تظهر بوضوح ملامح أدب العزلة في المجموعة القصصية الجديدة «لثامٌ وعينان سوداوان» للكاتب السعودي محمد الرياني، الصادرة عن الدار العربية للعلوم، مما يعني استحضار الأدب بالمفهوم الدينامي المتغير. ففي زمن العزلة يكتشف المرء ذاته، ويُدرك الأشياء من حوله، ويراها كما لم يرها من قبل، فتكتمل الصورة أمامه حقيقية بلا رتوش. وبهذا المنظور يكتب الرياني نصه حتى ليبدو وكأن المتلقي يعيش القصة لا يقرؤها. وما بين زمن غاب وانقضى، وزمن عَرضي كوروني، تتموقع شخصيات الرياني القصصية، بأسلوب تشخيصي، فيها كل ما هو طريف من السرديات والنوادر والمحكيات والتأملات، ويبدو أنها لا تفارق نطاق الهوية المحلية، وهذا ما سيقود القارئ إلى اكتشاف مزيد من الملامح الخاصة والثيمات التي تميز القصة القصيرة في السعودية.وتضم المجموعة 40 قصة قصيرة، منها: «سَفَر»، «لثامٌ وعينان سوداوان»، و«تموين»، و«على غير المعتاد»، و«قُبيل الغروب»، و«نسيان»، و«ورقة ضائعة» و«خصم خاص»، وعناوين أخرى.
مشاركة :