رحيل” الضحوي صاحب” أشهر وأقدم مقهى شعبي بصبيا

  • 8/23/2020
  • 23:20
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ودع أهالي محافظة صبيا اليوم العم احمد الضحوي صاحب أول وأقدم مقهى شعبي بصبيا والذي وفاه الأجل عن عمر ناهز التسعين عاماً بعد رحلة كفاح من أجل تأمين لقمة العيش  ‏‏‎على امتداد أكثر من ثمانين عاما حفر مقهى العم “أحمد حسن الضحوي رحمه الله” في صبيا موقعاً أثيرا  في ذاكرة الأهالي؛ من خلال إعداد الشاي بطريقة شعبية تجتذب إليها العديد من أهالي المحافظة ومن خارجها؛ لتذوق نكهة الشاي المميزة.وعلى الرغم من معاناته المزمنة من آلام الظهر مع التقدم في السن حتى احدودب ظهره إلا أن “الضحوي” واصل كفاحه الشريف في تأمين لقمة العيش، ولم يخلد للراحة ولم يطلب التقاعد بعد، فنفسه لا تتخيل بعدا عن المقهى الذى عشقه، وارتبط به منذ ثمانين عاما.حتى وافاه الأجل العم ضحوي (في العقد التاسع من عمره) : بدأ العمل في سن السادسة من عمره . كان يبيع الماء في سوق الخوبة ويروي إبنه عبدالرحمن قصتة قائلاً في سوق الخوبة،شاهد ذات مرة شخصا يبيع الشاي للمتسوقين هناك، فحدثته نفسه بأن يغير نشاطه من بيع الماء إلى إعداد الشاي وبيعه.وأضاف: بالفعل شرع في هذا العمل الجديد، حيث قام بشراء إبريق شاي كبير وموقد شعبي “الطباخة”، وكان يعد الشاي على الجمر؛ لأنه وقتها لم يعرف الغاز وكان يبيع الكوب الواحد بقرش ونصف.ويواصل “عبدالرحمن” سرد الذكريات: بعد ذلك انتقل للعيش في صبيا والتي كانت معروفة بتجارتها وبسوقها الأسبوعي الذي يُعقد جنوب المحافظة كل ثلاثاء آنذاك، وفتح مقهى صغيرا في السوق كان مشيدا من القش والطين، ومارس فيه بيع الشاي والقهوة، مستدركا لحظات صعبة، لكن حريقاً اندلع في السوق وأتى على كل شيء ومن بينها المقهى الصغير، وبعد مرور عام وبمساعدة أناس طيبين من أهل صبيا استعادبناء المقهى من جديد، وتوافد إليه الزبائن من داخل صبيا وخارجها لاسيما أيام السوق الأسبوعي الذي تشتهر به المحافظة وقال : الله يرعى إبراهيم مصامص إن كان حيًا ويغفر له إن كان ميتًا فقد كان والدي مستأجرًا منه ومن أولاده حفظهم الله وإيجاره بسيط جدًا ويتعاملون معه بكل تقدير واحترام . وكان أولاده عبده ومحمد ومهدي رجال مواقف وأدب وأخلاق‏‎وعن سر مهنته ونجاحه في إعداد هذا الشاي ذي النكهة الخاصة والمميزة يقول: لا توجد أسرار فهو يجهز الشاي لزبائنه بإخلاص وتفان، حريص على طبخه جيداً، وإضافة النكهات الخاصة التي تميزه كالشمطري والنعناع والشاي المعطر، بالإضافة إلى القهوة وتقديم المرطبات.‏‎وعن سبب إصراره على هذه المهنة على الرغم من تقدمه في العمر يقول “عبدالرحمن”: هذا المقهى ساهم بفضل الله في زواجه واستقراره وكون أسرة وأنجب بحمد الله 9 من الأبناء ورزق بالأحفاد واستطاع تعليمهم وتوفير العيش الكريم لهم من خلال مدخوله اليومي البسيط الذي يترواح من 30 – 50 ريالاً تقريباً ولله الحمدوأضاف عبدالرحمن ” الضحوي ” صاحب أشهر مقهى شعبي يقدم الشاي الساخن بنكهة طبيعية من ساعات الفجر الأولى مرورًا بوقت الضحى حتى ولوج غسق الدجى… يبدأ المتسوقون بارتياد “قهوة الضحوي” ثم يتوافد إليها الموظفون والمتقاعدون وفي الظهيرة يأتي كبار السن لتناول كوب الشاي الساخن ثم يحين وقت العصر ليبدأ الرياضيون رحلتهم لملاعب الأودية من قهوة الضحوي ثم يعودون بعد المغرب لتناول وجبة خفيفة مع الشاي الضحوي… أكثر من نصف قرن قضاها العم ضحوي في هذا المقهى الشعبي والذي كان “عشةً” صغيرة ثم صنادق خشبية وتطور مع مرور السنوات ليصبح من المباني الحديثة بالبلك الخرساني على طريقة البناء الشعبي وتنتشر بين جنباته “القُعُد والشباري” وهي نوع من أنواع الكراسي الشعبية التي اشتهرت بها منطقة جازان منذ الأزلويضيف عبدالرحمن– كان الزبائن من أنحاء صبيا وقراها حتى أن بعض الزبائن يسألون عن قهوة والدي من الرياض ويأتون لزيارة القهوة ويخبروني بذلك… والحمدلله فقد اكتسب والدي شهرة كبيرة بين الناس عبر هذه القهوة. لم يكن والدي يهتم بالمكاسب المالية بقدر بحثه عن رضا الله والقناعة بالقليل ويهمه أن يشرب الناس فقيرهم قبل الغني فيهم وبالنسبة له عادي فالخسارة ليست خسارة المال فما عنده وعند الناس يذهب ويبقى ماعند الله فقط.وأشار والدي –يبحث عن البركة فما ذهب لك وماجاء لك وقد كان الناس يأتون للقهوة من كل مكان وهذا مايعنيه فقط بعيدًا عن مكاسب المال فقد كسبت حب الناس وهذا فضل وتوفيق من الله… واردف عبدالرحمن : لقد عملت كثيرًا مع والدي رحمه الله وأفخر بتواجدي معه وبمهنته التي ساهمت بعد فضل الله في كسبه الحلال والإنفاق علينا أسرة الضحوي.

مشاركة :