صور «سيلفي» لمكافحة الاضطهاد ضد المسلمين في بورما

  • 7/24/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

للوهلة الأولى قد تبدو هذه الصور عادية جدا، إذ يظهر عليها شباب بابتسامات عريضة وهم يلتقطون صور سيلفي. ولكن هؤلاء الأصدقاء في بورما هم من شرائح مختلفة جدا، وهم يعلنون عن موقفهم بالتقاط الصور مع بعض. منهم بوذيون أو مسلمون أو مسيحيون، وبعضهم الآخر من قومية بامار، وهناك آخرون من أقليات إثنية أخرى مثل الروهينجا. وهم يلتقطون الصور مع بعض لمحاربة الأحكام المسبقة في بلد تتفشى فيه الكراهية. بدأت بورما في السنوات القليلة الأخيرة تخطو نحو الديمقراطية، واكتسب مواطنوها عديدا من الحريات. غير أنها شهدت أيضا انتشار خطاب الكراهية، وخاصة كراهية المسلمين الذين يشكلون حسب التقديرات 4 في المائة من السكان. وقد قاد بعض الرهبان البوذيين من القوميين المتشددين ــ على رأسهم الراهب ويراثو المتشدد المقيم في ماندالاي ــ حملات دعائية معادية للمسلمين أدت إلى أعمال شغب دامية في غرب البلاد بولاية راخين عام 2012، حيث تتركز أغلبية الروهينجا، إثنية مسلمة من الأقليات يعتبرها البعض الأكثر اضطهادا في العالم، هذا رغم أن عديدا منهم فروا من بورما أو مودعين في المخيمات. واليوم قبيل أشهر قليلة من الانتخابات المقبلة، ما زالت هذه الحركات المعادية للمسلمين تقوى وتتعزز. وتقول "واي نو" بحسب "فرانس 24" إحدى المنظمات التي تدعوا إلى التقاط صور سيلفي، إن فيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعي لها شعبية كبيرة في بورما. وللأسف فهي لا تستخدم لأغراض حسنة، إذ يشاع خطاب الكراهية إزاء الأقليات عن طريق تلك المواقع وينتشر بسرعة البرق. لذلك أردنا محاربة هذه الظاهرة عبر المنابر نفسها واستهدفنا الشباب لأنهم يستطيعون التأثير في التغيير الاجتماعي. صور السيلفي تحظى بشعبية هائلة بين الشباب في بورما وهي وسيلة سهلة كي تظهر أن الناس المختلفين عن الأغلبية كالمسلمين والمسيحيين ليسوا أعداء. وبينت "واي نو" أنه رغم التوترات الراهنة في بورما، فإن عديدا منا طبعا لديه أصدقاء من مختلف الشرائح، لذلك طلبنا من الناس إرسال صور سيلفي مع مختلف أصدقائهم أو القدوم إلى أماكن محددة في يانغون لالتقاط صور سيلفي معا. وجاء أشخاص من جميع القوميات والديانات. وتقول "واي نو" "أنا مسلمة من الروهينجا وبعض أصدقائي الأعزاء بوذيون من قومية بامار، كانت علاقاتنا دائما جيدة. إنهم أشخاص متسامحون ويرون أن زمن الأوصاف القدحية قد ولى، مضيفة "لكني أعرف أنه في ظل خطاب الكراهية السائد، تأثر عديد من الصداقات بين الناس، وربما حتى أكثر من هذا بالنسبة إلى الناس الذين يعيشون في يانغون.

مشاركة :