مقالة خاصة: سفير صيني: عالم ما بعد الجائحة يتيح "فرصة جيدة" للتعاون بين الصين والولايات المتحدة

  • 8/20/2020
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

قال السفير الصيني لدى الولايات المتحدة تسوي تيان كاي إن عالم ما بعد الجائحة قد يتيح "فرصة جيدة" للصين والولايات المتحدة لتعزيز التعاون في سياسة الاقتصاد الكلي الدولية وإصلاح الحوكمة العالمية. وفي كلمة رئيسية ألقاها خلال ندوة عُقدت عبر الإنترنت حول القضايا المتعلقة بالعلاقات بين الصين والولايات المتحدة بدعوة من جون آر. آلن رئيس معهد بروكينغز في الـ13 من أغسطس، حذر السفير أيضا من محاولات دفع الولايات المتحدة والصين نحو صراع. -- فرصة جيدة ولدى إشارته إلى أن عالم ما بعد الجائحة سيكون "عالما مختلفا تماما"، قال تسوي إن التقدم التكنولوجي وعوامل أخرى ستؤدي إلى إعادة هيكلة الاقتصاد العالمي وسلسلة التوريد. وأشار إلى أنه "ستكون هناك بعض التغييرات في الفلسفة الاقتصادية الموجهة، وستُعطى أولوية أكبر لقضايا اجتماعية مثل الصحة العامة والأمراض المعدية"، مضيفا أن "وضعا جديدا يضغط من أجل تحسين تنسيق سياسات الاقتصاد الكلي الدولية وإصلاح نظام الحوكمة العالمية، لا سيما في قطاعات اجتماعية مثل الصحة العامة". وذكر أنه "في مواجهة هذه المهمة الرئيسية والتحدي الشديد، يتعين على الصين والولايات المتحدة اتخاذ الخيار الصحيح، على أساس التفاهم والاحترام المتبادلين، ولعب دور إيجابي في نظام عالمي ونظام حوكمة عالمي "لفترة ما بعد الجائحة"، وبناء علاقة أقوى وأكثر استقرارا واستشرافا للمستقبل بين دولتينا العظيمتين". وقال السفير إن الصين تعد مشاركا وداعما ومساهما نشطا في النظام الدولي الحالي، مضيفا أن اندماج الصين، باعتبارها دولة كبرى تذخر بحضارة قديمة، من شأنه من ناحية أخرى أن "يؤدي حتما إلى تغييرات في النظام الدولي، الذي يحتاج إلى إجراء تعديلات وفقا لذلك". وقال "لكن نيتنا ليست إحداث ثورة أو بدء نظام جديد تماما. وفي الوقت الذي تحاول فيه الصين الاندماج في النظام الدولي والتكيف معه، نأمل حقا أن يتمكن النظام من إجراء الإصلاحات اللازمة في ضوء الظروف المتغيرة". وذكر "هل ستكون الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع الصين والبلدان الأخرى لضمان أن النظام الدولي والنظام العالمي سيلبيان احتياجات المجتمع الدولي بأسره، ويتعاملان مع مختلف المخاطر والتحديات العالمية؟" "أو بدلا من ذلك، هل ستظل الولايات المتحدة مهووسة بلعبة المحصلة الصفرية والتنافس بين القوى الكبرى، تاركة الوضع يخرج عن السيطرة ويسقط في (فخ ثيوسيديدس)؟ هذا خيار أساسي يتعين على الولايات المتحدة اتخاذه"، حسبما قال السفير. -- اتجاه خاطئ ذكر تسوي إن تدهور العلاقات بين الصين والولايات المتحدة وسط جائحة كوفيد-19 لا يعيق العلاقات الثنائية بشكل كبير فحسب، وإنما يقوض أيضا الثقة في الاقتصاد العالمي. ولدى وصفه العلاقات بين الصين والولايات المتحدة بأنها "تسير في الاتجاه الخاطئ"، عبر تسوي عن القلق من أن هناك محاولات الآن لإلغاء ما تم بناؤه بشق الأنفس على أيدي أجيال من الصينيين والأمريكيين على مدى عقود و"دفع بلدينا عمدا إلى صراع ومواجهة". وأشار إلى أن "كل هذا يحدث في سياق الجائحة المتفشية وتعثر الاقتصاد العالمي الناتج عنها. ويحدث في وقت باتت هناك حاجة ماسة فيه إلى التعاون الدولي، خاصة بين الدول الكبرى، وهذا الوضع يعيق تعاوننا بشكل كبير". وذكر السفير أن "تدهور العلاقات بين الصين والولايات المتحدة يقوض أيضا ثقة الناس في الاقتصاد العالمي، وله عواقب وخيمة على البلدين والعالم". ولفت إلى أنه "من الطبيعي أن تكون هناك خلافات وحتى منافسة بين الدول الكبرى، لكنها لا تبرر المواجهة"، قائلا "اليوم، ما يدفع الدول الكبرى للتعاون يفوق بكثير ما يفرق بينها. والوصم لن يجعل أي شخص عظيما. والحروب الصليبية الإيديولوجية لن تحل أي مشكلة في عالم اليوم ومآلها الفشل". ومن ناحية أخرى، ذكر تسوي أن تصعيد مواجهة بين الولايات المتحدة والصين لن يبطئ التنمية في الصين، لأن الضغط الخارجي لن يؤدي إلا إلى صين أقوى وأكثر مرونة. وأضاف قائلا "لقد أثبت التاريخ مرارا وتكرارا أن الضغوط الخارجية لن تؤدي إلا إلى زيادة وحدة الشعب الصيني، وتماسك أقوى للمجتمع الصيني، ومرونة أفضل للاقتصاد الصيني". وذكر تسوي أنه "إذا سُمح للاتجاه السلبي للعلاقات الصيني-الأمريكية بالاستمرار، فقد تضطر الصين إلى مواجهة المزيد من الصعوبات والتحديات. ولكن المبادرين لما يُسمى بـ"الحرب الباردة الجديدة" يجب أن يوازنوا بين التكاليف التي يتعين عليهم دفعها والعواقب المترتبة على العالم. أما لمن ستُقرع الأجراس، فهذا له يوم حساب". وقال "ينبغي ألا نسمح للتاريخ أن يعيد نفسه". -- علاقات موجهة نحو المستقبل كما ذكر تسوي أن الصين لا تزال ملتزمة ببناء علاقات شاملة ومستقرة وبناءة وليست لديها أي "نية أو اهتمام" للانخراط في السياسة الداخلية للولايات المتحدة. وقال "ربما يعتقد بعض الناس أن الصين تنتظر فقط نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر. اسمحوا لي أن أوضح تماما هنا، نحن لا ننتظر أي شيء، ولا نرغب أبدا في إضاعة الوقت في الانتظار"، مضيفا "إلى جانب ذلك، فإن الديناميكيات المحلية الأمريكية تتجاوز بكثير ما يمكننا التنبؤ به أو التأثير فيه. ليست لدينا نية أو اهتمام للانخراط". وأوضح تسوي أنه "خلال زيارته للصين منذ ما يقرب من 50 عاما، استشهد الرئيس ريتشارد نيكسون بقصيدة الرئيس ماو "يجب أن نغتنم اليوم، ونغتنم الساعة"، قائلا "اليوم ما زلنا بحاجة إلى اغتنام اليوم واغتنام الساعة". وقال "يجب على الناس من جميع مناحي الحياة في الصين والولايات المتحدة التحوط من المحاولات الشريرة لدفع العلاقات الثنائية إلى المواجهة والصراع. يجب أن نقاوم بحزم أي عودة للمكارثية، ونوسع التبادلات والتعاون في الاتجاهين، من أجل إعادة العلاقات الصينية-الأمريكية إلى المسار الصحيح في أقرب وقت ممكن".

مشاركة :