قتل ناشطان ونجا ثلاثة آخرون في مسلسل اغتيال استمر أقل من أسبوع في العراق، أودى بضحايا جدد للصراع على السلطة بين أطراف موالين لإيران والحكومة التي يزور رئيسها الولايات المتحدة. وفيما دعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو العراق إلى تفكيك كافة "المجموعات المسلحة" الموجودة على أراضيه، اغتيلت ريهام يعقوب، مدربة رياضية تشارك بشكل واسع في الإحتجاجات المناهضة للسلطة، بالرصاص في البصرة في جنوب البلاد على الحدود مع إيران. كما قتل الناشط البارز في الاحتجاجات تحسين الشحماني أثر تعرضه لوابل من أكثر من عشرين رصاصة بعملية اغتيال وقعت قبل ستة أيام في المحافظة ذاتها. وأثارت هذه الاغتيالات سخط السفارات الغربية ودفعتها لمطالبة السلطات العراقية بالتحقيق من أجل إحقاق العدالة."القاتل معروف" أضافة لسقوط الضحايا، أعاد ذلك إحياء مخاوف المجتمع المدني الذي يدين الدولة ويعتبرها غير قادرة على حمايته من الميليشيات. وقال عمار الحلفي، ناشط بارز في الإحتجاجات المناهضة للسلطة في البصرة، "قتل الناشط ولا يوجد أي إجراء من قبل القوات الامنية والحكومة المحلية رغم أن القاتل معروف وهو نفسه الذي قتل هشام الهاشمي وراح يقتل أغلب الناشطين في البصرة". والباحث هشام الهاشمي اغتيل بالرصاص مطلع تموز/يوليو، من قبل مسلحين يستقلون دراجة نارية قرب منزله ببغداد. وكما هي الحال مع الاغتيالات الأخرى التي تعد بالعشرات منذ انطلاق الإحتجاجات الشعبية غير المسبوقة في تشرين الأول/أكتوبر، وتستنكر على وجه الخصوص هيمنة طهران في العراق، لم توجه أي اتهامات ضد أي جهة. وكانت ريهام قد تحدثت عبر العديد من وسائل الإعلام خلال صيف دموي أخر شهدته البصرة عام 2018، أدت خلاله أزمة صحية الى دخول أكثر من 100 ألف شخص إلى المستشفى بسبب التسمم بمياه الشرب وخرج على الاثر عشرات الآلاف من أبناء المحافظة للشوارع، وبلغت الإحتجاجات ذروتها بحرق القنصلية الإيرانية آنذاك. وتعرضت هذه الشابة لموجة إدانة منذ عامين عبر مواقع التواصل الأجتماعي من قبل أطراف موالية لإيران للقائها القنصل الأمريكي في البصرة . وفي محاولة اغتيال أخرى وقعت مساء الأثنين، أطلق مسلحون يستقلون سيارة الرصاص باتجاه لوديا ريمون وفهد الزبيدي وعباس صبحي وهم ناشطون، عندما كانوا في طريقهم لتقديم التعازي لعائلة الشحماني. وتمكن الثلاثة من النجاة بأعجوبة والبقاء على قيد الحياة رغم إصابتهم بجروح.تهديدات وحملات على الأنترنتقال مدير مكتب مفوضية حقوق الأنسان في البصرة مهدي التميمي "وقعت ثماني عمليات اغتيال وسبع محاولات اغتيال" منذ العام الماضي في البصرة، أغنى محافظات العراق بالثروة النفطية لكن بناها التحتية تعاني أهمالاً كبيراً. وبالنسبة للأمم المتحدة فإن "ميليشيات" تقف وراء هذه الحملة من الخطف والاغتيالات وغيرها من أعمال الترهيب. وشهد العراق استراحة من كل هذا بداية العام الحالي، بسبب انتشار فيروس كورونا في العراق مثل باقي دول العالم، لكن شبح الاغتيالات السياسية عاد إلى هذا البلد الذي عاش حربا أهلية قبل أقل من عشر سنوات. وعلى الرغم من الاغتيالات التي ذهب ضحيتها هشام الهاشمي وتحسين الشحماني وريهام يعقوب، لم يؤد أي تحقيق رسمي حتى الآن إلى توقيف أي جان أو على الأقل الإشارة إلى جناة محتملين. وأكد أغلب النشطاء الذي تعرضوا للخطف أو الناجين منهم من محاولات اغتيال، تلقيهم تهديدات عبر اتصال هاتفي أو على مواقع التواصل الاجتماعي، مصدرها "ميليشيا"، الكلمة التي تطلق في العراق للإشارة للفصائل الموالية لإيران. وأعاد رودا على الأنترنت نشر مقال لوكالة "مهر" الإيرانية المقربة من المحافظين المتشددين، يتهم ريهام ونشطاء آخرين بأنهم أعضاء في "شبكة أمريكية الصنع تستهدف مكانة إيران في المنطقة"، بناء على صور للقاء جمع القنصل الأمريكي في البصرة وشبابا من منظمات المجتمع المدني. ويتهم الموالون لإيران منذ أشهر، الولايات المتحدة بالوقوف وراء الإحتجاجات، كما أتهم أحد أكثر الفصائل المتشددة في البلاد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بأنه "متعاون" مع الأميركيين. من جانبه، طلب الكاظمي المحاصر بين حلفائه الأمريكيين والإيرانيين، من واشنطن أن يتوجه وزير الداخلية عثمان الغانمي إلى البصرة لمتابعة الأوضاع، كما غرد على موقع تويتر أنه أقال قائد شرطة البصرة وعددا من المسؤولين الأمنيين في المحافظة "بسبب عمليات الاغتيال الأخيرة". لكن كثيرين يرون أن هذا الأجراء غير مقنع. وأكد الحلفي أن "الحكومة ضعيفة أمام الميليشيات، لكن هذا لن يؤدي إلا الى تقوية عزيمتنا. وبالإضافة إلى حقوقنا سنطالب بحقوق شهدائنا".ترامب يستقبل مصطفى الكاظمي ويناقشان الوجود الأميركي في العراقجندية أمريكية سابقة تكشف تفاصيل انتهاكات جنسية مارستها وحدة عسكرية خاصة في العراقمقتل ناشطة عراقية على يد مسلحين مجهولين يثير غضب الشارع العراقي
مشاركة :