في بداية حياتنا نفكر في المستقبل ، في الدراسة ، نفكر في الحصول على الوظيفة ثم الزوجة وتبدأ الحياة الأُسرية،وفجأة كبرنا وزادت معاناتنا ، كبرنا وأصبحنا نتحسس من كل نظرة ، ننتقد كل ما هو جديد وغير مألوف ، كبرنا وأصبحنا لا نتحمل بعضنا ، كبرنا وأصبح الكثير منا لايترك أحدًا إلا انتقده ، كبرنا وزادت مشاغلنا، كبرنا وكبرت همومنا ومشكلاتنا.نعم كبرت همومنا،وتغيرت مقاييس السعادة لدينا، واختلف كلّ شيء.. حتى مع مرور الأيام يقل عدد الأصدقاء، ويقل عدد أولئك الذين راهنا على محبتهم، أولئك الذين ما ظننا أننا سنبتعد عنهم ولكن هذه هي تقلبات الحياة فلنستعد لها حتى لاننصدم، ولكن مع الأيام سننسحب بهدوء لإن الأيام كشفت أننا أحببنا من لا يستحق ومنحنا وقتنا لمن لا يستحق وضحينا لمن لا يستحق وأعطينا من لا يستحق وبكينا لأجل من لا يستحق وتألمنا بسبب شخص لا يستحق،وبالرغم من ذلك نحن لا ننسى و لكن نغمض أعيننا لتستمر الحياة.(لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي كَبَدٍ) في حين أننا نظن قد حان وقت الراحة،وفجأة نواجه همًا جديدًا، وهو همّ زواج الأبناء والبنات إلى أن يتزوجو فتبدآ مشاكلهم هذا بقضية فسخ العقد وهذه قضيتها في المحكمة تطلب الحضانة وال.... فكل هذه على رأس رب الاسرة الذي الآن بدأ يقول حان الآوان للراحة نعم اقولها فالإنسان في هذه الدنيا مقدرٌ عليه أن يعيش فيها في كبد مستمر إلى أن يتوفاه الله. ولكن نتوقع المفاجئات ولابد من الصبر واليقين عند الصدمات.. إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه..ألا فليكن كدحك في مرضات الله, وليكن نصيبك في هذه الدار سبيلا لراحتك يوم تلقى الله. وأخيراً في مقالي هذا أتذكر قول المصطفى- صلى الله عليه وآله وسلم- بأن (( الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَةُ الْكَافِرِ )).هذا يعني أن الإنسان في حياته الدنيا قد تضيق به السبل، وقد تعتريه الصعوبات، وهذا أمرٌ طبيعي لمن كان مُجِدًّا في سفره، حريصًا على زرع ما يريد أن يحصده في آخرته، ولذلك تراه دومًا في شقاء وعناء والحمدالله على كل حال.وايضا قال أحد الصالحين :أيها الناس ألا إنما الدنيا ساعة فاجعلوها طاعة، إن النفس طماعة فعودوها القناعة، إن الدنيا إذا حلت أوحلت، وإذا كست أوكست، وإذا أينعت نعت، وإذا جلت أوجلت، وكم من فتىً مدت له رباعها، فلما مدت له بَاَعَها باعها، وكم من ملك رفعت له علامات، فلما علا مات، ولا يبقى غير وجه ربك ذو الجلال والإكرام. *همسة* وما مر يوم أرتجي فيه راحة فأخبره إلا بكيت على أمسي
مشاركة :