أعلن تطبيق "تيك توك" للتسجيلات المصورة القصيرة أمس أنه سيتقدم بشكوى أمام المحكمة ضد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للطعن بممارستها ضد الخدمة، التي تملكها شركة صينية تقول واشنطن إنها تشكل تهديدا لأمنها القومي، وفقا لـ"الفرنسية". وفي وقت يتصاعد التوتر بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، وقع ترمب في السادس من آب (أغسطس) مرسوما تنفيذيا يمهل الأمريكيين 45 يوما لوقف التعامل مع شركة "بايتدانس" الصينية المالكة لتطبيق "تيك توك"، ضمن مساعي واشنطن إلى إبعاد الصين عن اقتصاد المعلومات، وهذا هو المرسوم الذي تعتزم الشركة الطعن به أمام القضاء. وقال "تيك توك" في بيان "من أجل ضمان عدم تقويض سيادة القانون وتلقي شركتنا وزبائننا معاملة عادلة، لا خيار أمامنا سوى الطعن في المرسوم التنفيذي من خلال النظام القضائي". وتابع البيان "على الرغم من أننا نختلف بشدة مع مخاوف الإدارة، سعينا بحسن نية منذ نحو عام لتقديم حل بناء، وما واجهناه بدلا من ذلك هو نقص للإجراءات القانونية، إذ لم تهتم إدارة ترمب بالحقائق وحاولت إقحام نفسها في مفاوضات بين شركات خاصة". وأوضحت "بايتدانس" في بيان منفصل أن الدعوى ستقام غدا، وتتضمن مقاطع الفيديو القصيرة، التي تنشر على "تيك توك" كل المواضيع الخفيفة بدءا من روتين الرقص ودروس صبغ الشعر إلى النكات حول الحياة اليومية والسياسة. وقد تم تنزيله 175 مليون مرة في الولايات المتحدة وأكثر من مليار مرة حول العالم. ويتهم ترمب تطبيق "تيك توك" بأنه يتيح للصين تعقب الموظفين الفيدراليين وإعداد ملفات لأشخاص بغرض ابتزازهم والتجسس على شركات. ونفى التطبيق مرارا الاتهامات الموجهة إليه بأنه يشكل تهديدا للأمن القومي، كما وصفت بكين ملاحقات ترمب بأنها استغلال سياسي. وفي وقت سابق هذا الأسبوع، أعلنت الشركة الصينية أن تطبيق "تيك توك" لم يزود يوما الحكومة الصينية ببيانات أي مستخدم أمريكي. وتأتي هذه الإجراءات الأمريكية قبل انتخابات الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، إذ يقوم ترمب الذي يتقدم عليه منافسه جو بايدن في استطلاعات الرأي، بحملة قوية ليظهر أنه مناهض لبكين، إذ يتخذ ترمب موقفا تصادميا بشكل متزايد مع الصين، متحديا إياها على الجبهات التجارية والعسكرية والاقتصادية. وأشار ميلتون مولر وهو أستاذ تكنولوجيا في جورجيا ومؤسس مشروع "إنترنت جوفرننس بروجكت" في وقت سابق إلى أن هذه الخطوة هي "محاولة لتفكيك الإنترنت ومجتمع المعلومات العالمي على طول الخطوط الأمريكية والصينية، وإبعاد الصين عن اقتصاد المعلومات". وبعد وقت قصير من إعلان ترمب الإجراءات، التي سيتخذها ضد "تيك توك" هذا الشهر، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الرئيسة التنفيذية لهونج كونج كاري لام بسبب التضييق الأمني الصيني بعد التظاهرات المؤيدة للديمقراطية العام الماضي. ومن الشركات الأمريكية الأكثر ترجيحا للاستحواذ على "تيك توك"، "مايكروسوفت" و"أوراكل"، إذ أفادت وسائل إعلام أن شركة "أوراكل" التي جمع رئيسها لاري إليسون الملايين للحملة الانتخابية لترمب، تدرس عرضا للاستحواذ على عمليات "تيك توك" في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا. كما أن إدارة ترمب منحت أيضا "بايتدانس" مهلة 90 يوما للتخلي عن "تيك توك" قبل حظر التطبيق في الولايات المتحدة. وقال محللون في وقت سابق إن الإجراءات تبتعد عن المثل الأمريكية، التي روج لها منذ فترة طويلة بشأن شبكة إنترنت عالمية مفتوحة.
مشاركة :