%25 ارتفاعا حققها معدن النحاس في الأشهر الثلاثة الماضية، و8 % خلال هذا العام، ما يجعله أحد أفضل الأصول الرئيسية أداء خلال تلك الفترة«يبدو أن الطلب على المعادن يتحسن في ظل الانتعاش في التصنيع العالمي»..المستشار السوقي إدوارد مير ارتفع النحاس فوق 3 دولارات للرطل للمرة الأولى منذ أكثر من عامين، يوم الأربعاء الماضي، مواصلًا الارتفاع الأخير، ومدفوعًا بالطلب الصيني المستمر، واضطرابات الإمدادات العالمية.واكتسبت العقود الآجلة للنحاس الأكثر تداولًا، والتي سيتم تسليمها في سبتمبر، 1.6٪ زيادة في سعرها لتصل إلى 3.0230 دولار للرطل، وهي المرة الأولى التي تتجاوز فيها العقود الآجلة للنحاس مستوى الـ3 دولارات منذ يونيو 2018.ويعتقد العديد من المحللين أن سعر رطل النحاس البالغ 3 دولارات سيحفز أصحاب المناجم على الاستمرار في مشاريع طويلة الأجل لاستخراج المعادن.وكانت ندرة الاستثمار في المناجم الجديدة سببها انخفاض الأسعار في السنوات الأخيرة؛ لذا يشعر بعض المحللين الآن بالتفاؤل حول مستقبل المعدن الصناعي، الذي يستخدم لتصنيع كل شيء بداية من الهواتف الذكية وحتى المنازل.وترتبط الأسعار ارتباطًا وثيقًا بالنشاط في الصين، والتي تمثل ما يقرب من نصف استهلاك العالم من النحاس. لذا تعثر المعدن الصناعي في وقت مبكر من العام الحالي عندما أغلق فيروس كورونا الاقتصاد الصيني، لكنه انتعش مؤخرًا مع تسارع نشاط التصنيع مجددًا في البلاد. في الوقت نفسه، فإن الطلب على سلع أساسية أخرى مثل النفط يضعف الآن؛ لأن الوباء يؤثر بالسلب على النمو في الولايات المتحدة وأوروبا.وقال إدوارد مير Edward Meir، وهو مستشار سوقي يركز على قطاع المعادن في شركة الوساطة إيد آند أف كابيتال ماركتس ED&F Man Capital Markets، في مذكرة حديثة: «يبدو أن الطلب على المعادن يتحسن في ظل الانتعاش في التصنيع العالمي».وبعد المكاسب التي حققها النحاس، يوم الأربعاء الماضي، يكون المعدن الصناعي قد ارتفع حتى الآن بنحو 8٪ لهذا العام، وحوالي 25٪ في الأشهر الثلاثة الماضية فقط؛ مما يجعله أحد أفضل الأصول الرئيسية أداءً خلال تلك الفترة.وجاء التقدم، يوم الأربعاء، بعد أن أظهرت الأرقام الأخيرة انخفاضًا في إنتاج النحاس الصيني في يوليو، وبعد أن قالت شركة التعدين العملاقة ريو تينتو Rio Tinto PLC إن مصهرًا في منجم في ولاية يوتا يواجه مشكلات بعد الصيانة. وأوضحت الشركة أنها تتوقع أن يعمل المصهر بشكل طبيعي في غضون شهرين، لكنها خفضت تقديراتها لإنتاج النحاس في عام 2020 نتيجة لذلك.أيضًا، أدت اضطرابات الإمدادات في جميع أنحاء العالم بسبب فيروس كورونا والنزاعات العمالية، خاصة في بلدان مثل تشيلي، إلى تعزيز ارتفاعات النحاس الأخيرة.مع ذلك، يشعر بعض المحللين بالقلق من أن الارتفاع الأخير كان مبالغًا فيه، حيث حاول بعض التجار الاستفادة من الزخم الذي شهده النحاس، لمجرد أن سعر المعدن الصناعي ارتفع مؤخرًا. وامتد هذا الاتجاه إلى الأسهم والسلع الأخرى، حيث يخشى المستثمرون من أن الأصول الاستثمارية قد تنخفض إذا تغيّرت ظروف التداول.ومن السلع التي شهدت حركة كبيرة، يوم الأربعاء أيضًا، كانت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي لتسليم سبتمبر، والتي تأرجحت بين تحقيق مكاسب صغيرة أو خسائر وأغلقت على ارتفاع قدره 0.1٪ لتقف عند حد الـ42.93 دولار للبرميل.وجاءت هذه الحركة السوقية بعد أن أظهرت بيانات حكومية أمريكية انخفاض مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة للأسبوع الرابع على التوالي خلال الأسبوع المنتهي في 14 أغسطس. ومع ذلك، تسبب استهلاك الوقود الضعيف في فتور أرقام النفط الخام، وبقائه عالقًا في نطاق التداول الضعيف عند أعلى مستوى يحققه منذ أوائل مارس.وفي سوق المعادن النفيسة، تراجعت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر وهي الأكثر تداولًا بنسبة 2.1٪ لتصل إلى 1.970.30 دولار للأونصة، مما تسبب في استمرار التقلبات التي شهدها السوق مؤخرًا. وسجلت أسعار المعدن الأصفر، الذي يشكل ملاذًا آمنًا للمستثمرين، مستوى قياسيًا بوصولها لـ2070 دولارًا للأونصة في وقت سابق من هذا الشهر، ولكنها تأرجحت بشدة مع شعور المستثمرين بالشك في أن التعافي الاقتصادي الأقوى من المتوقع قد يضر بالطلب على الذهب.
مشاركة :