كان لافتاً تحذير الجيش في بيلاروسيا، بشدة، المتظاهرين ضد حكم الرئيس ألكسندر لوكاشنكو، من التعرض للنصب التذكارية العائدة للحرب العالمية الثانية في الساحات الرئيسية في العاصمة مينسك، وهدد باستخدام القوة والتدخل بدلاً من الشرطة إذا ما تم إلحاق الأذى بهذه النصب. ولم يوضح بيان الجيش البيلاروسي مصدر التهديد بشكل دقيق، إلا أنه ذكر في بيانه فقرة جاء فيها: «نحن الجنود لن نسمح بتدنيس تلك المواقع. لا يمكن أن تكون هناك فاشية». وتشكلت عقيدة الجيش في بيلاروسيا من ميراث المقاومة السوفييتية والشعبية ضد الاحتلال النازي لبيلاروسيا وشرق بولندا. وتضم العاصمة مينسك عدداً كبيراً من النصب العائدة لضحايا الحرب العالمية الثانية. ومصطلح «الفاشية»، بصيغتها الدعائية الحالية، نعت سياسي سلبي رائج، خصوصاً في روسيا ودول أوروبا الشرقية، ضد الخصوم السياسيين من ذوي الميول المعادية لليسار والاشتراكية. ولم تنقل وسائل الإعلام عن شعارات من هذا النوع ضد لوكاشنكو، غير أن الرئيس الذي فاز بنسبة عالية وسط اتهامات بالتزوير، يلقي باللوم على الغرب وحلف الناتو في تحريك الاحتجاجات ضده. واليوم، احتشد عشرات الآلاف من المحتجين في شوارع مينسك، في أكبر تحد حتى الآن لحكم لوكاشنكو المستمر منذ 26 عاماً، كما تمثل اختباراً لمدى ولاء قواته الأمنية. وأظهرت مقاطع مصورة الشوارع وقد اكتست باللونين الأحمر والأبيض مع طوفان من المتظاهرين يرفعون الأعلام التي ترمز لمعارضتهم للرئيس لوكاشنكو، ويطالبون بتنحيه وإجراء انتخابات جديدة. وقال شاهد من رويترز، إن المتظاهرين نظموا مسيرة نحو نصب تذكاري تطوقه سلسلة من أفراد قوات الأمن يرتدون ملابس الجيش. وقالت وزارة الدفاع، إن النصب التذكارية وخاصة نصب ضحايا الحرب العالمية الثانية مواقع مقدسة يجب عدم تدنيسها. ورغم موجة قمع عنيفة للاحتجاجات في الأيام التي تلت الانتخابات الرئاسية، واصل البيلاروسيون تعبئتهم بأعداد كبيرة للمشاركة في تظاهرات لا تُحصى وسلاسل بشرية سلمية. لكن الرئيس البيلاروسي بقي صامداً ولم يتحدث سوى عن خطة إصلاح دستوري مبهمة للخروج من الأزمة السياسية. وتمكن حتى الآن من الاعتماد على ولاء القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية، على الرغم من تسجيل انشقاقات في وسائل الإعلام والمؤسسات الحكومية. وانتهز الرئيس فرصة تفقّده وحدات عسكرية منتشرة في غرودنو في غرب البلاد قرب الحدود مع بولندا السبت ليندد بالاحتجاجات الأخيرة متّهماً القيّمين عليها بتلقي الدعم من دول غربية. ونفى حلف الناتو نشر أي «تعزيزات» عند الحدود مع بيلاروس، مؤكداً أن المزاعم في هذا الإطار «لا أساس لها». تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :