لبنان في مرحلة الاغلاق مجدداً للحدّ من إصابات كوفيد-19 بعد انفجار المرفأ

  • 8/21/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دخل اللبنانيون صباح الجمعة مرحلة جديدة من الاغلاق جراء التفشي المتزايد لفيروس كورونا المستجد، في الأسبوعين الأخيرين، وسط أزمة اقتصادية ومعيشية خانقة فاقمها انفجار المرفأ المروع. وتقول روكسان مكرزل (55 عاماً) وهي تشير إلى المرفأ من شرفة منزلها المدمر "ماذا بعد؟ فوق مصيبة المرفأ مصيبة الكورونا؟". ويستمر الإغلاق الجزئي حتى السابع من أيلول/سبتمبر المقبل، ويتضمن حظراً للتجول بين الساعة السادسة مساء (15,00 ت غ) والسادسة صباحاً (3,00 ت غ). ويستثني القرار أعمال رفع الأنقاض والإغاثة في الأحياء المتضررة من انفجار المرفأ، وكذلك الوزرات والمؤسسات العامة على ألا تزيد نسبة حضور موظفيها على 50 في المئة. ولا يسري القرار على مطار بيروت. وتحاول السلطات الحدّ من الازدياد في عدد الإصابات الذي تضاعف خلال الأسبوعين الأخيرين، ليبلغ اجمالي المصابين 10952 حالة بينها 113 وفاة. ويخشى المسؤولون من تكرار النموذج الايطالي، خصوصاً بعدما أخرج الانفجار عدداً من المستشفيات الكبرى من الخدمة. وتخطى عدد المصابين الخميس عتبة الـ600 في معدل غير مسبوق. وضاعف الانفجار الذي أوقع 181 قتيلاً وأكثر من 6500 مصابا الضغوط على المستشفيات والطواقم الطبية المنهكة أساساً من الأزمة الاقتصادية في البلاد وتفشي الفيروس. وتبدي مكرزل تأييدها لقرار الاغلاق. وتقول "بعد الانفجار، لم تعد الناس تأخذ احتياطاتها. الجميع في حالة ضياع، وربما من الأفضل أن يتخذوا تدابير الاقفال". وترى أنّ "اقفال البلد مضرّ اقتصادياً" للمؤسسات التي تجهد لابقاء أبوابها مفتوحة، إلا أنها تعتبر في الوقت ذاته أن "تدني معدل البيع يبقى أفضل من أن يمرضوا ويدخلوا المستشفيات" المكتظة أساساً. - "لا نعمل" - حذّر وزير الصحة حمد حسن مطلع الأسبوع من أنّ معظم مستشفيات بيروت امتلأت بمصابي كوفيد-19، منبهاً من أن البلاد وصلت "إلى شفير الهاوية". ودعا في بيان الخميس المستشفيات إلى "الامتناع عن إدخال الحالات الباردة الى المستشفيات لمدة 15 يوما وحصرها بالحالات الطارئة، والعمل على إفراغ أسرة المستشفيات من الحالات المتماثلة للشفاء" حفاظاً "على صحة المرضى والطاقم الطبي من انتشار العدوى". ويتلقى اللبنانيون منذ الخريف الماضي ضربات متتالية في خضم الانهيار الاقتصادي الأسوأ في تاريخ البلاد، ووسط أزمة سيولة وقيود مصرفية مشددة. وخسر عشرات الآلاف مصادر رزقهم أو جزءاً من مداخيلهم. ومن المرجّح أن تفاقم تداعيات الانفجار وتدابير الاغلاق الوضع المعيشي سوءاً. وقالت لجنة الأمم المتحدة الاجتماعية والاقتصادية لغربي آسيا (الإسكوا) إن "نسبة الفقراء من السكان تضاعفت لتصل إلى 55 في المئة في عام 2020 بعد أن كانت 28 في المئة عام 2019، وارتفعت نسبة الذين يعانون من الفقر المدقع بثلاثة أضعاف من ثمانية إلى 23 في المئة". داخل مشغل نجارة في حي قريب من المرفأ، يخشى قاسم جابر من السيناريو الأسوأ. ويقول لفرانس برس "لا نعمل. لم يعد لدى الناس المال أو ما يأكلونه". ويستغرب الرجل الذي يبلغ من العمر 75 عاماً ويصر على فتح محله لمساعدة المتضررين من الانفجار على اعادة تأهيل منازلهم، قرار الإغلاق في هذا التوقيت بعد أشهر من التباطؤ الاقتصادي. إلا أنه يرحب بقرار المرجعيات الشيعية بإلغاء مجالس العزاء العامة ومسيرات احياء ذكرى عاشوراء جراء تفشي الفيروس. وكان حزب الله وحركة أمل، الحزبان الشيعيان الأقوى في لبنان، قررا في بيان مشترك الشهر الحالي، إلغاء مجالس العزاء الكبرى التي اعتادا تنظيمها في المناطق ذات الغالبية الشيعية ومن ثمّ المسيرات الضخمة يومي التاسع والعاشر. وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الثلاثاء إن وضع كورونا "خرج عن السيطرة"، داعياً إلى احياء المجالس عبر "التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي وأشكال الإحياء الأخرى". وأضاف "لا حضور أو تجمعات في المجالس العامة، مسيرة يوم العاشر غير واردة.. هذا كله اتفقنا على أن نتجاوزه هذه السنة بسبب كورونا". ويثني جابر على حكمة هذا القرار "لئلا يصاب أحد". ويضيف "إذا كنا نسجل في كل يوم مئة أو مئتين أو 300 إصابة، في حال تنظيم مراسم ذكرى عاشوراء، ستلتصق الناس ببعضها البعض. لا يعقل ذلك".

مشاركة :