كن.. لا تكن «أنانياً»

  • 8/23/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مريم البلوشي سمعتُ كثيراً، قرأت كثيراً، بل وعشت كذلك كثيراً، وعرفت كلمة «الأنانية» بمختلف المعاني.المعنى الجمعي والذي نعرفه جميعاً: هو ذلك الشعور المحفوف بالغرور، وتعزيز قيمة الذات بشكل مبالغ فيه قليلاً، أو التحيز للآراء الشخصية من دون قبول باب النقاش، والإحساس بأنك ذو سمات خاصة أدبية، فكرية، عقلية بدنية، اجتماعية وغيرها، فيختلط صاحبه بالغرور ويصير توليفة مزعجة للبعض! كن أنانياً: حين يتعلق الأمر بالاستثمار في نفسك، وقتك وحياتك، لا تعطها لغيرك فتكون كل حياتك سبيلاً مفتوحاً لهم لكي يقضوا ما يريدون منك، تستنزف طاقتك وتحتل حياتك ويتاجر بفكرك، وتصبح أفكارك بين ليلة وضحاها ليست ملكك، كن أنانياً وتحيز لنفسك وذاتك ومنتصراً لها.كن أنانيا: في مقر عملك، حين يهدر وقتك، ويساء لقلبك وروحك بطاقات سلبية لا تغني ولا تسمن من جوع، تعلم ال «لا»، وكن محباً لنفسك في ذلك الوقت، لا تكن معطاء بلا حدود لكل من يدخل بابك، كن خيراً نعم، لكن لا تعطِ ولا تأخذ، أو أن تكون في كل الأوقات سلماً للآخرين بحسن نيتك وطيبتك.كن أنانياً: لمن يستنزف طاقاتك، متلاعباً بكلمات تداعب قلبك الطيب الخير، فتصبح كما قيل «شمعة تحترق وتفنى»، الاعتدال واجب، وأن تتطوع من أجل الآخرين واجب، لكن عندما يستغل البعض كل ما استثمرت فيه فقط حتى تكون محطة عبور، أدر نفسك وروحك وقلبك وكن أنانياً.كن أنانياً: في حب الوطن، والتزامك بكل ما من شأنه حماية أرضك، مجتمعك وأهلك، كلما كان هناك خطر كن أنانياً وأغلق الأبواب، ولا تسمع لمن يهون الأمور، ويقلل من قيمة الالتزام بأمر قاله ولي الأمر أولاً، ومن يخاف عليك ثانياً، كن أنانياً، وأغلق الأبواب على من يعيدون الإساءة مراراً وتكراراً، ولا يضيفون شيئاً إلى حياتك وحياة من تحب، أغلق روحك وعقلك وقلبك قبل بابك.لا تكن أنانياً: في النصح، والإرشاد والتعريف بنماذج جميلة، في وطنك ومحيطك، فهناك دعوة تطلق من روح من تعطيه يوماً دونما توقعات، كم من كلمة أرست حياة، وكم من فعل لمجهول غير حياتك، لا تكن أنانياً في وقت تعطيه لمن تعثر في حياته، وصرت بتقدير من الله باباً له، تنتشله وتصبح له نوراً بعد نور.لا تكن أنانياً: في الحب، في الوفاء، في الإخلاص، في القيم ومبادئك، انشرها وكن رسولاً لها، لا تحتفظ بها لنفسك، انثرها حباً من خلال نموذجك القدوة، لا تبالغ، ولا تكثر الحديث، بل دع الفعل يتحدث بك وعنك وكيفما سرت يعود سرد الحكايات والمثل من خلال ما تنتج وتفعل.تعلم ال «كن» واترك «لا تكن». Mar_alblooshi@homail.com

مشاركة :