جلّ الدراسات تثبت أن هناك علاقة قوية بين نمط الحياة غير الصحي والإصابة بالسرطانات، وتقدم أدلة علمية على أن تغييرا بسيطا في السلوك الغذائي والمواظبة على ممارسة الأنشطة الرياضية، يحدّان من الإصابة بعدة أنواع من الأورام الخبيثة. برلين – قال المركز الاتحادي للتوعية الصحية إن أسلوب الحياة الصحي يحدّ من خطر الإصابة بالسرطان، موضحا أن أسلوب الحياة الصحي يقوم على التغذية الصحية والمواظبة على ممارسة الرياضة. وأشار المركز الألماني إلى أن البدانة تعزز فرص الإصابة بعدة أنواع من الأورام الخبيثة مثل سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم وسرطان القولون وسرطان الكلى. وبينما تزداد فرص الإصابة بالسرطان، فإن فرص البقاء على قيد الحياة كما يقول الخبراء قد تحسنت أيضا. ولتجنب خطر الإصابة بالسرطان ينصح الخبراء بتناول الكثير من الفاكهة والخضروات ومنتجات الحبوب الكاملة بالإضافة إلى التقليل من نسبة الدهون واللحوم في الغذاء، مع تناول الأسماك مرتين أسبوعيا. كما يمكن خفض خطر الإصابة بالسرطان من خلال المواظبة على ممارسة الرياضة والإقلاع عن التدخين والمشروبات الكحولية، مع مراعاة الوقاية الدائمة من أشعة الشمس الشديدة. وكشفت دراسة أميركية سابقة أن الطفرة الجينية العشوائية للخلايا نادرا ما تؤدي إلى السرطان دون عوامل خارجية مثل الكيمياويات السامة أو الإشعاع. 14 مليون شخص يصاب سنويا بالسرطان ومن المتوقع ارتفاع هذا العدد إلى 19 مليونا عام 2025 وأكد الباحثون المشرفون على الدراسة أن تغيير أسلوب الحياة السائد في الكثير من المجتمعات يمكن أن يساعد إلى حد كبير في تخفيض عدد المصابين بالسرطان في العالم، بمقدار النصف تقريبا. وحسب هذه الدراسة فإن ثلث حالات الوفيات بسبب السرطان في العالم، ترتبط بمجموعة من العوامل، التي يطلق عليها الباحثون “عناصر الخطر”، وأكثرها مرتبط بنمط الحياة المعاصرة. ووضعت الدراسة تسعة من هذه العناصر التي تزيد من إمكانية الإصابة بالسرطان، وعلى رأسها البدانة، وقلة ممارسة الرياضة، وتناول الأغذية غير الصحية، والتدخين، وتناول المشروبات الكحولية، وتلوث الهواء. وجاءت نتائج هذه الدراسة اعتمادا على مراجعات شاملة للدراسات الطبية والتقارير الحكومية في مجال مكافحة السرطان. كما قام فريق جامعة هافارد الذي أعد الدراسة بإعادة تحليل مجموعة من البيانات التي احتوت عليها الدراسات المختلفة في هذا الصدد. وانتهى فريق البحث إلى أنه في الدول منخفضة أو متوسطة الدخل، فإن أهم العوامل التي تزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان هي التدخين وتناول الكحوليات وقلة تناول الخضروات والفاكهة. أما في الدول مرتفعة الدخل فإن أهم تلك العوامل هي السمنة، بالإضافة إلى التدخين وتناول الكحول. قلة الوعي البدانة تعزز فرص الإصابة بعدة أنواع من الأورام الخبيثة ممارسة الرياضة لخفض خطر الإصابة بالسرطان وحذرت منظمة الصحة العالمية في تقرير سابق لها من “ارتفاع شديد” في معدلات الإصابة بمرض السرطان، مشيرة إلى ضرورة الحد من تناول الكحول والمواد السكرية. وتوقعت المنظمة ارتفاعا في عدد حالات الإصابة بمرض السرطان إلى 24 مليون شخص سنويا بحلول عام 2035، مضيفة أنه يمكن تجنب نصف هذه الحالات. وأضافت أن هناك “حاجة حقيقية” في الوقت الراهن إلى التركيز على الوقاية من السرطان عن طريق الإقلاع عن التدخين، والتوقف عن تناول المواد الكحولية، ومعالجة البدانة. وأشار الصندوق العالمي لبحوث السرطان إلى أن هناك عدم وعي “مثيرا للقلق” بالدور الذي يلعبه النظام الغذائي في الإصابة بمرض السرطان. وحاليا يصاب 14 مليون شخص سنويا بالسرطان، ولكن من المتوقع ارتفاع هذا العدد إلى 19 مليونا بحلول عام 2025، و22 مليونا بحلول عام 2030، و24 مليونا بحلول 2035. 24 مليون شخص سيصاب سنويا بحلول عام 2035 قال برنارد ستيوارت، وهو أحد معدي التقرير ويعمل بجامعة نيو ساوث ويلز بأستراليا، إن الوقاية من المرض “تلعب دورا حاسما في مكافحة الموجة الشديدة للإصابة بأمراض السرطان التي تجتاح العالم”. وقال ستيوارت إن السلوك البشري هو السبب وراء الإصابة بالعديد من السرطانات، مثل التعرض لحرارة الشمس لفترات طويلة. وأضاف “في ما يتعلق بتناول الكحوليات، على سبيل المثال، فنحن جميعا على بينة من التبعات الخطيرة لذلك، سواء كان ذلك في شكل حوادث السيارات أو الاعتداءات، ولكن هناك تداعيات أخرى تتمثل في الإصابة بالأمراض، ومرض السرطان على وجه التحديد”. وقد جاء في استطلاع للرأي أجراه الصندوق العالمي لبحوث السرطان، وشمل 2046 شخصا في بريطانيا، أن 49 في المئة ممن شملهم الاستطلاع لا يعرفون أن النظام الغذائي غير الصحي يزيد من خطر الإصابة بالسرطان. وقال ثلث الذين شملهم الاستطلاع إن العوامل الوراثية هي السبب وراء الإصابة بالسرطان، بيد أن الصندوق أشار إلى أن الجينات الموروثة لم تكن السبب في الإصابة بأكثر من 10 في المئة من أمراض السرطان. نصائح للوقاية الإقلاع عن التدخين الخطوة الأولى للنجاة من السرطان الإقلاع عن التدخين الخطوة الأولى للنجاة من السرطان وقالت أماندا ماكلين، المدير العام للصندوق العالمي لبحوث السرطان، إنه “من المثير للقلق أن نرى أن مثل هذا العدد الكبير من الناس لا يعرفون أن هناك الكثير من الأشياء التي يتعين عليهم القيام بها للحد من خطر الإصابة بالسرطان بشكل كبير”. وأضافت ماكلين “في المملكة المتحدة، يمكن تجنب نحو ثلث حالات السرطان الأكثر شيوعا من خلال الحفاظ على وزن صحي وتناول نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني بانتظام”. ونصحت ماكلين بتناول الخضروات والفاكهة والحبوب الكاملة؛ وتناول كميات أقل من للحوم الحمراء، والتوقف عن تناول اللحوم المصنعة تماما. وقالت جين كينغ، مديرة قسم مكافحة التبغ بمعهد أبحاث السرطان في بريطانيا، إن “الشيء الأكثر إثارة للصدمة في تنبؤ التقرير بزيادة أعداد المصابين بالسرطان من 14 مليونا إلى 24 مليونا على مستوى العالم خلال الأعوام العشرين المقبلة هو أنه يمكن منع نحو ثلث هذه الحالات”. وأضافت كينغ أن “خفض خطر الإصابة بالسرطان ممكن من خلال اتباع نمط حياة صحي، ولكن من الأهمية بمكان أن نتذكر أن هناك مسؤولية تقع على كاهل الحكومة والمجتمع لخلق بيئة تدعم أنماط الحياة الصحية”.
مشاركة :