«وإنك لعلى خلق عظيم»

  • 7/24/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إزاء إساءات بعض الغربيين ضده لا‮ ‬ينبغي‮ ‬أن يقتصر على الاحتجاجات السياسية والتظاهرات الشعبية المنددة بهذه الإساءات المستفزة لمشاعر المسلمين في‮ ‬كل بقاع الأرض‮.. ‬بل‮ ‬ينبغي‮ ‬أن‮ ‬يكون رد المسلمين عليها عن طريق إبراز أخلاقيات رسول الإنسانية الخاتم وتوجيهاته الكريمة،‮ ‬فهو الذي‮ ‬أرسى قيم التسامح والرحمة والعفو بين الناس وكان نموذجاً رائعاً في‮ ‬حسن الخلق،‮ ‬وربى صحابته وأتباعه على كل ما هو راق ومتحضر،‮ ‬ويعكس عظمة الإسلام وسمو رسالته‮.‬ ونحن من خلال هذا الباب‮ هذا نبينا ‬نلقي‮ ‬الضوء على العطاء الأخلاقي‮ ‬للرسول ليقتدي‮ ‬به المسلمون في‮ ‬كل مكان،‮ ‬ويتعرف اليه عن قرب‮ ‬غير المسلم،‮ ‬فهو بشهادة القرآن‮ الكريم ‬على خلق عظيم‮ ‬وبشهادة المنصفين من مفكري‮ ‬العالم‮ ‬غير المسلمين أعظم عظماء البشر‮.‬ الأخلاق كلمة‮ ‬يتداولها الناس،‮ ‬ويقصدون بها في‮ ‬الغالب ما‮ ‬يتصف به الإنسان من صفات نبيلة تجعله محل تقدير واحترام الآخرين،‮ ‬لكنها في‮ ‬اصطلاح علماء الأخلاق تشمل ما هو محمود وما هو مذموم،‮ ‬وآثارها تظهر على سلوك الإنسان وتصرفه،‮ ‬فإذا كان الخلق المستقر في‮ ‬نفسه حميداً أثمر سلوكاً حميداً،‮ ‬وإذا كان خلقه على خلاف ذلك جاءت نتائجه تبعاً له،‮ ‬كالكرم والبخل والصفح والانتقام‮.‬ وقد وصف الله رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله‮: ‬وإنك لعلى خلق عظيم‮.. ‬فكانت أخلاقه صلى الله عليه وسلم في قمة السمو،‮ ‬ولذلك قال عليه الصلاة والسلام‮: ‬إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق‮.. ‬ومن هنا عرف البعض‮ ‬الأخلاق الإسلامية‮ ‬بأنها‮ ‬الصفات والسلوكيات التي‮ ‬أقرها الإسلام ودعا إلى التحلي‮ ‬بها وحذر من نقيضها‮‬،‮ ‬ولذلك كان كل ما علمه رسولنا الأعظم لصحابته الكرام خلال القدوة والسلوك العملي،‮ ‬وكل ما دعانا إليه من خلال توجيهاته الكريمة،‮ ‬خلقاً إسلامياً علينا أن نحرص عليه،‮ ‬والحق سبحانه وتعالى هو الذي‮ ‬أرشدنا إلى ذلك في‮ ‬القرآن الكريم فقال‮: ‬هو الذي‮ ‬بعث في‮ ‬الأميين رسولاً منهم‮ ‬يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي‮ ‬ضلال مبين‮.‬ التأسي بالرسول إذن رسول الله عليه الصلاة والسلام هو الذي‮ ‬يعلمنا الحكمة،‮ ‬وهي‮ ‬تعني‮ ‬كل ما هو حسن وفاضل من العلم والسلوك،‮ ‬وهو المبعوث ليتمم لنا مكارم الأخلاق،‮ ‬كما أخبرنا في‮ ‬قوله الشريف‮: ‬إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق‮‬،‮ ‬وكان صلى الله عليه وسلم‮ ‬يشجع دائماً على الخلق الحسن ويجالس الفضلاء الذين‮ ‬يتصرفون بحكمة وأدب وحسن خلق،‮ ‬ولذلك قال في‮ ‬الحديث الشريف‮: ‬إن من أحبكم إلى وأقربكم مني‮ ‬مجلساً‮ ‬يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً،‮ ‬وإن من أبغضكم إلى وأبعدكم مني‮ ‬يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون‮. ‬ والسؤال المهم هنا‮: ‬كيف نتأسى بالرسول الكريم ونسير على دربه في‮ ‬حياتنا العامة والخاصة؟ ‮ ‬يقول عالم السنة النبوية الشهير د‮. ‬أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف‮: ‬نحن جميعاً في‮ ‬أمس الحاجة إلى التعرف الى أخلاقيات الرسول الراقية التي‮ ‬سجلت أعظم درجات التحضر، ونحن مدعوون إلى التعبير عن حبنا له من خلال الالتزام بهديه، فهذا الالتزام هو كمفتاح السعادة الحقيقية، حيث رسم لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم طريق الحياة الأخلاقية المثالية التي‮ ‬تحقق للإنسان حياة مطمئنة تغلفها الرحمة والعدالة والمساواة والتسامح‮.‬ ويضيف‮: ‬لقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كل الآداب الفاضلة والأخلاقيات الراقية والسلوك المتحضر،‮ ‬وربانا على المثل والمبادئ التي‮ ‬تحقق لنا السعادة والطمأنينة وتجلب لنا رضا الخالق والمخلوق،‮ ‬لكن للأسف ابتعدنا كثيرا عن هدى رسول الله وأهملنا توجيهاته النبوية القويمة فشاعت بيننا البغضاء،‮ ‬وانتشرت السلوكيات المرفوضة،‮ ‬واختفت قيم الرحمة والتكافل والمودة والعفو وغير ذلك من فضائل الإسلام التي‮ ‬تجسدت في‮ ‬سلوكيات الرسول وأقواله وتوجيهاته الكريمة‮.‬ ثلاث وصايا جامعة ويوضح د‮. ‬هاشم أن عناية الرسول بالجانب الأخلاقي‮ ‬كانت كبيرة وواضحة من خلال توجيهاته الكريمة،‮ ‬ومن بين الأحاديث التي‮ ‬توضح هذا الجانب قوله صلى الله عليه وسلم‮: ‬اتق الله حيثما كنت،‮ ‬واتبع السيئة الحسنة تمحها،‮ ‬وخالق الناس بخلق حسن‮.‬ وهذا الحديث‮ ‬يتضمن ثلاث وصايا جامعة تشمل جميع المعاملات التي‮ ‬يستقيم بها أمر الدين والدنيا،‮ ‬وبينت حقوق الله تعالى وحقوق العباد‮.. ‬فحق الله سبحانه وتعالى‮ ‬أن‮ ‬يتقى حق تقاته‮ ‬بأن‮ ‬يطاع فلا‮ ‬يعصى ويذكر فلا‮ ‬ينسى ويشكر فلا‮ ‬يكفر، و‬يحمد على السراء والضراء،‮ ‬كما‮ ‬ينبغي‮ ‬لجلال وجهه وعظيم سلطانه‮.‬ وأما حقوق العباد فأولها حق الإنسان على نفسه بتحقيق مطالب روحه وجسده في‮ ‬إطار من مراقبة الله في‮ ‬كل ما‮ ‬يفعل،‮ ‬وثانيها حق العباد عليه،‮ ‬وهو أن‮ ‬يعاملهم بمثل ما‮ ‬يحب أن‮ ‬يعاملوه به وبأن‮ ‬يحب لهم ما‮ ‬يحب لنفسه،‮ ‬ويبغض لهم ما‮ ‬يبغض لها،‮ ‬فإن حاد عن الصراط المستقيم واتبع نفسه هواها وجب عليه أن‮ ‬يردها إلى الحق،‮ ‬وأن‮ ‬يعقب السيئة بالحسنة،‮ ‬والإثم بالبر ليمحو آثار ما صنع،‮ ‬وما اقترف من إثم،‮ ‬وما ارتكب من معصية،‮ ‬وأن‮ ‬يتخلق بالكريم من الصفات ويتجمل بمكارم الأخلاق‮.‬ وقوله صلى الله عليه وسلم‮: ‬اتق الله حيثما كنت‮: ‬توجيه نبوي‮ ‬كريم إلى ما‮ ‬يجب أن‮ ‬يحرص عليه الإنسان من سلوكيات أخلاقية في‮ ‬كل مكان‮ ‬يذهب إليه،‮ ‬فهو سبحانه وتعالى القائل‮: ‬واتقوا الله واعلموا أن الله بما تعملون بصير‮.‬ ويعني‮ ‬ذلك أن على المرء أن‮ ‬يعلم أن الله‮ ‬يراه ويعلم كل ما‮ ‬يفعله في‮ ‬سره وعلانيته،‮ ‬وأنه‮ ‬يحصي‮ ‬عليه كل تصرفاته،‮ ‬ويسجل عليه أو له كل أفعاله، ‬ومنها طاعة الله سبحانه وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم،‮ ‬ففيها امتثال لأوامر الله،‮ ‬واجتناب نواهيه،‮ ‬والوقوف عند حدوده فما أجمل أن‮ ‬ينشأ الإنسان على الطاعة منذ نعومة أظفاره حتى تصير له خلقاً‮.. ‬يقول صلى الله عليه وسلم‮: ‬أثقل ما‮ ‬يوضع في‮ ‬الميزان‮ ‬يوم القيامة تقوى الله عز وجل وحسن الخلق‮.‬ وقوله صلى الله عليه وسلم‮ ‬واتبع السيئة الحسنة تمحها‮: ‬إشارة إلى أنه مهما كان الإنسان حريصا على تقوى الله عز وجل والاعتصام بحبله والاستمساك بما جاء به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم،‮ ‬فهو معرض لأن‮ ‬يجرفه تيار الهوى،‮ ‬ويتردى في‮ ‬بحور الرذيلة،‮ ‬ولقد كان من فضل الله‮ وهو الغني‮ ‬عن عباده‮ ‬أن فتح لهم أبواب القبول إذا عادوا إليه وذكروه فاستغفروا لذنوبهم،‮ ‬ولم‮ ‬يصروا على ما فعلوا،‮ ‬يرجون رحمته،‮ ‬ويخشون عذابه،‮ ‬ويطمعون في‮ ‬عفوه ومغفرته‮.‬ كان خلقه القرآن وقوله صلى الله عليه وسلم‮: ‬وخالق الناس بخلق حسن‮ ‬تنبيه إلى أن أهم الخصال التي‮ ‬ينبغي‮ ‬أن‮ ‬يتحلى بها الإنسان هي‮ (‬حسن الخلق‮) ‬فهو ركن عظيم من أركان التقوى،‮ ‬بل إن التقوى لا تتم إلا به،‮ ‬ولقد أفرده رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذكر لمزيد الحاجة إليه،‮ ‬ودفعا لما قد‮ ‬يتوهمه بعض الناس من أن التقوى هي‮ ‬القيام بحقوق الله فقط،‮ ‬وأن ذلك وحده كاف في‮ ‬الوفاء بحق التقوى على الإنسان،‮ ‬ومع العلم بأن التقوى كما تكون باتقاء سخط الله وغضبه،‮ ‬ تتجسد أيضاً في‮ ‬إحسان العلاقة بالناس وحسن معاملتهم،‮ ‬ومحاولة تطهير هذه العلاقة من جميع الشوائب‮.. ‬ورسول الله صلى الله عليه وسلم‮ ‬يحدد إطار سلوكه بأوامر الله في‮ ‬قوله تعالى‮: ‬خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين‮.. ‬ومن هنا‮ ‬يقول صلى الله عليه وسلم‮: ‬إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق‮‬،‮ ‬ويقول صلى الله عليه وسلم‮: ‬أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا‮.‬ ولقد جاءت توجيهات نبوية كريمة في‮ ‬الحض على كل خلق حسن،‮ وكانت سيرة النبي‮ ‬صلى الله عليه وسلم مثلاً حياً،‮ ‬وصفحة مشرقة وصورة رفيعة لمكارم الأخلاق،‮ ‬وحسبه صلوات الله عليه ما ذكرته عائشة رضي‮ ‬الله عنها لما سئلت عن خلقه،‮ ‬قالت‮: ‬كان خلقه القرآن‮‬،‮ ‬فقد تمثله صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً وسلوكاً وتطبيقاً،‮ ‬وكان بذلك خير أسوة لأمته في‮ ‬الاعتماد على العنصر الأخلاقي‮ ‬منهجا‮ ‬يستقر فيه الوجدان،‮ ‬وينبثق في‮ ‬المشاعر والسلوك،‮ ‬ويقوم عليه واقع المجتمع الإنساني‮ ‬الفاضل،‮ ‬وتكون أمة الإسلام به خير أمة أخرجت للناس‮.‬ تحذير من النفاق عالم السنة النبوية المعروف،‮ ‬د‮. ‬محمد الأحمدي‮ ‬أبو النور،‮ ‬عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر،‮ ‬يرفض هو الآخر كل أشكال العنف في‮ ‬الاحتجاج على الإساءات الغربية للإسلام ولرسول الإسلام،‮ ‬ويؤكد حاجة المسلمين اليوم إلى العمل بتوجيهات رسولهم الكريم،‮ ‬والالتزام بسنته،‮ ‬والاهتداء بهديه حتى تستقيم حياتهم العامة والخاصة،‮ ‬وتتحقق لهم الطمأنينة والسكينة التي‮ ‬يبحثون عنها،‮ ‬خاصة في‮ ‬هذا العصر الذي‮ ‬تعددت فيه صور الانحراف عن منهج الله،‮ ‬ويشعر الإنسان المسلم فيه بالحيرة والقلق والاضطراب،‮ ‬لفقدان القدوة والمثل الأعلى‮.‬ ويوضح د‮. ‬أبو النور أن توجيهات الرسول تحمل كل معاني‮ ‬الرقي‮ ‬الإنساني،‮ ‬فقد أرسى قواعد التعامل‮ ‬المثالي‮ ‬بين البشر،‮ ‬ومن مظاهر الرقى الأخلاقي‮ ‬في‮ ‬توجيهات رسول الله صلى الله عليه وسلم تحذيره عليه الصلاة والسلام من النفاق والمنافقين،‮ ‬حيث‮ ‬يقول في‮ ‬الحديث الصحيح‮: ‬آية المنافق ثلاث‮: ‬إذا حدث كذب،‮ ‬وإذا وعد أخلف،‮ ‬وإذا اؤتمن خان‮‬،‮ ‬وفي‮ ‬رواية‮ و‬إن صام وصلى وزعم أنه مسلم‮.‬ فهذا التوجيه النبوي‮ ‬الكريم‮ ‬يؤكد حرص الرسول الصادق الأمين على نشر الطهر والصفاء ومكارم الأخلاق،‮ ‬ولذلك شدد على التحذير من كل ما‮ ‬يتنافى مع الخلق الفاضل أو‮ ‬يسيء إلى الأفراد والمجتمعات،‮ ‬أو‮ ‬ينشر الضغائن بين الناس،‮ ‬أو‮ ‬يمزق عرى المودة ويفرق بين الأحبة،‮ ‬أو‮ ‬يوقد نار العداوة والبغضاء،‮ ‬وكان من بين ما حذرهم وخوفهم منه التورط في‮ ‬هذه الخصال التي‮ ‬جاءت في‮ ‬الحديث،‮ ‬والتي‮ ‬هي‮ ‬من سمات المنافقين،‮ ‬ومن أولى هذه الخصال الكذب‮.. ‬يقول صلى الله عليه وسلم‮: ‬إذا حدث كذب‮ ‬ذلك أن الصدق أهم ما‮ ‬يتميز به المؤمن،‮ ‬فهو‮ ‬يتحرى دائما أن‮ ‬يكون منطقه تعبيرا عما وقر في‮ ‬صدره،‮ ‬ودليلاً على ما انطوت عليه نفسه،‮ ‬لا‮ ‬يبالي‮ ‬في‮ ‬ذلك بما قد‮ ‬يصيبه‮. ‬والصدق أعظم دعامة في‮ ‬توثيق العلاقات بين أفراد المجتمع وإشاعة روح الحب والثقة بينهم‮.‬ وقوله صلى الله عليه وسلم‮: ‬وإذا وعد أخلف‮ ‬بيان لخلق سيئ لا‮ ‬يجوز أن‮ ‬يتصف به المسلم،‮ ‬فالعهود أو العقود أو الوعود هي‮ ‬مواثيق والتزامات مقدسة‮. ‬ وقوله صلى الله عليه وسلم‮: ‬وإذا اؤتمن خان‮ ‬تحذير شديد من خيانة الأمانة،‮ ‬فالأمانة من أجلّ‮ ‬الفضائل قدرا،‮ ‬وأكثرها فضلاً وشرفاً بل إنها من أخص صفات الأنبياء والمرسلين‮.‬ وينتهي‮ ‬د‮. ‬أبو النور إلى التأكيد على أن المسلمين اليوم في‮ ‬أمس الحاجة إلى القيم والأخلاق الإسلامية التي‮ ‬نشرها وأشاعها رسول الله صلى الله عليه وسلم،‮ ‬فهي‮ ‬تحميهم من كل الانحرافات الفكرية والسلوكية والجرائم المتنوعة التي‮ ‬اقتحمت حياتنا،‮ ‬وتنقذهم من الأزمات النفسية والمشكلات الصحية،‮ ‬فأخلاقيات الإسلام توفر للإنسان السعادة والرضا،‮ ‬وتزيل كل ما في‮ ‬نفسه من رواسب وأحقاد تجاه الآخرين،‮ ‬حتى ولو أساءوا إليه‮.. ‬كما أن هذه الأخلاقيات الفاضلة تحمي‮ ‬المجتمع من كل المصائب التي‮ ‬لحقت به،‮ ‬وتوفر لكل أفراده الأمن والاستقرار‮.‬

مشاركة :