أكد الخبير الاستراتيجي المصري محمد مجاهد الزيات أن المساندة التي حصلت عليه مصر من المملكة العربية السعودية في موقفها تجاه الأزمة الليبية، وأيضا الجهود الإماراتية في السياق ذاته، فضلا عن الدعم الفرنسي، ساعد في ترجيح كفة الاتجاه نحو التسوية السياسية للأزمة، وحقق ردعا قويا للمخطط التركي لتغيير موازين القوى الميدانية في ليبيا لتحقيق مكاسب عسكرية تستثمر سياسيا عند الذهاب لمائدة التفاوض، كما أجبرت القوى الدولية على التحرك وتجاوز عمليات التمكين التي كانت تجرى لصالح تركيا. ورجح الخبير الاستراتيجي، في مقاله بصحيفة “الشروق”، المصرية اليوم، أن تبدأ عقب إعلان الاتفاق على وقف إطلاق النار بين حكومة الوفاق وجلس النواب الليبيين خطوات سياسية ينخرط فيها طرفي الصراع، معربًا عن اعتقاد أن القضايا السياسية والعسكرية ستواجه صعوبات كبيرة وقد يستغرق التوصل إلى تسوية فترة ليست قليلة لأن كل طرف سيطرح سقفا عاليا لوجهة نظره كما ستسعى القوى المعنية بتثبيت مصالحها وهو ما يعنى أن الأزمة بدأت طريق الحل الذي يمكن أن يطول. وأشار إلى أن هناك تقديرات بضرورة الحذر من موقف تركيا التي يمكن أن تكون مهادنتها وقبولها لبيان وقف إطلاق النار نوعا من الخداع الاستراتيجي الذي يجب الانتباه إليه، منوها إلى أن تركيا أدركت خلال الاتصالات التي جرت معها من جانب أطراف أوروبية وأمريكية جدية الموقف المصري، ولذلك سارعت لتقنين أوضاعها العسكرية والاقتصادية في ليبيا من خلال اتفاقيات عاجلة كفلت لها الحصول على خمسة وثلاثين مليار دولار وإقامة قاعدة بحرية فى مصراته تمولها قطر، ثم أعلنت قبولها وقف إطلاق النار.
مشاركة :