برلين - أوردت مجلة “الأسرة والطفل” أن التدخين أثناء الرضاعة يضر بالطفل؛ نظرا إلى أن النيكوتين يصل إلى لبن الأم، ومن ثم إلى جسم الرضيع. وأوضحت المجلة الألمانية أن التدخين أثناء الرضاعة يؤثر بالسلب على قدرة الطفل على الرضاعة بصورة جيدة، فضلا عن إصابته بحالة من الاضطراب وأيضا ميله إلى القيء وشعوره بمغص في البطن وكذلك عدم نموه بصورة كافية. كما يتسبب تدخين الأم أيضا في حدوث اضطرابات في نوم الطفل علاوة على نقص إدرار اللبن وضعف عملية الرضاعة لدى هؤلاء الأمهات المدخنات؛ حيث يعانين من تأخر تدفق اللبن من الثدي وأيضا قلة كمية اللبن لديهن مقارنة بغيرهن من غير المدخنات. وكلما ازدادت شراهة التدخين لدى هؤلاء الأمهات، تتضاءل كمية اللبن لديهن للغاية، ومن ثم سيتوقفن عن الرضاعة مبكرا. ولتجنب هذه المشاكل الصحية يتعين على الأم الإقلاع عن التدخين أثناء فترة الرضاعة. وحذّر المعهد الاتحادي لتقييم المخاطر في ألمانيا من خطورة التدخين أثناء الرضاعة الطبيعية؛ إذ يتسبب في انخفاض كمية اللبن ويرفع خطر إصابة الرضيع بالمغص والقيء، ما يؤدي إلى سوء تغذية الرضيع ونقص وزنه. وقال المعهد إن المواد الضارة في دخان السجائر تنتقل عبر لبن الأم إلى الرضيع، ما يرفع خطر إصابته بأمراض المسالك التنفسية، كما قد يصل الأمر في أسوأ الحالات إلى موت الرضيع المفاجئ. ولتجنب هذه المخاطر يتعين على الأم الإقلاع عن التدخين تماما طوال فترة الرضاعة الطبيعية، مع مراعاة الابتعاد عن التدخين السلبي أيضا؛ إذ لا يجوز أن يوجد الرضيع في حجرة تحتوي على دخان السجائر. وكشفت دراسة دوليّة حديثة أجراها باحثون من كلية التمريض في جامعة كاليفورنيا الأميركية، بالتعاون مع زملائهم في كندا وهونغ كونغ بالصين، عن أن الأمهات اللاتي يتعرضن للتدخين السلبي في منازلهن، قد يتوقفن عن الرضاعة الطبيعية مبكرا، ما يعرض صحة أطفالهن للخطر. على الأم الإقلاع عن التدخين تماما طوال فترة الرضاعة الطبيعية حفاظا على صحة الطفل على الأم الإقلاع عن التدخين تماما طوال فترة الرضاعة الطبيعية حفاظا على صحة الطفل وأكدت الدراسة التي شملت أكثر من 1200 امرأة في 4 مستشفيات كبيرة بهونغ كونغ، أن النيكوتين الناتج عن التدخين السلبي الذي تتعرض له الأم في المنزل، ينتقل عن طريق حليب الثدي إلى الطفل خلال الرضاعة الطبيعية. وقد راقب هؤلاء الباحثون أكثر من 1200 امرأة في 4 مستشفيات كبيرة بهونغ كونغ، للوصول إلى نتائج هذه الدراسة، التي توصلت إلى أن الأمهات الجدد اللاتي تعرضن لدخان السجائر في منازلهن، توقفن عن الرضاعة الطبيعية في وقت أسرع من اللاتي لم يتعرضن للتدخين السلبي. وأوضحت قائدة فريق البحث بجامعة كاليفورنيا، ماري تارانت “أظهرت دراستنا أن مجرد وجود أحد أفراد الأسرة يدخن في المنزل سواء كان ذلك الزوج أو الأم أو أحد أفراد العائلة، فإن ذلك يؤدي إلى تقليل الوقت الذي تتم فيه تغذية المولود. في الواقع، كلما كان المدخنون أكثر في المنزل، كلما كانت مدة الرضاعة الطبيعية أقصر”. وتابعت “نعرف أن آثار دخان التبغ على الأطفال الصغار ضارة للغاية، لأن الأطفال المعرضين للتدخين السلبي أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي وغيرها من المشاكل التنفسية الأخرى”. وأكدت منظمة الأمم المتحدة أن الرضاعة الطبيعية توفر لكل طفل أفضل بداية ممكنة في الحياة، فهي تحقق فوائد صحية وغذائية وعاطفية للأطفال والأمهات معا. وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف هنرييتا فور، والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في بيان مشترك “على الرغم من أن الرضاعة الطبيعية عملية طبيعية، إلا أنها ليست سهلة دائما. تحتاج الأمهات إلى الدعم للبدء بالرضاعة الطبيعية والاستمرار بها.”
مشاركة :