أعرب الأزهر في بيان له أمس عن رفضه التام وانزعاجه الشديد للتدخل الإيراني في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين وعدد من الدول العربية من خلال التصريحات الأخيرة التي صدرت مؤخرًا عن المرشد الإيراني علي خامنئي في عيد الفطر المبارك. وأكد الأزهر أن تصريحات المرشد الإيراني تُعَدُّ تدخُّلاً غيرَ مقبولٍ وتعدِّيًا واضحًا على سيادة واستقلال مملكة البحرين، وتتناقض تمامًا مع مبادئ حسن الجوار التي أكدها وأوصى بها ديننا الإسلامي الحنيف. وطالب الأزهر إيران بضرورة الكفِّ عن مثل هذه التصريحات التي تعمِّق الكراهية بين الدول والشعوب، وتخلق مُناخًا من التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، وتزيد من حدة الصراع الطائفي والمذهبي بين أبناء الدين الواحد وأبناء الوطن الواحد، وهو ما يخدم بالأساس أعداء أمتنا الإسلامية، معربًا عن تضامنه مع دول الخليج ووقوفه إلى جوارها في كل ما من شأنه حفظ أمنها واستقرارها وتدعيم الوئام والوفاق بين أبناء شعبها. كما جدد د. أحمد الطيب شيخ الأزهر دعوته لكبار علماء السنة و الشيعة إلى الاجتماع بالأزهر والجلوس على طاولة واحدة لإصدار فتاوى من المراجع الشيعية ومن أهل السنة تُحرِّم على الشيعي أن يقتل السني وتُحرِّم على السني أن يقتل الشيعي، وتعزز ثقافة التعايش والسلام. مؤكدًا أن الحلقات التي سجلها خلال شهر رمضان عن فضل الصحابة وعدالتهم وعصمة الأنبياء ونظرية الإمامة هدفها المكاشفة والمصارحة البعيدة عن المجاملات لوأد الفتن المذهبية والطائفية وإيقاف شلالات الدم التي تجري في المنطقة، وإنقاذ الأمة مما نصبه لها المتآمرون والمخططون، وندفع ثمنه من دمائنا وأرواحنا كل يوم بل كل ساعة، سائلا الله تعالى أن يحفظ الأمتين العربية والإسلامية من كل مكروه وسوء.
مشاركة :