طالب عبدالناصر فروانة المختص في شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين اليوم الأحد بتوفير آليات للتواصل بين الأسرى في سجون الاحتلال وعائلاتهم في ظل توقف برنامج الزيارات بذريعة “كورونا”، مطالبا منظمة الصليب الأحمر بتحمل مسؤولياتها وإبداء موقف واضح وعلني بهذا الشأن. وقال فروانة في تصريح صحفي “طفح الكيل ونفذ صبرنا، ولم نعد قادرين على تحمل المزيد من الوجع ونحن نرى الأسرى وعائلاتهم يعانون ويتألمون جراء استمرار توقف الزيارات وانقطاع آليات التواصل فيما بينهم منذ بدء أزمة “كورونا” قبل 6 شهور، وخاصة أسرى غزة الذين لم يسمح لأي منهم، بالزيارات أو الاتصالات الهاتفية”. وأضاف “هذا الوجع يكبر ويتسع ويتعمق في ظل صمت ومماطلة منظمة الصليب الأحمر تارة، وضعفها وعدم مقدرتها على توفير البديل عن الزيارات تارة أخرى”. وتابع “لذا وفي الوقت الذي نؤكد فيه على حاجتنا لمنظمة الصليب الأحمر ودورها، فإننا نطالبها بتحمل مسؤولياتها وببذل مزيد من الجهد والضغط على سلطات الاحتلال، وابداء موقف واضح وصريح وفي أسرع وقت”. وأردف “أما الاتفاق مع سلطات الاحتلال والإعلان عن توفير آليات للتواصل بين الأسير وعائلته، عبر الاتصال الهاتفي واللقاء عبر الفيديو كونفرس كما حدث في بعض المحاكمات في زمن كورونا، ومن الممكن أن يحدث ذلك وفقا لـ(المعايير الإسرائيلية) في مقرات الصليب الأحمر، أو الاعلان رسميا وصراحة عن عجزها وفشلها وعدم مقدرتها على تحقيق هذا المطلب الإنساني في زمن “كورونا” بسبب الرفض والتعنت الإسرائيلي”. واستطرد قائلا “في كلا الحالتين سيكون لنا موقف.. أما التسويف والمماطلة والتهرب من إبداء موقف رسمي وواضح.. وأحيانا التذرع بصعوبة الأوضاع وإجراءات الحجر وغيرها.. فهذا لم يعد مقبولا”. وقال إن “تفهمنا بتوقف زيارات الأهل في بعض الأحيان بسبب “كورونا” حرصا على حياة أهلنا وأسرانا، لا يعني قبولنا باستمرار هذا الوضع دون توفير بدائل للتواصل وهذا حق مشروع.. يجب الضغط لانتزاعه.. وهذه مهمة الجميع وفي المقدمة الصليب الأحمر والمؤسسات الحقوقية”. وأكد فروانة أن الزيارات حق مشروع، وفي حال توقفها لأسباب طارئة، كما في حالة “كورونا”، فمن الطبيعي إيجاد بدائل للتواصل بين الأسرى وعوائلهم، حتى يطمئن كل طرف على الآخر. وأضاف “في ظل تفشي الفيروس في السجون وزيادة أعداد المصابين بين صفوف السجانين والإعلان عن إصابة عدد من الأسرى، وهذه مهمة منظمة الصليب الأحمر باعتبارها الجهة المسؤولة عن برنامج زيارات الأهل”. وعبر فروانة عن خشيته أن تستغل جائحة “كورونا” كوسيلة للعقاب وذريعة لاتخاذ مزيدا من الإجراءات العقابية بحق الأسرى وذويهم. وأشار فروانة إلى وجود 4500 أسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي، منهم قرابة (86%) من الضفة الغربية، و(6%) من قطاع غزة، و(8%) من القدس ومناطق 48.
مشاركة :