تأتي أهمية معرفة أساسيات ريادة الأعمال من أن النجاح في هذا المجال ليس ممكنًا سوى من خلال هذه المعرفة؛ فإذا أراد المشاركة في لعبة ما فعليه أن يعرف قواعدها، كما أن الإلمام بهذه المبادئ سيساعد في رسم الطريق أمام ناظريك أولًا، ثم، سيجنبك الوقوع في الفشل، صحيح أن التجربة _تجربة الفشل أيضًا_ خير معلم، لكن العبرة هنا باختصار طريق النجاح قدر الإمكان. قد يبدو الحديث عن أساسيات ريادة الأعمال غير متناغم مع جوهر الريادة بما هي تغير دائم، لكن من قال إن هذه الأسس والمبادئ لا تتغير؟! إن ما نصبو إليه هنا هو محاولة الإشارة إلى بعض الخطوط العامة في ريادة الأعمال والتي يجدر بكل شخص يفكر في ممارسة العمل الحر الإحاطة بها. ويرصد «رواد الأعمال» طائفة من أساسيات ريادة الأعمال وذلك على النحو التالي: اقرأ أيضًا: تطور ريادة الأعمال خلال الـ 5 أعوام الأخيرةالحل مقدّم على جلب الربح تعمل ريادة الأعمال على إحداث نوع من الموازنة بين الربح وتقديم الحلول، لكن تقديم الحل أسبق، دائمًا، على طلب الربح، وهذا أمر منطقي؛ فكيف تتوقع أن تحصل على ربح من دون أن تقدم للناس حلًا لمشكلة ما؟! وتقديم الحلول يتعلق بأمرين: القدرة على اكتشاف المشكلة، والإتيان بحل مبتكر؛ وهذان الأمران يتعلقان بمبادئ أخرى لريادة الأعمال، سنأتي على ذكرها لاحقًا، لكن المهم في الحل المقدم أن يكون مبتكرًا، ويحل مشكلة حقيقية وبنجاح.فن اكتشاف المشكلات ريادة الأعمال هي رؤية ما لا يراه الآخرون، وامتلاك رؤية جديدة والعمل وفقًا لها، قد لا تكون المشكلة ظاهرة، وربما تكون الفرصة التي سيقتنصها رائد الأعمال غير واضحة للجميع، إلا أنه يمتلك بصيرة حادة لمعرفة المشكلة واكتشافها. ليس هذا فقط، بل أحيانًا لفت أنظار المجتمع إلى المشكلات التي يعاني منها ولا يدرك ماهيتها، وريادة الأعمال، في هذه المسألة، قريبة إلى حد كبير بالتسويق؛ فالمسوقون لا يصنعون الحاجة The Need لدى المستهلك، وإنما يصنعون الوعي لديه بضرورة الحصول على المنتج الذي يحل له هذه المشكلة التي يعاني منها. اقرأ أيضًا: التحول الرقمي وريادة الأعمال.. التأثير والتأثرالابتكار نقطة البداية لا يمكن الحديث عن أساسيات ريادة الأعمال من دون الإشارة إلى الابتكار؛ فهو يرافق كل عمل ريادي من البداية وحتى النهاية؛ فلا بد من الابتكار في اكتشاف المشكلة، وفي طريقة حلها، وفي الوصول إلى الجمهور المستهدف، واختيار الطريقة المناسبة لمخاطبته. فريادة الأعمال متعلقة بأمور شتى، فهي، على سبيل المثال، ذات صلة بالتسويق دون أن تكون تسويقًا تامًا، وكذلك الحال بالنسبة للإدارة والتمويل.. إلخ. وفي كل نقطة من هذه النقاط لا بد من الابتكار. ليس هذا فقط، بل إن الابتكار هو ضمان بقاء المشروع الريادي، وقدرته على العثور على موطئ قدم في السوق. الشغف سلاح ضد الأزمات يتفق أغلب رواد الأعمال الناجحين على أن الشغف هو ما يجلب النجاح في الأعمال؛ ذلك لأنه، عند بدء عمل تجاري، لا بد أن تكون هناك مشكلات تتراوح من مصادر التمويل إلى الحصول على شركاء جيدين، وبناء فريق جيد، واختيار الموقع، والتسويق وما إلى ذلك، وإذا لم تكن شغوفًا بما تفعل فستفشل بنفس السرعة التي بدأت بها. تتمثل أهمية الشغف في أنه سلاح مقاومة ذاتية، وحافز داخلي، يدفعك إلى العمل لساعات طويلة، ومقاومة الفشل والإحباط والإصرار على النجاح، وكلها أمور أساسية للنجاح في ريادة الأعمال. اقرأ أيضًا: كتاب «The Art Of The Start».. في معنى ريادة الأعمالرؤية لتغيير العالم تغير العالم بفعل رواد الأعمال ومنتجاتهم المختلفة، هذا هو الواقع، وسواءً كانت هذه الرؤية لتغيير العالم موجودة منذ البداية أو أتت في مرحلة لاحقة من العمل الريادي فإنها وجدت، بالإضافة إلى أن رواد الأعمال لا يمتلكون الرؤية فقط، ولا يكتفون بالتنظير فحسب، وإنما يتمتعون أيضًا بقدرة تحويل هذه الرؤى إلى واقع عملي وملموس.المحاولة الدائمة والتغلب على الفشل لا يركز رواد الأعمال على التجارب الناجحة فحسب، وإنما يولون انتباههم للتجارب الفاشلة أيضًا، إنهم يحاولون معرفة الأسباب التي أدت إلى فشلهم؛ فالفشل يُعلّم كما النجاح تمامًا. وهم ينظرون إلى الفشل باعتباره مرحلة مؤقتة سيتم تجاوزها إن عرفنا الطريق الصحيح لذلك، وإن لم نستسلم، وحاولنا مرارًا وتكرارًا. اقرأ أيضًا: ريادة الأعمال أم الوظيفة؟.. فحص موضوعي لمتناقضين تأثير ريادة الأعمال على الاقتصاد العالمي استكشف ريادة الأعمال في 6 نقاط
مشاركة :