يعيش الفتح حالة من الفوضى والانفلات من بعض لاعبيه، وتحديدا في المباريات الأخيرة الحساسة والمهمة التي تتطلب التركيز، وهذا أدى إلى فقدان العديد من النقاط التي كانت في متناوله، ما جعل الفريق يعيش وضعا صعبا بالمحاصرة في دوامة الهبوط نتيجة عدم قدرة الإدارة على معالجة الخلل ومحاسبة اللاعبين عن حالة الاستهتار التي أظهرها بعض اللاعبين. في مباراة الهلال أهدر اللاعب المحترف مروان سعدان ركلة جزاء بطريقة غريبة وفي وقت حرج كانت كفيلة بكسب النقاط الثلاث لو أحسن التعامل معها، ومن ثم التقدم خطوة عن المراكز المتأخرة، لكن فلسفة اللاعب ورغبته في توجيه أنظار المتابعين والمشاهدين له وراء إهداره للنقاط لعدم جديته في التعامل مع الموقف الذي يتطلب التركيز في مثل هذا الحدث، العتب والنقد ليس لإضاعته لركلة الجزاء فمعظم لاعبي العالم أهدروا ركلات جزاء لكن الطريقة والفلسفة التي نفذ فيها الركلة وراء الغضب الذي كان عليه جمهور الفتح بعد المباراة، وبدلا من معالجة الخلل والسعي للتغير للأفضل واصل سعدان سقوطه ولا مبالاته بالحصول على البطاقة الحمراء في المقابلة التي تلتها أمام أبها والتي كادت أن تكلف الفريق الثلاث نقاط. الأمور لم تنته عند هذا الحد ليمارس قائد الفريق الخبير محمد الفهيد نفس الرعونة والتهور الذي مارسه سعدان لكن في مباراة أخرى أمام الاتفاق بالحصول على البطاقة الحمراء في وقت مبكر من المباراة وهو ما تسبب في انكفاء الفريق للخلف طيلة المباراة رغم حاجة الفريق للفوز مع التقارب النقطي لفرق المؤخرة. السؤال هنا من المسؤول عن حالة اللامبالاة التي أصبح عليها اللاعبون، هل هو الجهاز الفني أم الإداري، بالتأكيد إن منظومة العمل جماعية فكلاهما شريكان ويتحملان ما يحدث، فالإدارة أخفقت في وضع جهاز إداري متمكن وصاحب خبرة في مثل هذه المناسبات من خلال وضع لائحة عقوبات رادعة يمكنها أن تحد من الانفلات داخل الملعب والمحاسبة بعدم ترك الحبل على الغارب، لكن ما نراه عكس ذلك فالجهاز الإداري فقد هيبته نتيجة عدم القدرة على السيطرة على اللاعبين سواء من خلال الاجتماع وتوجيه الإنذارات وتنفيذ العقوبات بالحسم من الرواتب والمكافآت. ما يحدث داخل الفريق يؤكد الضعف الواضح أيضا في الجهاز الفني بعدم ممارسة صلاحياته بإبعاد من تتكرر أخطاؤه من التشكيلة الأساسية، وبالتالي الطرفان يتحملان نفس النسبة لعدم ممارسة مهامهما وأدوارهما الإدارية والفنية، وبالتالي أصبح انفلات اللاعبين أكبر وأكثر جراءة، فبدلا من أن تحضر الروح والرغبة التي كانت تميز اللاعبين في السنوات الماضية، حضرت البطاقات الحمراء والخروج عن النص، الفتحاويون يأملون تغيير طريقة تعامل الجهاز الفني والإداري مع اللاعبين من أجل التركيز والانضباط في المواجهات المقبلة لرفع جودة الأداء وتحسين النتائج للبقاء في الدوري بدلا من الهبوط الذي أصبح هاجسا يطارد محبيه.
مشاركة :