في ختام ملتقى المسرح الأول الذي نظمه نادي الباحة الأدبي، ألقى الكاتب المسرحي ناصر بن محمد العمري ورقة عن: «الدراماتورج في المسرح.. سؤال الأهمية» وأدار اللقاء الأديب صالح مديس. وأشار العمري في ورقته إلى ظل التساؤل عن أثر غياب التقاليد الفنية التي يمكن أن تعزّز من حضور الدراماتورج، وقال: رغم أني لم أعثر على دراسة مسحية أو علمية تناقش هذا الموضوع فإني سأذهب نحو تصوراتي الشخصية وافتراضاته في حدود ما عايشته كمسرحي على مدار العقدين الماضيين وما قرأته عن أعمال مسرحية وما شاهدته منها تحت إملاءات الشغف والحب، مستشهدًا بالفعل المجتمعي والعملي والذي بالضرورة ينسحب على الممارسة المسرحية، ولإيصال فكرتي سأتخذ المقارنة كأداة علمية، وسأقارن العقل العربي بالعقل الألماني -بحكم أنها موطن تبلور الدراماتورجية كمفهوم- حيث يرحب العقل الألماني بقيم عالية تحوّلت لقيم سائدة لديه مثل: التشاركية والترحيب بالرؤى وإدراك أهمية الأفكار ذات المنشأ المتعدد، لكني لم أشأ تحميل هذا الواقع العربي غياب الأرضية الصلبة لنشوء المفهوم وتبلوره كممارسة بقدر ما أنا أتسآءل هل كان هذا الواقع سبباً مفضياً إلى غياب الدراماتورج في المسرح المحلي والعربي؟.. كما من خلال هذه الورقة أسأل عن تأثير دور غياب التقاليد المسرحية التي تساهم في تعبيد أرضية صالحة للدراماتورجية. وختم العمري ورقته قائلا: هنا أطرح تصوّري الشخصي حول المخرج والمؤلف، فأنا أعتقد أنهما ينظران بعين الريبة لهذا المكون المسرحي، وأرى أنهما يجدان فيه مهدداً لوجودهما لا عين ثالثة يقظة تبحث في أدق تفاصيل العرض، معتبرًا أنه في غياب الدراماتورج قد تنحرف الممارسة وهذا ما يعزّز دور الدراماتورجويعلي من أهمية حضوره. وفي مداخلته، اعتبر المخرج المسرحي سامي الزهراني أنه مسؤول عن غياب الدراماتورج، مؤكدًا افتقار أغلب الممارسين المسرحيين لتلك المهارات، مما يجعل من وجود دراماتورج حقيقي يحمل لواء هذه المهمة أمراً مؤجلًا.< Previous PageNext Page >
مشاركة :