قال مسؤول في الأمم المتحدة إن مسؤولي كرة القدم في روسيا عليهم بذل المزيد من الجهد لمواجهة العنصرية وإنهم حتى الآن لم يفهموا ما تعنيه. وعادت المشاكل العنصرية الأربعاء الماضي إلى دائرة الضوء في البلد الذي سيستضيف نهائيات كأس العالم 2018 بعد أن رفض اتحاد الكرة الروسي ادعاءات إيمانويل فريمبونج لاعب نادي أوفا بأنه تعرض لإهانة عنصرية من جانب جماهير سبارتاك موسكو. وقال اللاعب الغاني إنه تعرض لإهانة عنصرية بعد أن قامت جماهير سبارتاك بتقليد أصوات القرود خلال مباراة في الدوري الممتاز المحلي الجمعة الماضي. وطرد اللاعب بعد أن صدرت عنه إشارة غير لائقة تجاه الجماهير ردا على الإهانة حسبما يقول وعوقب بالإيقاف لمباراتين بعد ذلك. وقال يوري بويتشينكو بعد مؤتمر صحفي للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" "لا أعتقد أن هناك إنكارا تاما بوجود عنصرية في روسيا لكن بالتأكيد هناك قصور في فهمها من جانب المسؤولين في روسيا". وأضاف بويتشينكو الذي يترأس قسم مكافحة التمييز في مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للمفوض السامي "يجب على المسؤولين القيام بمجهود أكبر للتصدي لها (العنصرية)". وتابع "في كثير من الأحيان يرى المسؤولون الروس المشكلة من وجهة نظرهم، ولا يضعون أنفسهم مكان الضحية ورؤية الأمر من وجهة نظره". وخلال المؤتمر الصحفي أشار بويتشينكو إلى أنه يعتقد أن المسؤولين بدأوا في الاعتراف بوجود مشكلة. وقال "أعتقد أن الاعتراف قادم، وهي مشكلة سلوكية واجتماعية وبالتأكيد في روسيا ليس هناك فهم واضح لمعنى العنصرية". وأضاف "الأمر ليس مجرد أسود وأبيض أو أبيض وأسود فقط بل هي قضية تتعلق بالأعراق والانتماءات الدينية والثقافية واللغة وهكذا". وارتكبت الجماهير الروسية أكثر من 200 تصرف عنصري منذ 2012 وحتى 2014 وفقا لتقرير أصدره أخيرا مركز سوفا لمراقبة العنصرية ومقره في موسكو. وقال بيارا باور المدير التنفيذي لمجموعة كرة القدم ضد العنصرية في أوروبا في العام الماضي إنه يعتقد أن الفرق الإفريقية يجب أن تغادر الملعب خلال كأس العالم إذا تعرضت لأي إهانات خلال المباريات. وكان رد فعل اتحاد غانا لكرة القدم غاضبا تجاه واقعة فريمبونج وقال إن اللاعب تعرض لإهانات "صارخة" وإن "خيالنا" لا يصدق أنه عوقب. وأعلن "فيفا" في أيار (مايو) الماضي استخدام نظام جديد لمراقبي المباريات لمراقبة وقائع العنصرية والتمييز خلال تصفيات كأس العالم 2018 لكن المباريات المحلية في روسيا لا تخضع لهذه المراقبة. وقال فيدريكو اديتشي أحد مسؤولي "فيفا" المسؤولين عن مناهضة التمييز "إذا كان الاتحاد الروسي بحاجة إلى دعمنا، وأعتقد أنه في حاجة إلى ذلك، فإنه بوسعنا تقديم الدعم"، مضيفا "سيكون من السذاجة والغرور القدوم إلى هنا والقول إننا سنقوم بتعليم الروس، لسنا في هذا الموقف ولا يوجد داع لفعل ذلك، دورنا هو منع وقوع هذه الأعمال في الأحداث التي تقع تحت مسؤوليتنا".
مشاركة :