في خضم التوتّر بين واشنطن وبكين، برزت عدة إشارات تظهر دخول الصين في مشروع تطوير قاذفة استراتيجية تبدو كنسخة طبق الأصل عن القاذفتين الأمريكيتين «بي 2 سبيريت» و«بي 21»، وسط مخاوف من احتمال استخدامها في ضرب أو تهديد مصالح أمريكية. وكشف موقع «ناشيونال إنترست» الأمريكي عن أنّ الجيش الصيني يطوّر طرازين من القاذفات الاستراتيجية يشبه أحدهما في مجسمه القاذفة الأمريكية «بي 2 سبيريت»، استناداً لتقرير أصدرته وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية. ويمضي الموقع إلى القول، إنّ تفاصيل متزايدة بدأت تظهر بشأن القاذفة الصينية «جي إتش إكس إكس» مثل أنها تطير لمسافات بعيدة، فضلاً عن امتلاكها أسلحة داخلية وليس مثل بقية المقاتلات التي تضع الصواريخ خارج جسمها، إلى جانب أجهزة تقنية مضادة للرادارات وأخرى للاستشعار عن بعد. وتعتبر المخابرات الأمريكية هذه الطائرة الحربية نظير القاذفة الأمريكية «بي 2 سبيريت»، فيما تعتقد أنّ الطائرة الحربية لا تزال في مرحلة التصنيع. وفيما تتطرّق الصين علناً إلى أمر تصنيع هذه القاذفة، إلا أنّ إشارة صغيرة صدرت عنها في هذا الاتجاه، إذ نشرت مجلة الدفاع الصينية «المعرفة الفضائية» صورة للطائرة الحربية قبل عامين. وأشار موقع «ناشيونال إنترست» إلى أنّ الصورة لفتت الانتباه الغربي نحو الأمر، مضيفاً: «إذا كان الأمر صحيحاً، فهذا يعني أنّ الطائرة فائقة السرعة، أسرع من سرعة الصوت، وفائقة أيضاً في المناورة ومزودة بأسلحة داخلية». وعلى الرغم من أن التخفي أولوية قصوى لدى الطائرة الصينية «إتش- 20»، فإن مصممي القاذفة «جي إتش- إكس إكس» يسعون إلى الموازنة بين تخفي أقل مقابل مزايا أفضل في السرعة والقتال، لذلك سيتم تحمليها بصواريخ مضادة للطائرات، لاسيّما مع وجود صاروخ صيني طويل المدى مضاد الطائرات من طراز «بي إلس- 15». وتوقعت مصادر عسكرية أمريكية أن تجارب القاذفة الصينية على مدى 2000 كيلومتر، وهي بذلك أقل تواضعاً مقارنة بالقاذفة الأمريكية التي تحارب على مدى 5 آلاف كيلومتر. وأضافت أنه من شبه المؤكد أنها ليست في نفس الوزن أو فئة الحمولة. وقال «ناشيونال إنترست» إن الصين قد تستخدم القاذفة كمطارد بعيد المدى للطائرات الأمريكية، والسفن وحاملات الطائرات الأمريكية سواء القريبة من الصين أو تلك التي في المحيط الهادئ. وأضاف أنّ القاذفة الصينية الجديدة، إن رأت النور، ستؤدي دوراً واضحاً في استراتيجية بكين بالمحيط الهادئ، إذ إنها تعزز قبضة بكين على سلسلة الجزر الأولى قبالة الساحل الشرقي للصين وتشكّل رادعاً لأي قوة خارجية تسعى للتدخل في حال حدوث غزو صيني لتايوان. ولا يستبعد أن تكون الطائرة الحربية اليد الضاربة لبكين في التنافس على السلسلة الثانية من الجزر، الأكثر بُعداً عن البر الصيني، عبر تهديد قاعدة «غوام» الأمريكية في المحيط الهادئ. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :