تذكير الإخوان بمزايا الألوان | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 7/24/2015
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

أَشَرتُ في مَقال يَوم أَمْس، أنَّ مِن عَادَاتي الجيّدة؛ تَقليب الكُتب التُّراثيّة؛ ذَات الطَّابع الشَّرعي، في بَعض أوقَات فَرَاغي، لنَبشها، وتَجديد العَهد بِهَا، وتَنشيط الذَّاكِرَة مِن مُحتوياتها.. واليَوم، أنَا بصَدد كِتَابٍ ثَمين في المَعْنَى، وقَليلٍ في المَبْنَى، ألا وهو كِتَاب: «الألوَان في القُرآن الكَريم»، للبَاحث «عبدالمنعم الهاشمي»..! في هَذا الكِتَاب، يُؤكِّد البَاحث عَلى أَهميّة اللون، حَيثُ يَقول: (اللّون -في حَدِّ ذَاته- آيَة مِن آيَات الله، ذَلك أنَّ اختلَاف الألوَان؛ يُعدُّ آيَة مِن آيَات الله -عَزّ وجَلّ-: «وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْض مُخْتَلِفًا أَلْوَانه إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَة لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ»، ومِن آيَاتهِ اختلَاف ألوَاننَا واختلَاف ألسنتنَا: «وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ». وفي ورود الألوَان المُختلفة في الزَّرع، تَذكير لأُولي الألبَاب مِن النَّاس، فكُلّ نَظرة في اختلَاف الألوَان والثِّمَار، تَفكُّر في خَلق الله -عَزّ وجَلّ- فهو -أي الزَّرع- أخضَر هَائج، استوَى عَلى سوقهِ أصفر، جَعله الله حطَامًا بَعد نُضرة وهيَاج يَسرُّ النَّاظرين: «مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ»)..! في هَذا الكِتَاب، عَرفتُ مَعنَى الألوَان، وأثرهَا في النَّفس، وتَأثيرها عَلى الشَّهيّة، وكُنتُ أسأل نَفسي دَائمًا: لِمَاذا يُطربني لون الاتّحاد؟ فوَجدتُ الإجابَة هُنَا، حَيثُ قَال «ابن عباس»: (الصُّفرة تَسرُّ النَّفس)..! أكثَر مِن ذَلك، كُنتُ دَائمًا أُصرُّ عَلى كِتَابة جُـدَّة -بضَمِّ الجِيم- وهَا هو كِتَاب «الألوَان في القُرآن الكَريم» يُؤيّدني، حَيثُ قَال المُؤلِّف في تَفسير الآيَة الكَريمة: «وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا»، (والجُدد جَمع جُدّة، وهي الطَّرائِق المُختلفة الألوَان، وإنْ كَان الجَميع حَجرًا وتُرابًا، وفِيها طَرائِق تُخالف لون الجَبَل)..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أنْ نَقول: مَا أجمَل الألوَان، ومَا أحلَى دِرَاستها، والتَّفكُّر في تَأثيرَاتها..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :