عشرات آلاف المتظاهرين في بيلاروسيا ضد رئيس يرفض التخلي عن السلطة

  • 8/24/2020
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مينسك - (أ ف ب): تظاهر عشرات آلاف البيلاروسيين بعد ظهر أمس الأحد ضد الرئيس ألكسندر لوكاشنكو، مواصلين الضغط بعد أسبوعين من ولادة حركة احتجاج تاريخية تنديدًا بانتخابات رئاسية موضع نزاع. وهذا الأسبوع وعد رئيس الدولة، البالغ 65 عامًا والذي يتولى السلطة منذ 26 عامًا، بأنه «سيحل مشكلة» حركة الاحتجاج، التي يعتبر أنها ثمرة مؤامرة غربية، ووضع الجيش في حالة تأهب متهمًا حلف الأطلسي بالقيام بمناورات عند حدود بيلاروسيا. واحتشد أمس الأحد المتظاهرون الذين حملوا أعلامًا حمراء وبيضاء، هما لونا المعارضة، في ساحة الاستقلال والشوارع المحيطة بها، هاتفين بصوت واحد شعارات مثل «حرية!». وتحدثت وسائل إعلام وحسابات على تطبيق تلغرام مرتبطة بالمعارضة عن أكثر من مائة ألف متظاهر في العاصمة البيلاروسية للأحد الثاني على التوالي. وفي 16 أغسطس، نُظم تجمع هائل مقابل تعبئة أضعف من جانب مناصري الرئيس. وخرجت تظاهرات أمس الأحد في مدن أخرى وخصوصًا في موغيليف وغرودنو. وقال إيغور وهو متظاهر يبلغ 32 عاما «لا نريد سوى أمرين: إجراء انتخابات صادقة وإنهاء العنف». وتندد المعارضة بإعادة انتخاب لوكاشنكو في التاسع من أغسطس في انتخابات تقول إنها اتّسمت بعمليات تزوير، وكذلك القمع الوحشي للتظاهرات بعد الاقتراع.وسأل ايفغيني وهو متظاهر يبلغ 18 عامًا «إذا كان فعلاً فاز في الانتخابات (بـ80% من الأصوات) لماذا إذن يخرج هذا العدد من الناس إلى الشارع ضده؟». وأفاد صحفيون في وكالة فرانس برس بأن عناصر من شرطة مكافحة الشغب كانوا منتشرين بأعداد كبيرة الأحد، إلا أنهم لم يتدخلوا ضد هذا التجمّع غير المرخص له. لكن وزارة الدفاع حذّرت من أنه في حال وقعت اضطرابات بالقرب من النصب العائدة للحرب العالمية الثانية فإن المسؤولين عن ذلك «لن يكونوا في مواجهة الشرطة وإنما الجيش». وبعض هذه النصب، وخصوصًا في مينسك، كانت محاطة بأسلاك شائكة ويحرسها جنود مسلحون. من جهتها، قالت زعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا التي أعلنت نفسها فائزة في الانتخابات الرئاسية، «إنني فخورة بالمواطنين البيلاروسيين الآن، لأنهم مستعدون بعد 26 عاما من الخوف، للدفاع عن حقوقهم». وأضافت المعارضة التي لجأت إلى ليتوانيا المجاورة في مقابلة مع فرانس برس، «أدعوهم إلى مواصلة» الاحتجاجات. على الصعيد الدبلوماسي، اعتبر الاتحاد الأوروبي، الذي رفض الانتخابات الرئاسية ويعتزم فرض عقوبات على السلطة في بيلاروسيا، أنه لا يزال ضروريًا «التعامل» مع الرئيس البيلاروسي. وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الاتحاد الأوروبي «لا ينوي تحويل بيلاروسيا إلى أوكرانيا ثانية»، في إشارة إلى الخلاف مع روسيا بعد ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014. قبل الاستحقاق الرئاسي، اتهم الرئيس البيلاروسي روسيا بالعمل خفية لإسقاطه، ولكنه غير موقفه رأسا على عقب إثر الاحتجاجات معلنا عن دعم الكرملين لنضاله في وجه المحاولات الغربية لزعزعة الاستقرار.من جهته، حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأحد من «إثارة الاضطرابات من الخارج» ومن «سيناريو أوكراني» جديد، في إشارات إلى خصوم موسكو الغربيين.

مشاركة :