هدى عبدالنبي: أكد الخبير الاقتصادي الدكتور أكبر جعفري على ضرورة تحسين الانتاجية في جميع القطاعات العامة في البحرين بهدف تنويع مصادر الدخل والتخفيف من الاعتماد على النفط مما يساهم في دفع عجلة التنمية في البلاد والارتقاء بانتاجية الاقتصاد، داعياً الجهات الرسمية الى ضرورة تبني عمل دراسات فصلية للقطاعات المختلفة لتحفيز القطاعات على التنافس والارتقاء. وأوضح جعفري، الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي لاستشارات جافكون لتحسين الانتاجية على وجود علاقة طردية بين الانتاجية والنمو الاقتصادية، بمعنى أن أي زيادة في الإنتاجية تعني زيادة في النمو الاقتصادي، وإذا كان هناك تدنٍ في الانتاجية يؤدي إلى انخفاض في النمو الاقتصادي. ولفت إلى أن الأسباب التي أدت إلى انخفاض الانتاجية تتمثل في غياب الإدارة الفاعلة التي تركز على الأداء وليس على الفعالية والانتاجية، مشيراً إلى أن المؤسسات في البحرين تعاني من افراط في الإدارة بنسبة 250% وشح في القيادة بنسبة 33% الأمر الذي يؤدي إلى تجمد إنتاجية الموظفين والمؤسسة ككل. أضاف: أن الإدارات لا تستفيد من جهود المبدعين وأصحاب العقول في تطوير المؤسسة حين تفرض عليهم طريقة أداء معينة، بسبب هاجس الخوف من الفشل مما يعيق الإبداع والتميز. وفيما يتعلق بأكثر القطاعات انتاجية في البحرين، قال جعفري: ان قطاع الصناعة من أكثر القطاعات التي تتميز بإنتاجيه عالية مقارنة مع القطاعات الأخرى بمعدل تبلغ نسبته حوالي 54.1%، لافتاً إلى أن هذه النسبة تعتبر متدنية بسبب إهدار نصف المصادر بحسب تلك الدراسة. وأشار إلى أن قطاع الانشاءات بحسب دراسة اليونيدو حقق نسبة انتاجية تبلغ 40% آخذين في الاعتبار معدل الانتاجية في أمريكا والبالغ 100%، أي إنهم فقط يستغلون أقل من نصف الانتاجية فقط، مؤكدا على وجود فرص كثيرة ومساحات لجني الثمار الايجابية من تحسين الانتاجية في القاطاعات المختلفة. وعن كيفية تحسين الانتاجية، أكد جعفري على ضرورة التركيز على تمكين الكوادر البشرية وتحسين انتاجيته وقدراته، لأنه يشكل نسبة 46% من عوامل التأثير على تحسين الانتاجية الفعلي وذلك عبر مراجعة البرامج التدريبية ومخرجات التعليم بهدف زيادة مهارة العاملين في المؤسسات، بالإضافة إلى تشجيع وتحفيز الموظفين على زيادة الانتاجية عن طريق الحوافز والرواتب الجيدة، الأمر الذي سيساهم بشكل ايجابي في زيادة الإنتاجية والمساهمة المباشرة في النمو الاقتصادي.
مشاركة :