قتل أكثر من 60 مواطنا أمس في هجمات مفترضة لحركة بوكو حرام في الكاميرون، ونيجيريا، التي حذر رئيسها محمد بخاري الولايات المتحدة من أن سياستها تضر بالجهود لمكافحة الحركة المتطرفة. وحذر بخاري الموجود حاليا في واشنطن، حيث يقوم بأول زيارة منذ توليه مهامه، من أن رفض الولايات المتحدة تزويد جيش نيجيريا بالأسلحة بسبب «الانتهاكات لحقوق الإنسان» يسهم فقط في مساعدة «بوكو حرام». وكان بخاري يأمل في الحصول على مساعدة عسكرية أكبر خلال زيارته غير أنه لمح إلى أنه سيعود إلى بلاده خالي الوفاض بسبب قانون أميركي يمنع إرسال أسلحة إلى دول لا تعالج قضايا انتهاكات حقوق الإنسان. وقال أمام مشرعين ونشطاء وأكاديميين في واشنطن: «للأسف، تحت غطاء هذا القانون وبسبب تأكيدات لا أساس لها بانتهاك قواتنا لحقوق الإنسان لا يمكننا الحصول على الأسلحة اللازمة لخوض هذه الحرب». وأضاف أن قوات الأمن النيجيرية تركت «عاجزة إلى حد كبير» أمام حملة الخطف والتفجيرات التي ترتكبها المجموعة المتطرفة. وأعرب الرئيس من واشنطن: «الجنود النيجيريون لا يملكون الأسلحة والتكنولوجيا المناسبة التي يفترض أن يحصلوا عليها لولا العقبة المتمثلة بما يسمى انتهاكات حقوق الإنسان». والهجوم المزدوج في مروة بشمال الكاميرون، أسفر عن مقتل 11 شخصا على الأقل فيما لقي نحو 42 مصرعهم في تفجيرين استهدفا محطتي حافلات في غومبيه بشمال شرقي نيجيريا. وتأتي الهجمات الدموية الأخيرة بعد أن نشرت «بوكو حرام» شريط فيديو على موقع «تويتر»، أعلنت فيه أنها لم تمن بالهزيمة ومتوعدة: «سنأتيكم من حيث لا تتوقعون، أقوى من قبل». ومن المتوقع أن تقوم قوة جديد من خمس دول وهي نيجيريا والنيجر وتشاد والكاميرون وبينين بالانتشار بحلول 30 يوليو (تموز) الحالي لقتال المجموعة التي أعلنت ولاءها لتنظيم داعش، والتي أدى تمردها المستمر منذ ست سنوات إلى مقتل 15 ألف شخص على الأقل وزيادة التهديد للأمن القومي. والهجومان في الكاميرون نفذتهما فتاتان «يقل عمرهما عن 15 عاما» قامتا بتفجير نفسيهما في السوق المركزية في مروة وحي مجاور مكتظ سكانه من الهاوسا، بحسب حاكم المنطقة مدجياوا بكاري. وأكد مصدر مقرب من السلطات المحلية لوكالة الصحافة الفرنسية أن «فتاتين كانتا تتسولان، فجرتا نفسيهما» مما أثار «حالة ذعر عارمة» ومشاهد مروعة لجثث وأشلاء، بحسب أحد الصحافيين. وأعلن مكتب رئيس الكاميرون بول بيا، أن «11 شخصا قتلوا و32 أصيبوا بجروح»، مدينا الهجمات بحق المدنيين الأبرياء التي وصفها بـ«الجبانة والمشينة». ودعا الرئيس المواطنين إلى «اليقظة.. والتعاون الوثيق مع قوات الأمن»، واعدا بـ«القضاء على هؤلاء المجرمين الدمويين». وفي 12 يوليو الحالي قامت انتحاريتان منتقبتان بتفجير نفسيهما في فوتوكول على الحدود مع نيجيريا، مما أدى إلى مقتل 10 مدنيين وجندي من تشاد المجاورة. وحظرت السلطات المحلية منذ ذلك الوقت النقاب. وفي مدينة غومبيه وقع انفجار في محطة الحافلات في دادين كوا، تلاه انفجار في محطة دوكو بعد نحو 20 دقيقة. وقال شهود عيان إنهم سمعوا دوي الانفجارين في الموقعين. وبسبب انقطاع الكهرباء في المنطقة كان من غير الممكن تحديد ما إذا كانا تفجيرين انتحاريين أو قنابل بدائية الصنع زرعت في المكانين. وقال أحد المسعفين في موقع الانفجار الأول طالبا عدم ذكر اسمه «نقلنا حتى الآن 12 جثة من المكان». وأكد المتحدث باسم شرطة ولاية غومبيه فواجي أتاجيري الانفجار الأول دون الإعلان عن حصيلة للقتلى. ولم يكن لدى المتحدث تفاصيل بشأن التفجير الثاني، لكن صاحب أحد المتاجر قرب محطة دوكو قال لوكالة الصحافة الفرنسية: «وقع انفجاران بعد أن أغلقت متجري». وأضاف: «عدنا مع أشخاص كانوا في الجوار ورحنا ننتشل الجثث. أحصيت 30 جثة. شعرت بالغثيان وغادرت». ويذكر أن قتل 49 شخصا الخميس الماضي في هجوم بقنبلة في سوق في مدينة غومبيه. ومنذ تولي بخاري الذي توعد بسحق التمرد الحكم في 29 مايو (أيار) الماضي، قتل أكثر من 750 شخصا، بحسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية.
مشاركة :