رئيس الوزراء العراقي يزور عمّان للقاء العاهل الأردني والرئيس المصري | | صحيفة العرب

  • 8/22/2020
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

أجندة الزيارات الخارجية لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي التي تضم زيارة الولايات المتّحدة التي تمت بالفعل، وزيارة الأردن المرتقبة الأسبوع القادم، وزيارة السعودية المؤجلة إلى موعد غير محدّد، لا يمكن النظر إليها إلا من زاوية كونها جزءا من محاولات تؤطّرها واشنطن لإبعاد العراق خطوة عن دائرة التأثير الإيراني. بغداد – لم يستكمل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي زيارته إلى الولايات المتّحدة، حين أعلن نيّته القيام بزيارة إلى المملكة الأردنية ليشارك هناك في لقاء ثلاثي يجمعه مع كلّ من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتّاح السيسي، فيما لا تزال زيارة السعودية على أجندة الكاظمي بعد أن تأجلت عن موعدها الأول الذي كان محدّدا بالعشرين من شهر يوليو الماضي، وذلك بسبب الوعكة الصحية التي ألمت آنذاك بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز واستوجبت نقله إلى المستشفى. وبهذا الزخم من الزيارات، التي شملت أيضا إيران، في الحادي والعشرين من يوليو الماضي، يكون رئيس الوزراء العراقي بصدد وضع بصمته على العلاقات الخارجية لبلاده، والتي لطالما مثّلت إحدى أكبر نقاط ضعف الدولة العراقية في المرحلة التي بدأت مع سقوط نظام صدّام حسين في 2003 وقيام نظام جديد بقيادة الأحزاب الشيعية ذات العلاقات القوية مع إيران ما جعل كفّة النفوذ في البلد ترجح لمصلحتها، وهو خلل قد يكون الكاظمي غير المحسوب على معسكر الموالاة لإيران بصدد محاولة إصلاحه، ولو جزئيا، عبر تقوية الروابط مع بلدان المحيط العربي، وذلك بدعم وتشجيع واضحين من الولايات المتّحدة المعنية بدفع العراق نحو محور مضادّ للمحور الإيراني. ويقول مطلعون على الشأن العراقي إنّ انتزاع العراق من دائرة النفوذ الإيراني أمر يتجاوز قدرات مصطفى الكاظمي، وقد يكون خارج دائرة اهتمامه، وأنّ أقصى ما يستطيع فعله هو محاولة التوفيق بين المطالب الأميركية والمصالح الإيرانية. انتزاع العراق من دائرة النفوذ الإيراني أمر يتجاوز قدرات مصطفى الكاظمي وقد يكون خارج اهتماماته وتجزم مصادر مواكبة لزيارة رئيس الوزراء العراقي إلى الولايات المتّحدة، بأن علاقات العراق مع إيران مثّلت بندا رئيسيا غير معلن على أجندتها، وذلك بالنظر إلى الرغبة القويّة لدى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في سحب العراق بعيدا عن الفلك الإيراني، إمعانا في محاصرة إيران وعزلها. وتعتبر الولايات المتحدة أنّ ترسيخ العراق في محور إقليمي عربي يساعدها في محاولة فك ارتباطه بإيران. ولا يستثني ذلك المحور مصر التي زارها رئيس الوزراء السابق عادل عبدالمهدي في مارس الماضي حيث شارك في لقاء ثلاثي جمعه بالعاهل الأردني والرئيس المصري. وبذلك تكون القمّة الثلاثية التي ستحتضنها عمّان الأسبوع القادم هي الثالثة من نوعها، حيث تبعت قمّة القاهرة قمة مماثلة عقدت في نيويورك خريف العام نفسه. وأعلن الكاظمي الجمعة أنه سيبدأ منتصف الأسبوع المقبل زيارة إلى الأردن لعقد لقاء ثلاثي يجمعه مع العاهل الأردني الملك عبدالثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لبحث العلاقات الثنائية وتطورات الأحداث في المنطقة. وقال في تصريح لتلفزيون “العراقية” الحكومي إنّ زيارته إلى الأردن تهدف إلى التباحث في العلاقات بين البلدين، وتتضمن إكمال الحوار العراقي المصري الأردني الذي بدأ في القاهرة في زمن الحكومة السابقة لتطوير العلاقات الثلاثية في المجال الاقتصادي والتنسيق بشأن تطورات المنطقة. وكان الملك عبدالله الثاني والرئيس السيسي ورئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبدالمهدي قد اتفقوا خلال قمة ثلاثية عقدت في القاهرة في مارس 2019 على المضي قدما لتوسيع التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدان الثلاثة بما يخدم مصالحها المشتركة. ولم تنقطع السلطات العراقية والأردنية خلال العشرية الأخيرة عن السعي إلى تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين أملا في استغلال الجوار الجغرافي لتوفير موارد مالية إضافية لكليهما. اهتمام أردني خاص بالاستفادة من الثروة النفطية الضخمة للعراق، وهو ما يمكن تحقيقه عن طريق مشروع أنبوب البصرة – العقبة لكن تلك المساعي لم تسلم من عراقيل مصدرها الجانب العراقي، حيث تهيمن على سلطة اتخاذ القرار أحزاب وشخصيات ذات ارتباطات قوية بإيران ومعنية بالحفاظ على الروابط القوية بين بغداد وطهران والتي تستفيد منها الأخيرة سياسيا واقتصاديا. وما يزيد من صعوبة إزالة تلك العراقيل أن الأردن محسوب تقليديا ضمن المحور المضاد لإيران، بل إن الملك عبدالله الثاني كان أولّ من حذّر من قيام هلال شيعي في المنطقة بقيادة طهران وحلفائها. وبذلت عمّان خلال السنوات الأخيرة جهودا لإحياء شراكة بالغة الفائدة للأردن مع العراق في مرحلة واجهت فيها المملكة الأردنية مصاعب اقتصادية كبيرة وكذلك تعقيدات أمنية ذات ارتباط بالوضع الإقليمي المتوّتر وخصوصا في سوريا المجاورة. واتّضح ذلك الجهد في زيارة العاهل الأردني إلى العراق مطلع العام الماضي، وهي الزيارة التي لم تتأخّر قوى سياسية عراقية موالية لإيران في الردّ عليها من خلال الهجوم على مشاريع التعاون الاقتصادي التي ناقشها الطرفان العراقي والأردني. وكان تفعيل مشروع أنبوب البصرة – العقبة، وتأهيل الطريق البري بين عمان وبغداد، وإنشاء المنطقة الصناعية المشتركة على الحدود بين العراق والأردن ضمن المواضيع الذي بحثها العاهل الأردني مع كبار المسؤولين الـعراقييـن خلال زيارتـه الأخيرة للعراق. وكثيرا ما ينصب اهتمام الأردن بشكل خاص على عامل الاستفادة من الثروة النفطية الضخمة للعراق، وهو ما يمكن تحقيقه عن طريق مشروع مد أنبوب لنقل الخام من حقول البصرة بجنوب العراق إلى ميناء العقبة جنوبي الأردن. ويقول محللو الشؤون الاقتصادية إنّ إيران ستنظر إلى البلدان الساعية لإنشاء مشاريع مشتركة مع العراق كمنافسين لها، خصوصا وأنها تعوّل كثيرا على البلد ليكون متنفسها الاقتصادي والتجاري في مرحلة العقوبات الاقتصادية الأشدّ من نوعها المفروضة عليها من الولايات المتحدة. ShareWhatsAppTwitterFacebook

مشاركة :