كرر رئيس الحكومة تمام سلام خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء، أمس، المطالبة بضرورة انتخاب رئيس في أقرب وقت من أجل استكمال تكوين السلطة باعتبار أن الاستمرار في الشغور يجعل البلاد جسماً من دون رأس، فيما تم تأجيل عقد جلسة جديدة للحكومة إلى يوم الثلاثاء المقبل، لإجراء مزيد من المشاورات بعدما اصبح استحقاق التعيينات أمراً داهماً. وأشار وزير الإعلام رمزي جريج خلال تلاوته مقررات الجلسة، إلى أن سلام قدّم باسمه وباسم الحكومة الاعتذار للشعب على المشهد الذي يراه في الشارع اللبناني (تكدس النفايات)، وعن المشهد الذي حصل في الجلسة السابقة (العراك الكلامي بينه وبين الوزير جبران باسيل بالتزامن مع تظاهرة للتيار الوطني الحر في الشارع)، معتبراً انها صفحة وطويت، متمنياً أن يتمكن مجلس الوزراء من متابعة عمله، وان يترك له تسيير أمور البلاد ولاسيما أن هناك أموراً ملحة على الصعيد الاقتصادي والمالي والمعيشي لا تحتمل التأجيل، وعلى مجلس الوزراء التصدي لها. وأوضح ان البعض تناول ملفي النفايات الصلبة والاستحقاقات المالية وجرت مناقشة مستفيضة لهذين الملفين ثم رفعت الجلسة بعد تحديد جلسة الثلاثاء المقبل. وعقدت جلسة الحكومة أمس وسط إجراءات أمنية مشددة وفي ظل استمرار الخلافات حول آلية عمل الحكومة، إنما حلّ ملف النفايات كضيف ثقيل من خارج جدول الأعمال، لاسيما وأن النفايات ملأت شوارع العاصمة وضواحيها وبعض مناطق الجبل، في ظل عجز عن إيجاد الحلول والمعالجات، لكن النقاش كان هادئاً وسلام كان منفتحاً على كل الصيغ حول آلية العمل شرط عدم تعطيل عمل المجلس. وقد خصص القسم الأكبر من الجلسة لعرض آلية العمل الحكومي، انتقل بعدها المجتمعون إلى بحث موضوع النفايات حيث عرض وزير البيئة محمد المشنوق مقاربته للحلول وجرى النقاش فيها على ان يستكمل ذلك يوم الثلاثاء المقبل في جلسة استثنائية ولترك المجال للاتصالات السياسية من أجل إيجاد المخرج المناسب لهذه الأزمة. وترتبط الأزمة الحكومية أساساً بالتعيينات الأمنية وان كان عنوانها الآلية الحكومية، خاصة وان رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون مدعوما من حلفائه في قوى 8 آذار لا يزال يطالب بتعيين قادة جدد للأجهزة الأمنية ويرفض فكرة التمديد لهم في مناصبهم عبر تأجيل تسريحهم، وخصوصاً منصب قيادة الجيش التي يطالب عون بمنحها لقائد فوج المغاوير العميد شامل روكز وهو زوج ابنته، علماً بأن استحقاق التعيينات أصبح قريباً جداً وهو ينطلق منذ بداية شهر أغسطس/آب المقبل، ووزير الدفاع سمير مقبل يجري اتصالات سياسية مع جميع القيادات الوطنية للتوصل إلى حل مناسب في قضية تعيين الضباط المقسمين في مناصبهم طائفياً. أمنياً، ألقت مخابرات الجيش اللبناني القبض أمس على سوري متهم بقضايا إرهابية والمشتبه في ارتباطه مع مجموعات مسلحة في منطقة داوود العلي في إقليم الخروب جنوبي بيروت. وأوقف الجيش عددا من السوريين بعد عملية دهم لأحد المباني الذي يسكنون فيه في بلدة الدوسة في عكار شمالي لبنان. كما داهم الجيش محلاً في دير عمار في الضنية في الشمال وأوقف احد المطلوبين.
مشاركة :