أضرار قرار ترامب تتعدى «تيك توك» و«وي تشات»

  • 8/23/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تيم كولبان*يعكس قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حظر التعامل مع شركة «بيت دانس»، التي تملك خدمة «تيك توك» للفيديو التشاركي وشركة «تينيسنت» مالكة تطبيق «وي تشات»، حجم قلق إدارته من المنافسة الصينية.وتتجاوز الأوامر التنفيذية الصادرة عن البيت الأبيض منع الأمريكيين العاديين من أن يصبحوا جواسيس عن غير قصد للحزب الشيوعي الصيني. لكن تداعيات القضية لن تضر بالأهداف الصينية فقط، ولكن أيضاً بالشركات الأمريكية مثل «جوجل»، و«آبل».وعلى الرغم من الاهتمام الواسع الذي حظيت به كل من «تيك توك»، و«وي تشات»، مؤخراً، إلا أن الأوامر التنفيذية تنص على منع الشركات الأمريكية من التعامل معها. وبغض النظر عن حرفية القرارات، يمكن أن يمتد هذا الحظر إلى أبعد من ذلك، ليشمل إعلان الأمريكيين عن عشرات المنتجات التي تقدمها أي من الشركات الصينية، أو بيعهم خدمات التخزين السحابي، أو ربما الخيار الجوهري الأهم وهو توزيع تطبيقاتهم، حتى داخل الصين.وتطال الخطوة التمهيدية التطبيقات المعنية والتهديدات الأمنية التي يُفترض أنها تمثلها، ولكن نظرة على نص الأوامر التنفيذية قد تكشف عن المزيد من الإجراءات المحتملة مستقبلاً.فمن جانبه، يحظر قرار «تيك توك» أي معاملة من قبل أي شخص، أو فيما يتعلق بأي ملكية، تخضع للنظام القضائي المعمول به في الولايات المتحدة.هذا القرار لا يحصر الإجراءات ضد «تيك توك»، في مالكها الحالي فقط. لذلك إذا نجحت «مايكروسوفت» في شراء الشركة، نتوقع أن تعود الأمور إلى طبيعتها بالنسبة للتطبيق، والملايين من المستخدمين في الولايات المتحدة، لكن «بيت دانس» قد تستمر في المعاناة لأسباب غير موضحة.ويتعلق الأمر التنفيذي الثاني بشركة «تينيسنت»، وخدمة «وي تشات» التي لا تتمتع بقاعدة جماهيرية ضخمة في الولايات المتحدة. ويستخدم هذا التطبيق على الأراضي الأمريكية في الأغلب من قبل المغتربين الصينيين، وأولئك الذين لديهم أصدقاء، أو يتعاملون مع أشخاص في الصين. ومع ذلك، فإن الحظر سيؤثر في آلاف الطلاب، والزوار، والعمال الصينيين.والمدهش حقاً، أن حظر «وي تشات» استغرق وقتاً طويلاً نظراً لأنه وفقاً لبيان البيت الأبيض نفسه، اكتشف الباحثون انتهاكات أمنية منذ ما يقرب من 18 شهراً.ومن المهم أن تتذكر أنه بينما يحظى «تيك توك» بشعبية في جميع أنحاء العالم، وتنتشر «وي تشات» بقوة في الولايات المتحدة، تعتمد كلتاهما على الشركات الأمريكية للعمل والتوزيع. فعلى الرغم من أن العلامات التجارية للهواتف الذكية الصينية تهيمن على السوق المحلية، إلا أن نظامي «أي أو إس» و«أندرويد»، لا يزالان المنصتين المهيمنتين، بينما تغطي «آبل» و«جوجل» دول العالم من خلال متاجر التطبيقات الخاصة بهما.ورغم التصعيد الأخير مع بكين تعتبر القرارات الأخيرة متجاوزة ما تمت مناقشته قبل صدورها. ربما تكون صياغة القرارات قد أفسدت مقاصدها، وهو ما دفع المسؤولين في الإدارة إلى توضيحات بعد أن فقد سهم «تينيسنت» 10%، حيث قال المسئول إن القرار التنفيذي يطال «وي تشات» فقط، وليس الشركة الأم «تينيسنت».هذا النوع من التوضيح (التراجع)، شائع في واشنطن هذه الأيام، ويوحي بأن النتيجة النهائية قد لا تكون قاسية للغاية. هناك أيضاً العديد من الثغرات والتراخيص التي تسمح للشركات بالعمل بشكل طبيعي.ومع ذلك، فالعودة إلى الوضع الطبيعي غير وارد. فمهما يكن الأمر، فإن أوامر ترامب لا تتعلق بضبط سلوك المراهقين على «تيك توك» فقط، بل ترمي إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، وينبغي على العالم ترقب تبعات تلك الأوامر.* بلومبيرج

مشاركة :