قال مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، جون بولتون، إن الشارع الأمريكي قد يشهد مفاجأة في شهر أكتوبر قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة والمقرر أن تجرى في نوفمبر، لافتًا إلى أن الرئيس الجمهوري دونالد ترامب قد يتخذ قرارات صادمة لزيادة شعبيته. وأضاف بولتون في حوار أجراه صدى البلد لأول مرة في مصر والشرق الأوسط: "في الوقت الراهن، شهدت شعبيته انخفاضًا كبيرًا في استطلاعات الرأي وقد أدرك ترامب هذا من خلال الفارق الكبير بينه وبايدن، وأعتقد أنه من المبكر جدًا التكهن بهذا الأمر، فلا تزال أمامنا 3 شهور قبل الانتخابات، وهذه الفترة تعتبر طويلة جدًا في السياسة الأمريكية".وتابع: "وهناك أمور شتى يجب النظر فيها، فمثلًا يجب على بايدن أن يختار مرشحه لمنصب نائب الرئيس، كما سيتعين عليه أن يخوض 3 مناظرات رئاسية في سبتمبر وأكتوبر إضافة إلى أن جائحة فيروس كورونا وآثارها على الاقتصاد لا تزال مجهولة "، مشيرًا إلى أن الخوض في تكهنات مستقبلية حول الانتخابات سيكون غير مجديًا، فالأمور لا تزال ضبابية. ولما كان بولتون قد استهل الفصول الأولى في كتابه الجديد، بالتأكيد على أنه لا يتخذ أي قرار إلا بناء على فلسفة أو استراتيجية مرسومة جيدًا، فأنه خصص تلك الفصول أيضًا للتأكيد على أن ترامب لا يفعل ذلك، وهو ما أثر على الأوضاع العالمية خاصة في منطقتنا العربية. وعن هذا يقول بولتون: "الشرق الأوسط مكان معقد جدًا، وأعتقد أن أي رئيس يتخذ قرارات كالتي يتخذها ترامب، سيجعل الأمور أكثر تعقيدًا وخطورةً. قد تتغير أساليب الرئيس بشكل مفاجئ، لكن ينبغي على الشعب الأمريكي أن يعرف أهدافنا وسياساتنا واستراتيجياتنا".ويضيف: "على الشعب أيضًا أن يعرف أننا ينبغي علينا أن نحقق تلك الأهداف، وسياسات ترامب المتغيرة بحيث يتخذ قرارًا ثم يتراجع فيه في وقت قصير تسبب القلق لأصدقائنا وقد تعطي الفرصة لخصومنا باستغلال هذا التشتت والفوضى لذلك أنا قلق للغاية على طريقة ترامب في التعامل مع تلك الأمور". وأكد أنه قبل بدء الماراثون الانتخابي بين ترامب، أن هناك احتمالية حدوث ما يطلق عليه الأمريكيون "مفاجأة أكتوبر" بحيث يشرع الرئيس ذو الشعبية المنخفضة على اتخاذ قرارات مفاجئة في سبيل ترجيح كفة الميزان لصالحه.وقال: "بالنسبة للشرق الأوسط، أعتقد أننا بصدد مشهد صعب التكهن به مستقبلًا".
مشاركة :