يحدثنا عن أهم المحطات التي تعايش معها في حب المسرح من سن الطفولة إلى اليوم و هو أحد رواد و رموز المسرح السعودي المعروف على مستوى الوطن العربي والخليجي من خلال مشاركاته و كتاباته ضيف لقائنا هو الدكتور سامي الجمعان استاذ الدراما والسرديات مؤسس ورئيس رابطة الإنتاج المسرحي العربي المشترك. - في البداية صِف لنا تفاصيل ملامح عشقك للمسرح؟ وما سبب ذلك العشق الذي يَشهد أنه راسخ برسوخ تلك العلاقة؟ وماذا قدمت لذلك الحب وهل أنت روميو تمسرح المسرح ؟ المسرح بالنسبة لي عشق طويل المدى بدأته في سن الثانية عشرة تقريباً، ولم انقطع عنه حتى اللحظة، وعمق العلاقة بيني وبينه علاقة تلازم وانسجام كوني بدأته ممثلاً، ثم كاتباً ثم مخرجا ثم باحثاً وهذه المراحل انصهرت فيما بينها البين لتؤكد مدى محبتي لهذا الفن وحرصي على أن أثبت ذاتي من من خلاله. - حدثنا عن أهداف مشروعك مسرحة الرموز ؟ لدي مشروع مسرحي اطلقته سنة 2007 من خلال نص عنوانه موت المؤلف ، وهذا المشروع لم ينشىء اعتباطاً إنما في إطار تخطيط واضح المعالم، وهو (مسرحة الرموز والتجارب المسرحية العربية) وهدفه تقديم عروض مسرحية تتناول حياة أحد الرموز العربية لا بغرض التاريخ بل بغرض الجدل الإبداعي الفكري مع منتجه، وانتجت في هذا المشروع ثلاثة نصوص :- الاول / موت المؤلف عن سعد الله ونوس. والثاني / حدث في مكة عن أحمد السباعي. والثالث / ساطلقه قريباً حول تجربة الكاتب السعودي الرائد عبدالرحمن المريخي ولم اسمه حتى الان. والمهم انني اصدرت بياناً سنة ٢٠٠٩ يوضح تفاصيل المشروع - ما قصة الجائزة التي تحمل أسمك و لا تزال أبوابها مشرعة ؟ لي الشرف ان تسجل باسمي أول جائزة دولية للمسرح السعودي عن دوري في مسرحية ناس تحت الصفر التي قدمت في مهرجان الشباب بالشارقة سنة ١٩٨٧م والحمد لله بعدها حصلت على العديد من الجوائز في التأليف والإخراج وغيرها. والأبواب كما قلتي مشرعة على عطاءات أخرى لا تستهدف الجوائز بقدر ما تستهدف التجويد في المنجز والعطاء الحقيقي الصادر عن محبة. - قُدت زمام جمعية الثقافة والفنون بالاحساء فكيف كان صراع وعراك أثبات الوجود على خشبة الواقع المجتمعي؟ تعودت ولله الحمد أن لا أعمل في مجال حتى اضع بصمتي وقيادتي لجمعية الثقافة والفنون بالأحساء تجربة فريدة من نوعها لانها بنيت على منجز مهم وهو فتح افق الشراكات بين الجمعية والمجتمع، وكسب ثقة جهات حكومية عديدة كأرامكو السعودية والغرفة التجارية وامانة الاحساء وجامعة الملك فيصل وغيرها. ثم أنني استقطبت جيل جديد لقيادة مراكز مهمة بالجمعية هم الان يقودون فرع الأحساء فاستقطبت نوح الجمعان لادارة قسم المسرح ومعه سلطان النوه وعبدالله التركي، واستقطبت خالد الفريده ليترأس قسم التراث، وميثم الرزق للعلاقات العامة، مع استمرار محمد الحمد لقسم الفنون التشكيلية ، واستقطبت يوسف الراشد وخديجه الخليفة وعلي الأحمد وغيرهم لقسم للتصوير الضوئي وسعد الشريدة ومجموعة كبيرة وفي الوقت نفسه استفدت من الخبرات المخضرمة وشكلت مجلسلا استشاريا تكون من الاساتذة عمر العبيدي وعبدالرحمن الحمد ويوسف الخميس ومحمد الثندل رحمه الله وأحمد السبت لمزج الخبرة بالطاقة الشبابية، ولذلك اسر كثيرا من ان معظم هؤلاء الشباب مازالوا يسيرون العمل بفرع الأحساء بادارة اخي العزيز وصديق المشوار علي الغوينم. - ما قراءتك للمسرح الإفتراضي الذي تزامن مع جائحة كورونا؟ وهل ترى أن له مستقبل وخاصة مع أجيال التقنية؟ انا شخصياً غير مؤمن بالمسرح الإفتراضي كون المسرح لعبة ابداعية قوامها الفرجة الحية والمباشرة، ولكن لابأس ان نستثمر الافتراضية في الورش والندوات وغيرها، لكن العروض المسرحية يجب أن لا تنجاوز فيها الافتراضية التوثيق فحسب - ما قراءتك للمغامرة التي أقدم عليها نادي الباحة الأدبي بتقديم ملتقى مسرحي افتراضي ؟ هذه الفعالية تأتي في سياق موجة من الفعاليات المسرحية الافتراضية ويميزها انها طرحت عبر نادي ادبي ثم لعنايتها بالمسرح السعودي خاصة، لذلك نشكر القائمين بالنادي على هذا الجهد الكبير. - شهدنا عبر الفضاء كجمهور مسرح الكهوف من عبر منصة زوم و هي بذرة بدايات انطلقت من نادي الباحة و قبل ذلك شهدنا مسرح الصحراء عبر دائرة الثقافة للشارقة قراءتك لمثل تلك الولادات التي تخرج من رحم الطبيعة و هل هي تقارب في ذلك مسرح الشارع ؟ أعجبتني فكرة مسرح الكهوف ولي فيها وجهة نظر تتمثل في تقديمها مباشرة و لاحقا ترتبط بالجانب السياحي التسويقي لمدينة الباحة، وهذا سيمنحها قوة كبيرة في ترسيخ شكل مسرحي متجدد ومغاير، على ان تلتصق الافكار بالطبيعة وبالانسان البدائي ، ليكتسب اتساقا مع الفضاء الكهفي الذي يقدم فيه ، ثم يكتسب تسويقا للمكان المدني الحديث، ويكتسب قيمة جمالية في الوقت ذاته، وبالتالي هي خطوة مبتكرة يلزمها التطوير والاشتغال أكثر . - واو الجماعة ما بين التجميل والظلم ، المتابع للحركة المسرحية السعودية يشهد حركة في مناطق أقل من أصابع اليد إلا أن الحديث عن النجاح بصيغة الجمع يظلم مواهب في مدن مسترخية في سبات من النوم ما رأيك في ذلك الحال؟ هناك نشاط مسرحي متفاوت بين مدن المملكة وهذا طبيعي ويجب الاعتراف به، لكن السبب يعود لعدم وجود الدعم والمشروع ، أما الآن فنحن حيال مشروع مسرحي سعودي ضخم تتبناه الوزارة وبالتالي لدينا أمل كبير بأن تعمل باقي المناطق والمدن، وأن يشمل الحراك كل زاوية من زوايا هذا البلد الكبير اتكاء على اهمية وقيمة وفاعلية فن المسرح. - بعدما ذُكر كثيراً من خلال ما طرح في العالم الافتراضي عن خارطة الطريق للمسرح السعودي الموجهة من قبل هيئة المسرح والأداء كيف تنظر إلى ذلك ؟ هذا تأسيس حقيقي لحراك مسرحي قائم على التنظيم والتخطيط والدعم الحكومي، وكم ناديت حتى بح صوتي بأن المسرح السعودي طاقات هائلة بلا مظلة رسمية حتى اسعدتنا الدولة حفظها الله بهذا القرار الرسمي الذي حدد إطاراً واضحا للجهة المسؤولة والمعنية وأصبح من خلالها للمسرح مرجعية نستطيع أن نستمد من خلالها قوتنا وطاقتنا وتطلعاتنا - العالم الافتراضي نقل لنا الكثير عن المسرح و أخرجنا من زمن قوافل الجمال التي لا تحمل لنا في معظم الأحيان إلا سراب الصحراء بعدما أصبحت الاجتماعات و الدورات والورش افتراضية برأيك أحدث ذلك تغير أم أن الحال على وضعه؟ هذه التجربة تغير كثيراً من ملامح الآليات التي نعمل بها مستقبلاً، وهي بما دربتنا عليه من كيفيات كفيلة بصناعة واقع جديد، ورؤية مغايرة لما كنا عليه، ثم من منا لا يستخدم التكنولوجيا حالياً ومن منا لايعتمد عليها وكأن كورونا جاء كحدث كاشف لما سيكون في مستقبل هذا العالم في كل المجالات ومنها المسرح - ما توقعاتك للمسرح النسائي من تغيير في ظل وجود هيئة مسرح و أداء؟ وهل سيظهر أسماء جديدة و قوية في مجالات عدة؟ ذكرنا بتجربة الفنانة سناء بكر يونس ؟ لايمكن أن نختصر المسرح النسائي السعودي في سناء بكر يونس، بل دعينا نبقي على السؤال مفتوحاً لوجود عدد كبير من المهتمات بهذا المسرح ولذلك مع وجود هيئة المسرح سنجد تغيراً كبيراً حتى في مسمى المسرح النسائي الذي ربما لن يكون له وجود بل هناك مسرح سعودي شامل. - هل لا زلت متخوف من المسرح التجاري؟ و ما سبب الخوف من انتشار ذلك في المشهد الثقافي؟ وهل هناك فرق بين التجاري والهزلي؟ انا ضد الاسفاف بشتى أشكاله والمسرح التجاري اذا أعتمد على الاسفاف فأنا أرفضه بشده، لكني مع المسرح الجماهيري القائم على الرقي والموضوعية واحترام ذائقة الناس. - بخبرتك الطويلة كيف يكون المسرح صمام أمان لهوية الثقافية السعودية والعربية التاريخية والتراثية ؟ المسرح بوابة عريضة لحفظ الهوية وترسيخها وترجمة تفاصيلها ، وهو بالفعل صمام أمان لهوية أي بلد الثقافية أو العروبية ولكن يكون ذلك عبر الوعي العميق بما يقدم والشكل الذي يقدم كي لا يتحول الى تسويق خاطىء لهوية ملتبسة او ترديد عقيم لشعارات تعصبية او فارغة. - لك تجارب و مشاركات خارج المملكة ما نوع تلك المشاركات وماذا أضافت لك ؟ الحمدلله لي حضور كبير للغاية في المحافل الدولية ولي مشاركات مسرحية وثقافية وعلمية أشكر الله عليها، كما أنني اسهمت مع زملائي في تغيير الصورة النمطية الراسخة بالخطأ عن المسرح السعودي التي تروج بأنه مسرح ضعيف ومتأخر، بينما استطعنا فرض واقع مغاير وبجهود شخصية عدلت الصورة وعمقت تفاصيلها. - مع جائحة كورونا هل أحسستم بأنكم سمك في ماء أو في شبكة صيد؟ صف لنا ذلك الشعور. لكل مرحلة تفاصيلها وظروفها وجمالياتها أيضا، أنا على سبيل المثال انجزت خلال كورونا أربعة بحوث ونصين مسرحيين، فالإمور لا تقاس بالسوء داوما اذا ما عرفنا كيف نستثمرها ايجاباً. - يقال أن الكتابة المسرحية تشكل ما بين نسبة 70% إلى 90% مشاكل و قضايا اجتماعية ما رأيك في ذلك؟ وما أهم أنواع تلك المواضيع التي تطرح من هذا النوع ؟ لا غير صحيح ، هذا في فترة زمنية ما إما الآن الكتابة مشرعة على كل التفاصيل التي نعيشها اجتماعياً وفلسفة وكل شيء. - المسرح اليوم بالنسبة لك، هل هو في قلبك أو رأسك أو في جيبك أو أين و إلى أين؟ المسرح جزء من وجودي ، لذا هو في قلبي ورأسي وذاكرتي وفي جيبي أيضا إذا ما قسناه مجازا بالمكسب المالي - حبة مسك أخيرة لبناء ثرواتنا الوطنية نحتاج إلى مسرح طفل جاد كيف تبلور تلك الرؤية من وجهة نظرك ؟ تجربتنا السعودية في مسرح الطفل تجربة عريقة وطويلة بل بوسعنا أن نفخر بالريادة عبر مسرح عبدالرحمن المريخي والجهود التي واكبته، ومسرح الطفل فقط بحاجة الى مشروع تربوي تعليمي بحيث يضاف الى المنهج الدراسي وهذا ما تخطط له الوزارة الآن
مشاركة :