حذر جون كيري وزير الخارجية أمس في واشنطن من أنه لن تكون هناك بدائل سلمية لمنع طهران من صنع قنبلة نووية إذا أعاق الكونجرس الأمريكي الاتفاق الدولي الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي في فيينا. جاء ذلك خلال شهادته في جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي حول الاتفاق الذي تمت صياغته خلال عامين من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة وخمس قوى عالمية أخرى. وبموجب قانون أمريكي صدر في أيار (مايو)، فإن الكونجرس أمامه حتى 17 أيلول (سبتمبر) لتقييم الاتفاق. وسيتطلب الأمر من الناحية العملية أغلبية عظمى بنسبة الثلثين في مجلسي الشيوخ والنواب لإفشال الاتفاق، وهو أمر يعتبر غير مرجح. وأضاف كيري "إذا تحرك الكونجرس الأمريكي من جانب واحد لرفض ما تم الاتفاق عليه في فيينا، فإن النتيجة ستكون ابتعاد الولايات المتحدة الأمريكية عن كل قيد من القيود التي حققناها". وتابع قائلا إن تعطيل الاتفاق من شأنه أن يعطي "ضوءا أخضر كبيرا للغاية لإيران لمضاعفة وتيرة تخصيب اليورانيوم والمضي قدما بأقصى سرعة في العمل في مفاعل الماء الثقيل وتركيب أجهزة طرد مركزي جديدة أكثر كفاءة، وستقوم بذلك كله دون إجراءات التفتيش والشفافية غير المسبوقة التي توصلنا إليها". وأوضح "كل ما منعناه سيبدأ في الحدوث بعد ذلك، وكل ما تم التراجع عنه سابقا طواعية في برنامجهم سيتم إلغاؤه". وأدلى اثنان آخران من أعضاء حكومة الرئيس باراك أوباما -وهما وزير الخزانة جاك ليو ووزير الطاقة إرنست مونيز- بشهادتيهما أمام لجنة مجلس الشيوخ. وقال البيت الابيض إن الوزراء الثلاثة و"مسؤولا كبيرا في الاستخبارات" لم يكشف عن اسمه عقدوا لقاءات سرية أمس الأول كانت مفتوحة لجميع أعضاء مجلس الشيوخ ومجلس النواب. وكان البيت الأبيض قال إن الاتفاقات الثنائية بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية لا تمثل أي نوع من الاتفاقات المنفصلة إلى جانب الاتفاق النووي الذي وقع أخيرا بين إيران والقوى العالمية الست. وقال جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الأبيض أمس للصحافيين في مؤتمر صحافي يومي "هذا لا يمثل نوعا من الاتفاقات الجانبية". من جهة أخرى قال السناتور الأمريكي بن كاردين أكبر عضو ديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ أمس إنه لم يقرر حتى الآن كيف سيصوت على الاتفاق النووي مع إيران لكنه أضاف أنه يشعر بأن المفاوضين الأمريكيين حققوا تقدما كبيرا. وقال في جلسة عقدتها اللجنة مع بدء فترة مدتها 60 يوما أمام الكونجرس تنتهي في 17 سبتمبر للتصديق على الاتفاق أو رفضه أو عدم اتخاذ أي إجراء "أنجز مفاوضونا كثيرا .. لاسيما على الصعيد النووي". ويعتبر كاردين أحد الأصوات المهمة بخصوص الاتفاق في مجلس الشيوخ الأمريكي.
مشاركة :