د.امل مصطفى : “الإرادة تصنع المعجزات”

  • 8/20/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لدى كلّ إنسان منا أهداف وطموحات بداخله يحلم ويسعى للوصول إليها، و لكي يستطيع الوصول إليها يلزمه قوة الإرادة النابعة من داخله و التي تدفعه نحو أهدافه وغاياته في الحياة، ولكي يحقق أهدافه يجب عليه أن يؤمن بقدراته وامكانياته ولا يستهين بطاقته وقوته النفسية التى وهبها الله له.. الإرادة بطبعها تحتاج إلى قوة دافعة يفعّلها الإنسان ليصل إلى مراده الذي يبتغيه ، وهذه القوة الموجودة في شخصية الإنسان يمكن حصرها بمقدار الكفاح الذي يتحمله الشخص. فكلما كان الكفاح عنيداً فإنه يستطيع مواجهة الرياح العاتية التي بطبعها إذا أدركت الضعيف أهلكتهُ، ولكن إذا حصّنّا ذلك الكفاح بقوة الإرادة استطعنا الثبات أمامها.. وتلك الإرادة القوية بطبيعة الحال سوف تَصقِل الشخصية وتتعدى بها إلى النجاح. فشخصية الإنسان معرضة لعدة عقبات ، ومطبات ، وطرق شائكة، فتراه تارة يتخطاها وينتصر وينجح، وتارة أخرى تنقلب عليه وتسجنهُ في أجوائها المظلمة. فالإبتلاءات كثيرة ومشاكل الحياة عديدة لا تنتهي، فلا يمكن الخلاص منها إلاّ بامتلاك شخصية قوية ذات إرادة حقيقية كامنة لاتنفَد.. إن الإرادة ستصنع‬‏ لك النجاح لكنها ستكثر الأعداء عليك وسيحاول الكثير منهم أن يضعك على طريق الفشل، ولكن عليك الثبات على القمة لتواصل نجاحك.. فإن على المرء أن يكون جاداً وذا شخصية قوية وأن لايتردد في حسم الأمور لكي يصل إلى الطريق المنشود، وعليه أن يثقل شخصيته بإطار التقوى والإخلاص بعد بذور الإرادة التي زَرَعها في نفسهِ فأثمرت ماكان يصبوا إليه وهو النجاح.. فالسعي مطلوب ، ويجب أن يكون بقوة دون كلل أو ملل فعليه أن يكدّ ويتعب ويجتهد ويختمها بالصبر الجميل فيحصَل على ماهو جميل.. إن الإرادة وحدها مع مشيئة الله تصنع لك المستحيل، وكل ما عليك فعله هو اختيار طريقك ثم تقوية عزيمتك وستصل بإذن الله.. إن المخترع توماس أديسون حكمت عليه المدرسة بالبلادة والعجز والتخلف لتقوده إرادته ليسجل 1093 براءة اختراع ، ولا يمكن لأي إنسان أن يتوقع أن تقوم قائمة لليابان بعد نكبة هيروشيما لكن علينا أن نعرف أن إرادة الشعب جعلتهم يرتقون وينهضون بحضارتهم وينسون ما حدث في منتصف القرن الميلادي الماضي.. عبارة الإرادة تصنع‬‏ المستحيل وتحقق المعجزات” هي كلمات لن يفهمها إلا أصحاب إرادات رأوا ذلك بأعينهم حيث هم من يمكنهم وصفها.. أن الإرادة تصنع‬‏ الحاضر والمستقبل متى استفدنا من تجارب الأمس وعدم التوقف أمام النكسات والانكسارات فالحياة لا تتوقف لأحد.. وتقدم لنا مجتمعا محبا للعمل متكاتفا في وجه الصعاب في سبيل قيمهم وأفكارهم كمجتمع الرسول فلولا إرادتهم بعد الله لما صمدوا مع الرسول في دعوته يقول الله سبحانه وتعالى ((وأَنَّ ليّس للإنسان إلاّ ما سَعَى *وأَنَّ سَعّيَهُ سوفَ يُرَى )) فهنيئاً لمن سَهَروا الليالي وبحثوا واجتهدوا وصبروا فنجَحوا بفضل قوة ارادتهم وقوة التحدى الكامن فيهم.

مشاركة :