يستمرّ الزخم الإيجابي في قطاع السلع الرئيسية حتى الآن في أغسطس، مع ارتفاع تداولات مؤشر بلومبرج للسلع الرئيسية للشهر الرابع على التوالي. وفي أعقاب الانهيار الناجم عن تفشّي «كوفيد-19» خلال الربع الأول من العام، يبقى الأداء في المنطقة الحمراء منذ عام وحتى اليوم بنسبة 11 في المئة. وكانت الطاقة والمعادن الصناعية الدافع الأبرز لعجلة المكاسب الواسعة التي شهدها القطاع هذا الشهر. وحسب تقرير صادر عن «ساكسو بنك»، ما زال خطر ارتفاع التضخم وضعف الدولار من أبرز المواضيع الداعمة التي تواصل استقطاب الانتباه، وحققت عوائد السندات ارتفاعاً طفيفاً بفضل البيانات الأميركية المحسّنة في وقت سابق من هذا الشهر، والمنهجية الباردة للتحكم بمنحنى العائدات الذي تمت الإشارة إليه في محضر الاجتماع الأخير للجنة الفدرالية للأسواق المفتوحة. ودفع ذلك نحو تحفيز عمليات جني الأرباح في الذهب الذي دخل مرحلة التحصين بعد ارتفاع أسعاره في يوليو بنسبة 8.5 في المئة، ويوضّح ذلك سبب وجوده في أسفل الجدول، بينما نجحت الفضة- في المركز الثالث- بالبناء على ارتفاعها بنسبة 30 في المئة الشهر الماضي. وشهد النفط الخام تداولات جانبية منذ يونيو؛ وخلال هذا الوقت، دخل كل من خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت في صراع للاستجابة للبيانات الاقتصادية وأخبار محددة من سوق النفط، وبينما استحسن البعض أخبار الاستقرار الذي حلّ بعد قرار مجموعة «أوبك بلس» زيادة إنتاجها، أعرب آخرون عن قلقهم من عجز أسعار النفط الخام على الارتفاع استجابة للضعف الأخير في أسعار الدولار، والقوة المستمرة لأسواق الأسهم. كما شهدت أسواق النفط محدودة النطاق انتعاش أسهم شركات الطاقة الأميركية ذات رأس المال الضخم، حيث تفوق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 للصناديق المتداولة في البورصة (SPY:arcx) على مؤشر صناديق قطاع اختيار الطاقة SPDR ETF (XLE:arcx) بنسبة تجاوزت 15 في المئة منذ مطلع يونيو، عندما بدأ الارتفاع المذهل لأسعار خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت من أدنى مستوياتها في أبريل بالتوقف، بعد عودة كليهما إلى مستوى 40 دولارا. وما زالت التوقعات صعبة على المدى القريب، حيث تراجع الانتعاش المستمر للأسعار جراء التصريحات المتشائمة حول التوقعات الاقتصادية الصادرة عن مجموعة «أوبك بلس» ومجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي. وبعد الاجتماع الأخير للجنة المراقبة الوزارية المشتركة الخميس الماضي، أشارت المجموعة إلى أن الطلب يسير بوتيرة أبطأ من التوقعات، وقد تنكمش التوقعات الإجمالية للطلب خلال الشهور المقبلة جراء أي موجة ثانية للجائحة، وعلى مدى أطول. وبناء عليه، يرجّح أن تكثف المجموعة جهودها للتحكم بنحو 2.3 مليون برميل يومياً (رويترز) من الإنتاج في الدول التي لم تلتزم بحدود الإنتاج المتفق عليها.
مشاركة :