً الإسراع في التشكيل، وسط توقع بأن تنضج هذه المشاورات خلال نهاية هذا الأسبوع، ليتم تحديد موعد الاستشارات في بداية الأسبوع المقبل، بعد اتضاح الصورة.وفي هذا السياق، يبدو أن التوجه هو لتشكيل حكومة تمثل معظم الكتل النيابية، وحتى المجتمع المدني، وتكون تكنوسياسية من أشخاص لا شبهة على سيرتهم، وسيكون على الأرجح رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، هو الرئيس المكلف، بعدما طرح اسمه بري في لقائه مع عون، امس الأول الأربعاء، وأيد ذلك «حزب الله»، وغيرهما من القوى السياسية، إلا أن الجميع ينتظر موقف الحريري الذي سبق أن تمسك بشروطه لجهة تشكيل حكومة مستقلين من أهل الاختصاص عند تشكيل حكومة الرئيس دياب منذ 8 أشهر، وما إذا كان سيتنازل اليوم عن هذه الشروط لمصلحة حكومة وحدة وطنية جامعة.إلى جانب ذلك، تواصلت عمليات رفع الأنقاض عن المرفأ، ومحيطه، واستمر البحث عن المفقودين والجثث، إضافة إلى تواصل التحقيقات في الانفجار، فيما استمر وصول المساعدات العربية والدولية، في وقت وصل إلى بيروت، امس الخميس، وزير الدولة الفرنسي لشؤون السياحة وفرنسيي الخارج والفرانكوفونية، جان باتيست لوموين، في إطار زيارته لبنان على مدى يومين، لدعم الفرنسيين والعاملين الذين ينشرون المساعدات الفرنسية في لبنان، وللقاء أعضاء الجالية الفرنسية الذين وقعوا ضحايا الانفجار، ولترؤس اجتماع عمل مع الممثلين المنتخبين للفرنسيين المقيمين في الخارج، ومع مقدمي الخدمات القنصلية، كما سيزور المؤسسات التعليمية الفرنسية المتضررة، إضافة إلى تفقده الموقع الفرنسي لتوصيل المساعدات ولقاء بالمنظمات اللبنانية غير الحكومية الشريكة لفرنسا في توزيع هذه المساعدات.كما يزور سفير الاتحاد الأوروبي في لبنان، رالف طراف، اليوم الجمعة، الوحدة الطبية المتنقلة المقدمة من الاتحاد الأوروبي، التي تتمركز في مار مخائيل، شرقي بيروت، وتتولى إدارتها الهيئة الطبية الدولية (IMC)، في إطار المساعدات الميدانية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي في بيروت.وزار المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو جراندي، على رأس وفد من مكتب المفوضية امس الخميس، مركز العزل في عكار، ضمن زيارة للبنان هي الأولى اثر جائحة «كورونا»، لتأكيد دعم المفوضية للبنان وتثبيت التزامها الوقوف بجانبه، ولتفقد أوضاع المتضررين جراء الانفجار.في غضون ذلك، اعلن المكتب الإعلامي للرئيس الحريري في بيان، امس الخميس، أن اتصالاً هاتفيا جرى بينه وبين الممثل الخاص لرئيس روسيا في بلدان الشرق الأوسط وإفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، تم خلاله، حسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية، بحث عدد من المواضيع الآنية، وتناول العلاقات اللبنانية الروسية، خاصة الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتأزم في لبنان بعد الانفجار المدمر الذي وقع في الرابع من الشهر الحالي.وقد قيم الحريري عالياً المساعدات الروسية التي ساهمت في محاولات الإنقاذ من الكارثة الضخمة، وتم التأكيد من الطرف الروسي على التضامن مع الشعب اللبناني، والتركيز على المواقف الروسية الثابتة في دعم سيادة واستقلال ووحدة الأراضي اللبنانية، والاستقرار الداخلي في لبنان.مطلبياً، أقدم عدد من أهالي بلدة سعدنايل في البقاع الأوسط، على قطع الطريق الدولية قبالة جامع البلدة في الاتجاهين، احتجاجاً على تعرض المسجد ليل، امس الأول الأربعاء، لإطلاق الرصاص من قبل مجهولين، حيث اقتصرت الأضرار على الماديات.وفي المواقف، قال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في تصريح، امس الخميس، إننا «نقبل حكم المحكمة الدولية كما هو لأننا أيدناها منذ البداية، إلا أن هذا الحكم هو ربع حكم، انطلاقاً من الظروف التي عملت فيها المحكمة والسلطة لعبت بمسرح الجريمة و«طيرت» الكثير من الأدلة، ونظام المحكمة ضيق».وتابع جعجع: «لم يسلّم أحد من المتهمين نفسه لتتمكن المحكمة من العمل بشكل مريح، وانطلاقاً من جميع هذه الظروف الحكم هو ربع حكم والكلام عن عدم كفاية الدليل هو بالحقيقة عدم تمكين المحكمة من جمع الأدلة المطلوبة»، معتبراً أنه «على الرغم من جميع العوائق تمكنت المحكمة من الوصول إلى هذه النتائج وأكدت أن العملية إرهابية لأهداف سياسية».
مشاركة :