التدخلات الخارجية تهدد الأمن القومي العربي

  • 8/24/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بات الأمن القومي العربي اليوم مهددًا أكثر من أي وقت مضى بسبب التدخلات الأجنبية المباشرة في شؤون منطقتنا ومحاولات زعزعة أمنها وضرب استقرار مجمعاتها  ووحدة شعوبها بهدف فرض الهيمنة والوصاية على الدول العربية كافة وبدون استثناء والاستيلاء على مقدراتها ومكتسباتها في تحد صارخ لكل الأعراف والقوانين الدولية المتعارف عليها. اليوم تنظم تركيا الأردوغانية وبشكل سافر الى جارتها ايران لتمثلان أكبر تهديد للأمن القومي العربي من خلال نواياهما الخبيثة وتدخلاتهما العلنية ودعمهما بالمال والسلاح للمرتزقة والجماعات والمليشيات الإرهابية لنشر الفرقة والفوضى وتحقيق أطماعها وأجندتها التوسعية الشريرة. بعد غزوها العسكري لليبيا وتدخلاتها السافرة في شمال سوريا والعراق واستمرارًا لتجاوزاتها، تأتي تصريحات وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ضد الشقيقة دولة الإمارات العربية المتحدة الأسبوع الماضي التي أقل ما يمكن وصفها بأنها استفزازية وتجاوز صريح للأعراف الدبلوماسية والمواثيق الدولية، وتهديد مباشر لأمن دولة عربية وانتهاك صارخ لمبادئ الأمم المتحدة واحترام سيادة الدول. كيف يمكن تفسير هذا الموقف العدائي ضد دولة عربية ناجحة بكل المقاييس وتحقق إنجازات داخلية هائلة وفي فترات قياسية بفضل السياسة الحكيمة لقادتها وتقف دائما الى جانب شقيقاتها وتدعمها في كافة المجالات، إضافة الى دورها البناء والإيجابي على المستوى الدولي. الحقيقة هي أنه لا يخفى على أحد ما تعانيه تركيا حاليًا من أزمات داخلية وخارجية متصاعدة اضافة الى  خسائرها وأعباء تدخلاتها العسكرية في الدول العربية والتي أدت الى بروز أزمة سياسية واستياء شعبي ضد الحزب الحاكم الذي  يحاول الخروج من المأزق الذي وصل اليه من خلال تصدير أزماته الى الخارج وتحقيق مكاسب على حساب مقدرات الشعوب العربية، اضافة الى تحقيق الحلم التركي الذي يسعى الى إحياء الأطماع العثمانية في المنطقة.                                                                                                وقد لاقت هذه التهديدات رفضًا عربيًا واسعًا على اعتبار أنها تمس أمن وسيادة دولة شقيقة وتشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي، وقد جاء موقف المملكة المتضامن مع دولة الإمارات ليؤكد حرصها على الوقوف مع أشقائها وأن المساس بأمنها واستقرارها مساس بأمن المملكة وجميع دول مجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربية. المطلوب في ظل هذه الظروف والتحديات الخطيرة إجماع عربي وموقف موحد وحاسم تجاه هذه التدخلات السافرة وما تحاك من مؤامرات ضد أمن واستقرار الأمة العربية من خلال ردع القوى الأجنبية واتخاذ إجراءات صارمة تشمل كافة الأصعدة العسكرية والسياسية والاقتصادية، إذ إن الأطماع حقيقية وخطيرة على حاضر ومستقبلنا جميعًا.

مشاركة :