صغار المزارعين بين سندان قوت يومهم ومطرقة وباء «كورونا»

  • 8/25/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

حل وباء «كورونا» ضيفاً ثقيل الظل على القطاعات الحيوية في عالمنا. ولم يكن القطاع الزراعي بمنأى عن تلك الجائحة التي شكلت تهديداً مباشراً على حياة المزارعين، وألحقت بهم خسائر اقتصادية فادحة. ولعبت دوراً محورياً في عرقلة تنفيذ سياسات وخطط التنمية الريفية، ومقاسمة السكان الريفيين مصادر رزقهم ولقمة عيشهم، وحرمان كثيرين من عملهم وغذائهم، وهو ما يهدد فرص تحقيق أمن غذائي شامل عبر التنمية الريفية المستدامة.ويمكن أن يؤدي انتشار الفيروس إلى تدمير المجتمعات الريفية الفقيرة ومنتجي الأغذية بسبب مواجهتهم تحديات كبرى، من قبيل ضعف القدرة على الصمود، وسوء التغذية، ومحدودية الوصول إلى الموارد والخدمات.وعلى الرغم من الآثار السلبية التي أحدثها «كورونا»، ما زال بالإمكان العمل على مواجهتها من خلال تضافر الجهود الدولية، وتنفيذ السياسات الإنقاذية لقطاعي الزراعة والغذاء، وخلق فرص عمل جديدة عبر الدعم السخي من المانحين حول العالم. واتخاذ إجراءات دولية مستمرة ومستدامة للخروج من دائرتها بأقل خسائر ممكنة.وهنا يبرز دور الاستثمارات الزراعية في البيئة الريفية لزيادة اعتماد الأشخاص على أنفسهم، وتعزيز الازدهار الريفي، وخلق فرص عمل في أعقاب الأزمات، وبالتالي تعزيز قدرة الدول الهشة على الصمود، وتمكين مجتمعاتها الريفية من التعافي. كما أن النمو الاقتصادي في قطاع الزراعة يُعد أكثر فعالية بمرتين إلى ثلاث مرات في الحد من الفقر وانعدام الأمن الغذائي مقارنة بنمو القطاعات الأخرى.وبلغت استثمارات الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا ووسط آسيا وأوروبا 2.6 مليار دولار أميركي في 41 برنامجاً ومشروعاً تنموياً، بالشراكة مع 22 حكومة خلال العام الحالي 2020.وعقب انتشار الجائحة، استجاب الصندوق لمواجهتها عبر ضمان استمرارية تشغيل المشروعات والاستثمارات على الرغم من الآثار الكبيرة للفيروس، ومن ثم أطلق الصندوق «مرفقاً متعدد الجهات المانحة» لتحفيز فقراء الريف، وتعزيز صمودهم وعيشهم في ظل هذه الجائحة. وتم تقديم 4.1 مليون دولار للثماني دول الأكثر هشاشة وتأثراً بالأزمة، فضلاً عن قيامه بتقديم 8.1 مليون دولار كمنح عاجلة للمستفيدين. كما شارك الصندوق في مهرجان «أفلام حقول سيسلي»، لتسليط الضوء على عمله في القضايا التنموية للمجتمعات الريفية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وبعض أجزاء من أوروبا، حيث حضر المهرجان شخصيات كبيرة محلية ودولية، وعرض خلاله عدد كبير من الأفلام القصيرة والوثائقية أبدعها صغار المزارعين في البلدان النامية، لينقلوا للعالم بأكمله معاناة مجتمعاتهم من خلال عدسات كاميراتهم. ومن المدهش حقاً أن نرى صناع أفلام ملهمين من صغار المزارعين من البلدان النامية يبدعون أعمالاً فنية، وينقلون للعالم بأسره عبر عدسات كاميراتهم القضايا التي تؤرق مجتمعاتهم من التغير المناخي، والجوع، وانعدام العدالة والمساواة الاقتصادية، وبالتأكيد هناك المزيد مما يمكن القيام به. - المديرة الإقليمية للشرق الأدنى وشمال أفريقيا ووسط آسيا وأوروبا في الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد)، إحدى منظمات الأمم المتحدة

مشاركة :